السيسى : فائدتها معنوية.. ومميش: 13 مليار دولار عائد القناة فى 2023 أيام قليلة، وتحل الذكرى الثانية لافتتاح قناة السويس الجديدة، التي افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 6 أغسطس 2015، وهى عبارة عن تفريعة جديدة لقناة السويس من الكيلومتر 61 إلى الكيلومتر 95، بطول 35 كم، بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بطول 37 كم ليصبح الطول الإجمالى للمشروع 72 كم، من الكيلومتر 50 إلى الكيلومتر 122. والقناة الجديدة كانت تهدف إلى تلافي المشكلات القديمة لقناة السويس، من توقف قافلة الشمال لمدة تزيد على 11 ساعة فى منطقة البحيرات المرة، ويسمح باستيعاب السفن العملاقة بغاطس 65 قدمًا بتكلفة بلغت 4 مليارات دولار، مما سيساهم فى زيادة دخل القناة مستقبلاً. إلا أن المشروع الذي كان يعول عليه في تحقيق عوائد ضخمة للخزانة المصرية، في ظل توقعات بأن يحقق 100 مليار دولار سنويًا، كما سبق وصرح الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس الجديدة، لا يزال مثار جدل واسع حول جداوه، خاصة وأن القناة لم تحقق الأهداف التى أعلنت وقت إنشائها، وأن الإيرادات فى نقصان وليست فى زيادة. في الوقت الذي قال فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته بمؤتمر الشباب مؤخرًا بالإسكندرية، إنه من ضمن أهداف مشروع قناة السويس الجديدة هو بناء ممانعة معنوية للشعب المصرى بعد فترة صعبة استمرت 4سنوات". وقال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، إنه وفقا لدراسة الجدوى التى جرى إعدادها لقناة السويس الجديدة، فإن دخل القناة سيتضاعف عام 2023، وذلك لمضاعفة عدد السفن التى تمر عبر القناة. وأوضح، أن قناة السويس الجديدة لها مزايا أخرى بعيدًا عن العائد المادي، أهمها اختصار زمن الإبحار فى قناة السويس 11 ساعة، لافتًا إلى أن معدل دخل قناة السويس ارتفع فى عام 2017 بسبب ارتفاع معدل مرور السفن فى أعقاب حفر القناة الجديدة. وأشار مميش إلى أن قناة السويس تتأثر وتؤثر بحركة التجارة العالمية، وأن الفترة الماضية انخفضت حركة التجارة العالمية نتيجة تقليل الصين إنتاجها. يأتي ذلك فيما تشير تقارير اقتصادية إلى انخفاض متحصلات رسوم المرور بالقناة بنسبة 4.2% خلال فترة التسعة أشهر الأولى من العام المالى 2016-2017، وذلك من يونيو 2016 إلى مارس 2017، بحسب تقرير للبنك المركزي. وأوضح البنك، فى تقرير حول ميزان المدفوعات، أن إيرادات القناة انخفضت إلى 3.72 مليار دولار مقارنة بنحو 3.88 مليار دولار بالفترة المماثلة من العام السابق. وأرجع سبب الانخفاض إلى تراجع الحمولة الصافية للسفن العابرة بمعدل 1.7%، فضلاً عن انخفاض متوسط قيمة وحدة حقوق السحب الخاصة أمام الدولار الأمريكى بمعدل 1.6%. كما انخفضت إيرادات القناة من أول يناير وحتى مايو الماضى بنسبة 0.4%، لتسجل 2.064 مليار دولار مقابل 2.071 مليار خلال نفس الفترة من العام الماضي. وبحسب الإحصاءات الرسمية، سجلت إيرادات قناة السويس فى مايو، أعلى مستوى شهرى خلال التسعة أشهر الأخيرة. وفى عام 2016 بأكمله، تراجعت إيرادات القناة من 3.3% إلى 5.005 مليار دولار، مقابل 5.175 مليار فى 2015، وتتوقع هيئة قناة السويس ارتفاع الإيرادات من مرور السفن إلى 13.2 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2023. من جانبه، قال الدكتور عبد النبى عبد المطلب، الخبير الاقتصادي، إن قناة السويس الجديدة أيقظت الروح الوطنية عند غالبية المصريين، فقد تم جمع المبلغ المطلوب لها فى خلال مدة قصيرة جدًا، وقد وصل المبلغ الذى تم جمعه إلى نحو 64 مليار جنيه. وأضاف، أن "مشكلة قناة السويس الجديدة أنها مرتبطة بتنمية المنطقة حول القناة، أو على ضفاف القناة، فالقناة بمثابة أساس للبيت، ولن يكون للأساس أهمية، إلا إذا اكتمل البنيان، وحتى تحقق القناة الجديدة الأهداف المرجوة منها، فلا بد من استكمال المشروعات المرتبطة بها، وهى مشروعات تنمية محور القناة أو قطبى القناة". وأشار عبدالمطلب إلى أنه "من أجل أن تحقق القناة الجديدة أهدافها لابد من إقامة منطقة لوجستية لتموين السفن بالوقود والغذاء وباقى الاحتياجات اللوجستية، إضافة إلى إقامة منطقة سياحية عالمية، ومنطقة لإصلاح وصيانة السفن".