«السنجل مازر.. العروس السنجل.. والجنس قبل الزواج» دعوات تتخفى وراء قناع الحرية "أنا حر، أعمل اللي أنا عايزه".. هكذا يبرر أصحاب المطالب الشاذة والأفكار غير المستساغة والمخالفة في أحيانٍ كثيرةٍ للدين، أفعالهم، غافلين أو متغافلين عن أن مفهوم الحرية، لا يعني الانفلات الأخلاقي أو مخالفة الدين بشكل صريح. ويسعى البعض جاهدًا إلى استغلال مفهوم الحرية، من أجل تبرير أفعاله ومطالبه التي لا تتناسب مع قطاع عريض من الشعب، بل والمخالفة أيضًا لأحكام شرعية ثابتة بنصوص قطعية، وكذلك لعادات وتقاليد وأعراف المجتمع الذي يحيون فيه. وشهدت الفترة الماضية، العديد من الدعوات الغريبة، التي لم تخطر في يوم ببال كثيرين، كونها لا تتوافق إما مع الدين وقواعده أو العرف والتقاليد السائدة، والتي تسببت في إثارة جدل واسع داخل المجتمع. "السنجل مازر" الأم العزباء ما قامت به الإعلامية دعاء صلاح، مقدمة برنامج "مع دودي"، على فضائية "النهار"، كان أمرًا مثيرًا للجدل؛ حيث قالت خلال الحلقة التي جاءت تحت عنوان "اشتري راجل"، إنه من الممكن للمرأة أن تحمل بلا زواج، أو عن طريق التلقيح أو استخدام الرجل فقط كملقح، وذلك عبر استعانة بعض النساء بالرجال من أجل تحقيق حلم الأمومة والإنجاب منهم مقابل مبلغ مادي. وأكدت "صلاح" أن هناك مجتمعات كثيرة تؤيد تلك الفكرة، وأنه يمكن تطبيقها داخل المجتمع المصري، مشيرة إلى أن المرأة تستطيع أن تقوم بدور الأم والأب معًا، ما دفع نقابة الإعلاميين إلى إصدار قرار بوقفها ثلاثة أشهر؛ بسبب تجاوزه للمعايير الأخلاقية والمهنية خلال الحلقة. ويأتي تصرف الإعلامية مع دعوات البعض على "السوشيال ميديا" لتبنى فكرة "سنجل مازر" وكان أشهرها هدير مكاوي التي طلبت عبر صفحة على فيس بوك شراء حيوانات منوية لإنجاب طفل ولكن دون زواج، مؤكدة أنها تريد أن تصبح "سنجل مازر"، وعرضت مبلغًا خياليًا من الدولارات نظير ذلك. العروسة "السنجل" أيضًا، قامت إحدى فتيات محافظة الإسماعيلية، بأمر مثير للغرابة والدهشة؛ حيث ارتدت إسراء الهجان، البالغة من العمر 27 عاما، فستانًا أبيض وجابت به شوارع المحافظة، دون أن يرافقها عريس، كما هو المعتاد والمتعارف عليه، في محاولة منها لإسعاد نفسها، لا سيما أنها ما زالت عزباء. وعلى الرغم من معارضة أهلها لتلك الفكرة؛ نظرًا لمخالفتها التقاليد والأعراف المجتمعية، إلا أنها رأت أن هذا أمر يخصها وحدها، وأنها حرة فيما تفعل، ولا وصي عليها –حسب قولها. وردت الهجان على مهاجمي تجربتها، عبر حسابها على ال"فيس بوك"، قائلة: "أنا قررت أسعد نفسي على طريقتي دون النظر إلى كلام الناس وارتديت الفستان الأبيض واحتفلت بفرحي كأول عروس سنجل في جمهورية مصر العربية"، مضيفة: "أريد إيصال رسالة للبنات سواء كان سنهن كبيرة أو صغيرة؛ عايزة تسعدي نفسك اسعديها؛ الفرحة ليست بالجواز أو بالدبلة ياما ناس كتير اتخطبت واتجوزت وفشلت ولم تفرح؛ لأن الفرحة الحقيقية في عمل ما يخطر في بالك". الجنس قبل الزواج "حرية شخصية" لعل تصريح الفنان أحمد الفيشاوي، الذي يؤكد فيه أن العلاقات الجنسية قبل الزواج حرية