حالة من الاستقطاب الحاد تشهدها المحافظات المختلفة في ظل حالة من الجدل والانقسام الواسع من المرشحين الرئاسيين: الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق، اللذين يخوضان جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة المقررة يومي 16 و17 يونيه المقبل. ففى طنطا، اندلعت مشاجرة بين بعض المتظاهرين المحتجين على صعود شفيق لجولة الإعادة مساء الثلاثاء وأحد أنصاره، ما أسفر عن إصابة طالب ثانوى. وجاء ذلك عندما كان مجموعة من المتظاهرين ينظمون وقفة احتجاجية أمام ديوان المحافظة لليوم الثانى على التوالى وهتفوا بسقوط شفيق وتطبيق قانون العزل عليه واستبعاده من جولة الإعادة. ولاحظ المتظاهرون أثناء الوقفة مرور سيارة ملاكى خاصة تحمل صورًا للفريق شفيق فبدأ المتظاهرون بالتعرض له وسبه، مما دفعه بالنزول من سيارته وهاجمهم المحتجين بسلاح أبيض كان بحوزته ونجح فى المرور من بين المتظاهرين ليعاود الظهور من جديد وفى يده خنجر وتمكن من إصابة طالب بالصف الأول الثانوى. وتجمع المتظاهرون حوله واعتدوا عليه بالسلاح الأبيض والخنجر الذى كان بحوزته وأصابوه فى رأسه وذراعه اليمنى بجروح قطعية وتم نقل المصابين إلى مستشفى جامعة طنطا. وفي سوهاج، نشبت خلافات بين عائلتين أدت إلى إصابة ثلاثة أفراد بإصابات مختلفة. وتم نقل المصابين إلى مستشفى طهطا العام. وجاء ذلك بسبب لصق أحد أبناء عائلة "عقل" صورة لشفيق على منزل تابع لعائلة "حراز" حيث لم يقبل بعض أبناء العائلة لصقها مما أدى إلى نشوب مشاجرة بينهما وتبادل السباب والشتائم وتطور الموقف لاستخدام الأسلحة البيضاء والشوم والعصى والحجارة مما أسفر عن إصابة 3 أفراد. كما نظمت عدة قوى سياسية وبعض المتظاهرين مسيرة حاشدة أمس الأول بسوهاج لتطبيق قانون العزل السياسى على الفريق أحمد شفيق واستبعاده من الجولة الثانية فى انتخابات الرئاسة. وردد المتظاهرون العديد من الهتافات المعادية لفلول الحزب الوطنى المنحل والمجلس العسكرى مؤكدين رفضهم لسياسته فى إدارة شئون البلاد. شارك فى المسيرة منسقو حملة حمدين صباحى وخالد على وحزب الكرامة وأعضاء ائتلاف شباب الثورة بسوهاج. وفى المنيا، نظمت مسيرة حاشدة طافت الشوارع الرئيسية بالمدينة، ردد المشاركون فيها هتافات ضد الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى احتجاجًا على إجراء جولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة بينهما. وشارك فى المسيرة حركة 6 إبريل وحملة "عسكر كاذبون" و"ألتراس أهلاوى" و"وايت نايتس زملكاوى" وحملة حمدين صباحى و"حركة 25 يناير" وجبهة "الشباب الحر" وحزب "الجبهة". وتوقفت المسيرة أمام مقري حملة شفيق وقر حزب "الحرية والعدالة" وهتف الشباب "يا إخوان يا مسلمين بعتوا الثورة بكام مليم"..."أحمد شقيق باطل".." شمال يمين حمدين هو الرئيس"... "ولا عسكر ولا إخوان الثورة لسه فى الميدان"..