نفت باكستان يوم الخميس على اتهامات واشنطن لها بإيواء حركة طالبان الأفغانية وقالت إن الجيش الأمريكي يفشل في القضاء على معاقل المتشددين داخل أفغانستان، وأنها لن تكون “كبش فداء” لإخفاقاتها في أطول حرب تخوضها حتى الآن. جاء رد الفعل النادر من إسلام أباد في بيان بشأن السياسة أصدره مكتب رئيس الوزراء شاهد خاقان عباسي عقب اجتماع مع قادة مدنيين وعسكريين. واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باكستان بإيواء “عناصر تشيع الفوضى” وتوفير ملاذ آمن لجماعات متشددة تشن تمردا على الحكومة المدعومة من الولاياتالمتحدة في أفغانستان، وحثها على تغيير نهجها على الفور. وفي واحد من أشد الردود على واشنطن قال مكتب عباسي في بيان “نرغب في رؤية جهود عسكرية أمريكية فعالة وفورية للقضاء على الملاذات التي تؤوي الإرهابيين والمجرمين على الأرض الأفغانية بمن فيهم المسؤولون عن التحريض على الإرهاب في باكستان”. وأضاف أن الحرب الأفغانية لا يمكن خوضها في باكستان. ولم يشر البيان إلى طالبان الأفغانية فقط بل أشار أيضا إلى طالبان الباكستانية المرتبطة بها برباط فضفاض والتي تقول إسلام اباد إنها تستخدم ملاجئ داخل أفغانستان للتخطيط لهجمات في باكستان. وهدد مسؤولون في البيت الأبيض بخفض المساعدات المالية والعسكرية فضلا عن إجراءات أخرى لإجبار باكستان على التعاون ووضع حد للحرب المستمرة منذ 16 عاما. وقال وزير الخارجية خواجة آصف إنه يجب على واشنطن ألا تستخدم باكستان “كبش فداء” لإخفاقاتها في أطول حرب تخوضها حتى الآن. وتنفي باكستان إيواء مسلحين. ويعود القرار النهائي في كيفية التصرف للجيش، الذي حكم البلاد لحوالي 35 عاما، وهو الذي يحدد التوجه في ملفات رئيسية في السياسة الخارجية بما في ذلك العلاقات مع الولاياتالمتحدةوأفغانستان والهند. وقال مكتب رئيس الوزراء إن مزاعم واشنطن بأنها دفعت مليارات الدولارات من المساعدات لباكستان مضللة. وأضاف أن المدفوعات لباكستان منذ 2001 لا تمثل سوى جزء من تكلفة المنشآت الأرضية والممرات الجوية التي تستخدمها الولاياتالمتحدة في العمليات في أفغانستان. ويشعر المسؤولون الباكستانيون بالانزعاج حيال ما يرونه عدم احترام من واشنطن لتضحيات البلاد في مجال الحرب على التشدد ونجاحاتها في مكافحة جماعات مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية أو حركة طالبان الباكستانية. وتقول باكستان إن هناك 70 ألف ضحية، بينهم 17 ألف قتيل، بسبب هجمات المتشددين منذ انضمام اسلام اباد للحرب الأمريكية على الإرهاب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 . وقال مشاهد حسين رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الباكستاني لرويترز اليوم الخميس “نشعر أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس ترامب متحيزة تماما وتجور على باكستان ولا تقدر أو تعترف بكون باكستان لاعبا رئيسيا”. ويخشى المحللون أن تدفع الضغوط باكستان إلى توثيق التعاون مع الصين، جارتها الشمالية التي تستثمر حوالي 60 مليار دولار في مشاريع للبنية التحتية في إطار مبادرة الحزام والطريق. وذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيه تشي قال لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في اتصال هاتفي إنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تثمن دور باكستان في أفغانستان وتحترم مخاوف إسلام اباد الأمنية. وشهدت العلاقات بين باكستان وأمريكا فترات من التوتر البالغ في السنوات الأخيرة وخصوصا بعدما وصلت قوات خاصة أمريكية إلى مكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان وقتلته عام 2011