شخصية ولا يحق لأحد مهما كان الاعتراض على فاعلها، هو الأغرب بين تصريحاته الكثيرة الصادمة والمثيرة للجدل، وذلك لمخالفتها دائمًا الشريعة الإسلامية والتقاليد. وقال الفيشاوي، خلال حواره مع الإعلامي جعفر عبدالكريم، ببرنامج "شباب توك"، المُذاع عبر فضائية "DW عربية"، "إن العلاقات الجنسية قبل الزواج أمر صحي للغاية بجانب أنه حرية شخصية"، مضيفًا أنه "يعتبر المثلية الجنسية حرية شخصية بالرغم من مخالفتها للطبيعة البشرية، إلا أنه لا يجب منعها والتضييق على أصحابها". وسبق أن اعتبرت المخرجة إيناس الدغيدي، أن ممارسة الجنس دون زواج حلال، وأن العلاقة ما دامت في العلن وأمام الجميع فهي شرعية، ووافقتها في الرأي أيضاً، الممثلة منى هلا، والتي قالت إن علاقتها بصديقها "بدون زواج" علاقة شرعية، طالما أنها في العلن، وطالما أنها علاقة معلنة لا يدفع فيها المال، ولا توجد بها مصلحة. تقنين بيوت البغاء والمخدرات المخرجة إيناس الدغيدي، فدائمًا ما تسعى إلى إثارة الجدل عن طريق إصدار تصريحات ليست غريبة وفقط، بل ومنافية الدين، فطالبت سابقًا من اللجنة التأسيسية للدستور، بتقنين بيوت البغاء وبيع المخدرات للشباب؛ حتى تتم حماية المجتمع من الأمراض، والقضاء على ظاهرة التحرش بالشوارع، معتبرة أيضًا أن ممارسة الجنس قبل الزواج حلال وليس به مخالفة شرعية. وقالت الدغيدى، في تصريحات لها، إن "بيوت البغاء المرخصة ستقضى على ظاهرة التحرش والاغتصاب"، مضيفة: "أكرر طلبى للجنة التأسيسية بأن تضع تقنينًا لبيوت البغاء حتى نحمى المجتمع من الأمراض". وتابعت: "إذا كانت بيوت البغاء أمرًا واقعًا"، فلماذا لا نقوم بتقنينها والتأكد من خلو العاملات بها من الأمراض، متسائلة: "لماذا يقبل المجتمع تقنين بيع الخمور ويعارض بيع المخدرات؟؟؟ أليس الاثنان من المسكرات التي تذهب العقل؟، عمرك سمعت عن شخص مات بجرعة زائدة من الحشيش، فلماذا لا يتم تقنينه مثل الخمور". فتاة ترغب في الزواج من 4رجال أعلنت فتاة تدعى زينة أدهم، عن رغبتها في الزواج من 4 رجال، مبررة ذلك بأن حالتها المادية جيدة وتستطيع أن تستر 4 رجال، مرفقة مميزاتها لمن يقبل العرض. وقالت الفتاة في منشور لها في إحدى المجموعات التي تنادي بحقوق المرأة، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "يا جماعة أنا بنت في عز شبابي، وحابة أتجوز أربعة، لأن الحمد لله وضعي المادي جيد، وقادرة أستر على 4 رجالة ولاد حلال، وإن شاء الله اللي بيقبل هيكون مُعزز مُكرم عندي". غياب الثقافة الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بمستشفيات القوات المسلحة، قال إن غياب الثقافة داخل المجتمع، وعدم فهم معاني المصطلحات بشكل سليم وصحيح، يدفع الكثيرين إلى المطالبة بأفعال وممارسات شاذة تتنافى مع الأخلاق والدين بزعم أنها حرية. وأضاف فرويز، خلال تصريحه إلى "المصريون"، أن الحرية لا تعني الإضرار بالآخرين أو التعدي على حريتهم، بل لها حدود يجب التوقف عندها، لافتًا إلى أن هناك قطاعًا من المواطنين، يرى أن الحرية تعني أنه حر في كل شيء، ويجوز له فعل أي شيء، حتى لو كان