أدانت محكمة مغربية من الدرجة الأولى في مدينة الحسيمة 4 ناشطين على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها منطقة الريف منذ أكثر من 10 أشهر وبدأ فتى حكم عليه بالسجن 20 عاما إضرابا عن الطعام فيما بدأت خلافات وسطاء بين الدولة وقادة حراك الريف، لإيجاد مخرج للمأزق، تظهر إلى العلن. وقضت المحكمة الابتدائية في الحسيمة مساء أمس الأول الثلاثاء، بالسجن 3 طلبة وفلاح عمره 54 سنة ب 30 شهرا نافذا لكل واحد منهم على خلفية مشاركتهم بالاحتجاجات بعد إدانتهم بتهم رشق القوات العمومية بالحجارة، وقطع الطريق، والتظاهر من دون ترخيص، وإتلاف أشياء مخصصة للمنفعة العامة. واعتقل النشطاء ال 4 في حراك الريف، الذين ينحدرون من منطقة قريبة من الحسيمة، قبل عيد الأضحى بأيام قليلة، وقالت مصادر هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك غن المعتقلين لم يوقعوا على المحاضر، كما نفوا أمام المحكمة ارتكابهم المنسوب إليهم، حيث التمست هيئة دفاعهم الحكم ببراءتهم وببطلان المحاضر، لكن المحكمة لم تستجب وأدانتهم بالسجن النافذ. وقرر وكيل الملك (النائب العام) بالمحكمة الابتدائية في الحسيمة أمس الأربعاء، متابعة المرتضى اعمراشن الناشط في «حراك الريف»، في حالة سراح، بتهمة «المس بالوحدة الترابية للمملكة والتحريض على التظاهر». وقال اعمراشن في تدوينة نشرها بعد ظهر أمس على جدار حسابه على فيسبوك، «بعد تحقيقات الضابطة القضائية التي دامت يوما كاملا يوم الاثنين، تم عرضي على النيابة العامة بالمحكمة صباح اليوم، حيث مثلت رفقة الأستاذ المحامي خالد امعيز أمام وكيل الملك الذي قرر متابعتي قبل قليل في حالة سراح بعدة تهم منها » المس بالوحدة الترابية للمملكة والتحريض على التظاهر » ، وقرر جلسة المحاكمة زوال يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة». واعتقلت السلطات مساء أمس الأول الثلاثاء عاشور العمراوي الناشط بحراك الريف والصحافي بالموقع الجهوي «الناظور بريس» ببلدة بني شيكر بالناظور، وذلك على خلفية حراك الريف، وتم نقله إلى الدار البيضاء من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من دون معرفة سبب نقله إلى الدار البيضاء وكذلك التهمة التي سيتم التحقيق مع عاشور فيها. ويخوض ناشط الحراك، جمال ولا عبد النبي (18 عاما)، المدان بعشرين سنة سجنا نافذا إضرابا مفتوحا عن الطعام من داخل السجن بالحسيمة وأفاد مراد ولاد عبد النبي، ان شقيقه جمال أخبرهم عبر اتصال هاتفي بخوضه لإضراب عن الطعام منذ ثلاثة أيام، احتجاجا على الأحكام التي صدرت في حقه واعتبرها « قاسية». وقال شقيق جمال الذي حكم عليه بالسجن النافذ لمدة 20 سنة، بعد إدانته بتهم إضرام النار في بناية آهلة، ووضع متاريس في الطريق العمومية أن «هذا الإضراب زاد من التوتر داخل الأسرة»، بعدما كان قد صرح سابقا ل »بديل» بأن والدته تعاني منذ أن صدر الحكم في حق شقيقه، وأنها لم تتوقف عن البكاء». وكشف نور الدين عيوش الفاعل الجمعوي ورجل الإشهار، عن أنه أنهى مبادرته تجاه قادة «حراك الريف» المعتقلين، بعد عقد لقاءات متكررة معهم رفقة فاعلين في المجتمع المدني هم كمال لحبيب وادريس المساوي وعلي اعبابو، وقال انه سيرفع تقرير إلى «الجهات العليا»، من دون أن يكشف عن تفاصيل ما أوصى به هذه الجهات. ونقلت صحيفة « أخبار اليوم » عن عيوش في عددها أمس الأربعاء، أنه عقد ثلاثة لقاءات مع قادة الحراك بسجن عكاشة، كما شملت المبادرة لقاءات قام بها عيوش ورفاقه في الحسيمة في 21 أغسطس الماضي مع عائلات المعتقلين وفاعلين حقوقيين ومسئولين عن قطاع الصحة والتربية والتعليم وممثلة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان. وبناء على هذه اللقاءات تم رفع تقرير للجهات العليا الأربعاء الماضي. وتبرأ محمد النشناش، منسق لجنة المبادرة من أجل الريف، والرئيس السابق للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ، من تصريحات عيوش وقال لصحيفة «العلم» إن مبادرة عيوش وآخرين أساءت إلى المعتقلين بتسريبها أخبارا زائفة عنهم وذلك من خلال إشاعة أنهم مختلفون وليست لهم الرؤى ذاتها». وأكد النشناش أن المعتقلين صرحوا للجنته بأنهم «مغاربة ويحبون وطنهم ولا يقبلون بغيره بديلا وأنهم ليسوا انفصاليين» وان «مبادرة عيوش شوّشت وخلقت بلبلة واستفدت المعتقلين وأثرت في أنفسهم». وقال النشناش إنه بعيد عن عيوش «لحما ودما وعقلا» ولم يسبق له أن جالسه في أي وقت ولا في أي مكان وأن مبادرة عيوش خلفت بلبلة في موضوع حراك الريف والمعتقلين.