و"لا مرسى ولا شفيق ثورة تانى من جديد"... "صوتى راح للمحترمين أبو الفتوح ويا حمدين".. وبعد ذلك توقفت أمام منزل الشهيد محمد عبد الله، الذى سقط فى أحداث مجلس الوزراء، ووقفوا دقيقة حداد مرددين "احنا اسفين يا شهيد الشعب المصرى لسه عبيد" و"يادى النيلة على التهييس قاتل أخويا هيبقى رئيس". كما رفع المشاركون فى المسيرة لافتات تطالب الأقباط بعدم انتخاب شفيق ورددوا هتافات ضد الإعلام المصرى "يا إعلام سكران بالبيرة خذوا درس من الجزيرة". وفى الإسماعيلية، رفضت العديد من الحركات والقوى اليسارية والليبرالية نتائج انتخابات الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، مشددين على ضرورة مقاطعة الانتخابات أو إبطال الأصوات فى جولة الإعادة حتى لا يفاجأ المصريون بهيمنة دولة عسكرية أو "دينية" حسب قولهم. ودعا الدكتور عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى إلى إبطال الأصوات فى الانتخابات؛ مما يؤثر على شرعية الرئيس القادم سواء كان من التيار الدينى السياسى والذى يمثله الدكتور محمد مرسى أو من فلول النظام السابق ويمثله الفريق أحمد شفيق. واعتبر ، خلال مؤتمر بمقر الحزب بالإسماعيلية مساء الثلاثاء، أن "معركتنا الأساسية الآن هى الدستور وليس مقعد الرئاسة، مؤكداً على ضرورة أن تتم صياغة الدستور من خلال لجنة تأسيسية تضم جميع شرائح الشعب ومؤسساته المختلفة، دون إقصاء لأى طرف عن الآخر". بينما دعت حملة "حقنا" الداعمة للدكتور محمد البرادعى بالإسماعيلية في بيان الشعب المصرى إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية خلال الجولة الثانية، وعدم انتخاب أى من المرشحين الرئاسيين الدكتور محمد مرسى، والفريق أحمد شفيق. وأكدت حركة "كفاية" بالإسماعيلية رفضها لنتائج الانتخابات، مشددة على ضرورة الاستمرار فى التظاهر حتى يتم وضع الحلول لهذه الأزمة التى تمر بها البلاد، حتى لا يكون هناك حكم فى مصر لتاجر دين أو تاجر دم، حسب قولها. فيما طالب حزب جبهة التحرير القومية بالإسماعيلية في بيان بضرورة انسحاب مرشح الإخوان المسلمين من جولة الإعادة لصالح المرشح حمدين صباحى الذى يحظى بتأييد أكبر من الشعب، حسب قوله. وفى الإسكندرية، طالبت أحزاب وحركات سياسية من بينها حزب الكرامة، حزب بلدنا تحت التأسيس، حملة لازم بالإسكندرية، كلنا مستقلون، 6 إبريل، والجبهة الديمقراطية، الجبهة القومية عدالة وديمقراطية، كفاية، حقنا في بيان أمس بتفعيل قانون العزل السياسى قبل جولة الإعادة، والذى تم إقراره قبل الانتخابات الحالية ولم يطبق على أتباع النظام البائد. وأكدت القوى والأحزاب الرفض التام لطريقة تعامل اللجنة العليا للانتخابات مع الطعون المقدمة من جانب المرشحين والتى كشفت العوار الدستورى والقانونى للمادة 28 المحصنة لقرارات اللجنة التعسفية. وفي أسوان، أكد الدكتور منتصر عبد العزيز، المتحدث الإعلامى لحملة الدكتور محمد مرسى، فى المحافظة أن حوالى 100 شاب من أبناء منطقة الناصرية شرق مدينة أسوان توافدوا على مقر حزب الحرية والعدالة لإعلان تأييدهم للدكتور مرسى فى جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية. وقال إن هؤلاء الشباب أعلنوا عن استعدادهم التام للتعاون مع حملة الدكتور مرسى بأى شكل من الأشكال للخروج من المأزق الحالى الذى تمر به الثورة المصرية بعد وصول الفريق أحمد شفيق لجولة الإعادة. ومن ناحية أخرى أوضح المتحدث الإعلامى لحملة الدكتور مرسى بالمحافظة أن بعض مؤيدى حملتى الدكتور أبوالفتوح وحمدين صباحى بأسوان قاموا بإجراء اتصالات هاتفية بصفتهم الفردية والشخصية للتأكيد على دعمهم لمحمد مرسى فى جولة الإعادة عقب ظهور نتيجة المرحلة الأولى.