فعله به تعدٍ على حرية آخرين، أو مخالف للعادات والتقاليد وأعراف المجتمع الذي يحيا فيه، أو الدين الذي يعتقه. وتابع استشاري الطب النفسي: "هذا امتداد لإسلام البحيري وأمثاله؛ حيث إن ترك شخصيات مثل إسلام، تقول ما تشاء، وتشكك فيما تريد سواء ثوابت الدين أو غيرها، يجعل آخرين يعتنقون أفكاره الشاذة، بل والمطالبة بأمور مخالفة للدين ولأحكام الشريعة". بينما، أكد الدكتور عبدالحليم منصور، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن الإسلام كفّل الحرية لكل الأفراد، وأعطى الناس مساحات واسعة، حتى في مجال العقيدة؛ حيث قال الله "مَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر"، كذلك في فعل الخير إذ قال: "وهاديناه النجدين"، لكن تلك الحرية ليست مطلقة بل مقيّدة بأحكام الدين وبالعادات والتقاليد السائدة داخل المجتمع. وأوضح منصور، خلال تصريحه ل"المصريون"، أن بُعد المواطنين عن تعاليم الدين، هو السبب الرئيس في مطالبتهم بهذه الأمور غير المشروعة والتي لا تتناسب مع عادات المجتمع، مضيفًا أن هناك قطاعًا من المواطنين مهووسًا بالغرب؛ لذا يحاول تقليدهم بصرف النظر عن موافقة ذلك للشرع من عدمه. ولفت إلى أن المطالبة بارتكاب المحرم، والدعوة إليه هي حرية لا يقرها الشرع ولا يحبذها، بل يجب الوقوف ضد المطالبين بهذه الأفعال الشائنة، وعدم السماح لهم بإقامة أي من هذه الأفعال. وتابع أستاذ الشريعة والقانون: "الدعوة للسماح بزواج المثليين بادعاء الحرية، أو القول بأن العلاقات الجنسية قبل الزواج صحيحة، أو أن بيوت الدعارة يجب أن تقنن، جميعها باطلة، وتتعارض مع نصوص وأحكام شرعية قطعية الثبوت، ولا يقبلها الدين ولا المجتمع". وأشار إلى أن الدستور نص في المادة الثانية، على أن دين الدولة هو الدين الإسلامي، ومن ثم لا يجوز المطالبة بأمور تتعارض مع ذلك الدين، بنص الدستور والقانون، فالحرية لابد أن تكون مسئولة ولا تتعارض مع الشرع والعادات والعرف. بينما، رأى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن كل طبقة داخل أي مجتمع لها فكرها وثقافتها الخاصة بها، لذا ما تدعو له طبقة أو فئة معينة قد تراه فئة أخرى غير مناسبة أو لا تصلح، فكل منها يرى الحرية بشكل مختلف عن الآخر. وخلال تصريحه ل"المصريون"، أوضح أن هناك أنظمة تعليم مختلفة داخل المجتمع، فهناك التعليم الديني والخاص وأيضًا يوجد الحكومي والأجنبي، ومن ثم سيكون هناك ثقافات مختلفة ومتعددة، لافتًا إلى أن كل فئة منها سيكون لها ثقافتها وتفسيرها لمعنى الحرية. ولفت أستاذ علم الاجتماع السياسي، إلى أن المجتمع يعيش حالة من التناقضات، فتارة يلصق فعله بزعم الحرية وتارة يلصقه بالدين، مشيرًا إلى أن أًصحاب دعوة صحة العلاقات الجنسية قبل الزواج أو تقنين بيوت الدعارة أو غيرها، يطالبون فئة بعينها ولا يطالبون المجتمع بأكمله. وعلى الرغم من أن جملة "تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين" سائدة ومنتشرة بشكل ملحوظ، إلا أن كثريين أصبحوا يطالبون بأمور هي في كونها تعديًا على حرية الآخرين، ومناقضة تمامًا لتلك الكلمات.