تعتبر محافظة سوهاج، إحدى المحافظات التي تعرضت لتدمير وتبوير آلاف الأفدنة؛ بسبب شق الترع والمصارف بمختلف قرى المحافظة، منذ أكثر من 15 عامًا، خلال فترة حكم المخلوع مبارك، وأصبحت هذه الترع منذ إنشائها مقلبًا للقمامة والحيوانات النافقة، ولم تعرف المياه طريقًا لهذه الترع حتى اليوم. وتضم المحافظة أكثر من 100 ترعة بأطوال مختلفة، تم شقها وحفرها على مساحة تخطت ال 3 آلاف فدان من أجود الأراضي الزراعية، كما تسببت هذه الترع في بوار ما يزيد على 1000 فدان أخرى على جانبيها. المياه لم تجر بهذه الترع منذ شقها، وتحولت إلى مقلب يتم فيه إلقاء مخلفات الصرف الصحي والحيوانات النافقة والقمامة، بالإضافة إلى قيام سيارات الكسح بتفريغ حمولاتها بداخلها، ما يمثل خطرًا يهدد الأهالي بالإصابة بالأمراض والأوبئة وتبوير مئات الأفدنة. وأكد هاني عبدالمنعم من أهالي سوهاج أن مصارف كثيرة تخترق الكتل السكنية بقرى المحافظة وتهدد البيئة وحياة المواطنين؛ بسبب تحول هذه المصارف إلى مقالب للقمامة والحيوانات النافقة. وأضاف حسين عبدالرحمن موظف أنه رغم صدور قرار بتغطية جميع المصارف المارة داخل الكتل السكانية بالمحافظة إلا أنه حتى الآن لم تنفذ خطة التغطية لمعظم المصارف. وأوضح إبراهيم كمال موظف أن المصارف والترع التي تخترق الكتلة السكنية بقرى طما أصبحت من المشاكل التى تؤرق الأهالي وتهدد الصحة العامة والبيئة، خاصة في فصل الصيف الذي يكثر به البعوض والحشرات الضارة. كما أشار عبدالرحمن محمدين إلى أن جميع الترع بقرى دار السلام وجرجا أصبحت مصدرًا ملوثًا للبيئة ومأوى للحشرات والزواحف التي تهاجم المواطنين. من جانبه، أكد مصدر بمديرية الري أن هذه الترع كانت ضمن مخطط أعده الرئيس جمال عبدالناصر، وظل حبيس الأدراج، حتى تم تنفيذه في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، بهدف توفير مياه الري بصفة دائمة للأراضي الزراعية. وأكد الحاج مصطفى حسين، مزارع، أن المشروع باء بالفشل، وأثّر بالسلب على المزارعين الذين خسروا أراضيهم الزراعية في هذه الترع، بعد أن قضت على أكثر من 3 آلاف فدان من أجود وأخصب الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى أن هذه الترع أصبحت مصدرًا للتلوث البيئي.