في ظل انتقادات حادة يوجهها مؤيدو السلطة في مصر للمعارضة السياسية، حول انعدام رؤية سياسية للفترة المقبلة، أو بديل لخوض الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 2018, لم يقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي برنامجًا انتخابيًا حتى هذه اللحظة، أو خطة لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية كطبيعة أي انتخابات رئاسية, إلا أنه علي الرغم من ذلك حظي بتأييد 6 أحزاب مصرية وتأييد الأغلبية البرلمانية بمجلس النواب. النقد الحاد الموجه للمعارضة, والتأييد المطلق للرئيس عبد الفتاح السيسي، جعل الكثيرين يرون أن الأمر لا يحكمه قواعد انتخابية سليمة, وإنما حالة طارئة يتم الانتخاب فيها، نظرًا للظروف الأمنية, والحرب علي الإرهاب, بالإضافة إلي التضييق الإعلامي الذي تعانيه مصر مؤخرًا, ووصل إلي حد إغلاق كافة المنافذ الإعلامية المعارضة، مما يجعله المرشح الأوحد في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2018 وفق خبراء. من جهته, قال الدكتور يحيي القزاز, المحلل السياسي وأستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان, إنه يتوقع فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية المقبلة في حال ترشحه حتى بدون تقديم برنامج سياسي, مؤكدًا أن المعارضة السياسية وإن كانت ترتكب أخطاء عدة, إلا أن التضييق الأمني وإغلاق المنافذ الإعلامية سيجعلها في موقف لا تحسد عليه, وسيجعل السيسي المرشح الأوحد للفوز حتى لو ترشح أمامه أفراد آخرون. وأضاف القزاز في تصريح ل"المصريون"، أن الترشح للانتخابات, لا يقوم علي أسس سليمة أو طبيعية, فلا يتم تقديم برنامج سياسي, بالإضافة إلي فشل في تحقيق الأهداف أو الوعود التي تم التعهد بها في انتخابات 2014, وعلي الرغم من ذلك نجد تأييدًا مطلقًا من البعض, وهجومًا علي الطرف الأضعف, وهو ما سيقلل من قيمة الانتخابات الرئاسية, ويحد من عملية الاعتراف بها دوليًا ومحليًا. وفي هذا الاتجاه, قال شريف فؤاد, عضو حركة الاشتراكيين الثوريين, إنه يستغرب وجود تأييد مطلق من أكثر من 6 أحزاب، بالإضافة إلي أعضاء السلطة التشريعية والتي من المفترض أن تلتزم الحيدة في الانتخابات وعلي الأقل لا تعلن التأييد الرسمي لرئيس السلطة التنفيذية بناء علي مبدأ الحيدة, في ظل عدم وجود برنامج سياسي, نجد أن الانتهازية والانضمام إلي جانب السلطة لجني العديد من المكاسب يلعب دورًا كبيرًا. وأضاف فؤاد، في تصريحات خاصة, أن ملف الإرهاب نفسه الذي من الممكن أن يسوق كبرنامج سياسي, كجزء من الدعاية لانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية, لم نحقق فيه أى نجاح, خاصة مع تزايد العمليات الإرهابية, وانتشارها في ربوع مصر, ولم تعد منحصرة في منطقة شمال سيناء والعريش فقط كما كان سابقًا.