تقدم علي السيسي الصحفي بجريدة "المصري اليوم" بطلب للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود لتمكينه من الإدلاء بشهادته أمام محكمة جنايات القاهرة التى تنظر قضية "موقعة الجمل"، متهمًا الفريق أحمد شفيق، المرشح لرئاسة الجمهورية رئيس الوزراء آنذاك بقيادتها. وأبلغ السيسي "المصريون"، أنه تقدم بطلب الإدلاء بشهادته في "موقعة الجمل" بعد أن أدركت أن هناك مخططًا يقوده القائمون على هذا البلد للإبقاء على الحكم العسكري، وأشار إلى أنها لم تكن المرة الأولى التي يكشف فيها عن شهادته هذه وأنه تحدث مرارًا في الفضائيات عن دور شفيق في أحداث اعتداء البلطجية على المعتصمين بميدان التحرير في يوم 2 فبراير 2011. وقال إنه تقدم بطلب الشهادة فى هذا التوقيت من "منطلق وطني وإحساسًا بخطورة الأمر"، بعدما أفضت الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي شكك في نزاهتها إلى خوض شفيق جولة الإعادة، محذرًا من أن صعوده لكرسي الحكم يعني القضاء على الثورة. وقال السيسي في نص شهادته التي أرفقها طلبه والتي حصلت "المصريون" على نسخة منها، إنه كان برفقة صديقه عمرو مصطفي السعيد، نجل وزير الاقتصاد الأسبق الدكتور مصطفي السعيد والذي شاركه في الثورة ومعه السيدة حرمه والسيدة والدة زوجته وشقيقيه، عندما تلقي الأخير اتصالا هاتفيا عرف السيسي بتفاصيله منه بعد انتهاء المكالمة، حيث وضحت علي وجهه علامات الغضب الشديد، ومضمونها أن المتصل هو عديله واسمه (أمير) ويعمل مدير مكتب الاتصال السياسي بمجلس الوزراء، طلب منه مغادرة الميدان مع زوجته وحماته وشقيقيه، مؤكداً له، أن جيشا من البلطجية سيقتحم الميدان غداً (الثلاثاء) أو بعد غد( الأربعاء) للاعتداء علي الثوار وتصفية الثورة في إطار مخطط تم الإعداد له من أعلي سلطة في البلاد، ومجلس الوزراء برئاسة الفريق أحمد شفيق والذي كان قد انتهي من اجتماع لهذا الغرض، وفق شهادة السيسى. وتابع السيسى فى شهادته "ولخطورة الأمر استأذنت من صديقي عمرو السعيد وتوجهت إلي قيادة ميدان التحرير من رجال القوات المسلحة، والتقيت عميدا أسمر البشرة ويتحدث بلكنة تدل علي أنه من جنوب البلاد ربما ( النوبة أو أسوان)، كان يتواجد أمام مدخل مجمع التحرير ومعه مجموعة من زملائه برتب مختلفة وشرحت له ما حدث فقال لي أن (الأمر خطير).. وبادرني بسؤال.. ما العمل ؟! .. قلت له : رجاء إبلاغ القيادة العليا، فذهب عدة خطوات داخل المجمع ثم عاد وطلب مني أمرين : الأول هو نشر ما ذكرته له في جريدة (المصري اليوم )التي انتمي إليها، الثاني: التنبيه علي الثوار في ميدان التحرير من خلال الإذاعات المختلفة". أضاف "وعلي الفور قمت بتنفيذ طلبه، وتوجهت إلي الجريدة، وشرحت الأمر لزميلي الأستاذ مجدي الجلاد رئيس التحرير في ذلك الوقت، فقام بنشر خبر في الصفحة الأولي حمل عنوان ( تحذير)، ثم عدت إلي الميدان وبرفقتي زميلي بالجريدة الأستاذ مصباح قطب، وقمنا بتحذير الثوار عبر الإذاعة من مخطط الثورة المضادة لاقتحام الميدان، وفي اليوم التالي (الثلاثاء 1 فبراير 2011) كان خطاب الرئيس السابق الذي قال فيه ( علي الشعب أن يختار بين الاستقرار أو الفوضي )، وهو ما يؤكد أن التخطيط لموقعة الجمل تم علي أعلي مستوي". وأشار إلى أنه في يوم (الأربعاء2فبراير 2011) تم تنفيذ المخطط، وأقتحم البلطجية ميدان التحرير وتصدي لهم الثوار بكل شرف وسقط نحو ثمانية شهداء في تلك الليلة. وتابع السيسي "وبعد أيام قليلة قام الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء بتشكيل لجنة تقصي حقائق لموقعة الجمل برئاسة المستشار عادل قورة، الذي ذكرت له تفاصيل ما حدث، واتهمت شفيق صراحة بقيادة موقعة الجمل وقتل الثوار، وأنه تم تعيينه رئيساً للوزراء خصيصاً لهذه المهمة وتصفية الثورة، والدليل أنه رفض الاعتراف بالثورة وتهكم عليها وأساء للثوار في كل تصريحاته، لكن المستشار قورة لم يضم شهادتي للتقرير النهائي بكل أسف". وطالب السيسي، النائب العام بضم شهادته تلك لقضية موقعة الجمل مضيفًا "إظهاراً للحق وتأكيداً للعدل الذي أنتم قائمون علي تحقيقه".