أثار رفض الرئيس عبد الفتاح السيسي، الإفصاح عن نيته للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، المقررة في 2018، تكهنات عدة، فيما رأى محللون أن الرئيس يرغب في أن يكون قرار ترشحه بناء على طلب شعبي، حتى يبدو أنه زاهد في المنصب ولايرغبه، وأن قراره جاء استجابة لإرادة المصريين. ورفض السيسي، خلال المؤتمر الوطني الرابع للشباب، والذي عقد بقاعة المؤتمرات الكبرى بمكتبة الإسكندرية، الإفصاح عن نيته، بشأن الترشح للانتخابات المقلبة، بعدما وجه إليها أحد الشباب سؤالاً حول ذلك. ورد السيسي، قائلاً: "أنا مش هجاوب السؤال كده الصراحة. أنا هقول للمصريين اوعوا في أي انتخابات هتختاروا بيها رئيس ليكم متنزلوش اوعوا، دا يوم بيتحدد فيه مصير مصر". السفير معصوم مرزوق، القيادي ب "تيار الكرامة"، قال ل "المصريون"، إن "الرئيس السيسي، يتوقع خروج قطاع عريض من الشعب خلال الفترة القادمة لمطالبته بالترشح لفترة رئاسية جديدة، لذا يظهر في صورة الزاهد في المنصب، وأن الشعب هو من يريده، ولايسعى لكرسي الرئاسة، وأن ترشحه جاء استجابة لرغبة الجماهير". وأضاف ل"المصريون"، أن "هناك أجهزة كثيرة، بالإضافة إلى وسائل الإعلام، تزين للرئيس أنه ما زال يتمتع بشعبية جارفة، وأنه ليس بحاجة للترشح أو الإعلان عن ذلك، بل سيطالبه الشعب بذلك، لذا يرى أن الوقت غير مناسب للإعلان عن ذلك". وتابع مرزوق: "الرئيس أعلن من قبل أن الناس هي اللي كلفوه بذلك، وأنه لا يريد الرئاسة، ولديه اعتقاد أن الأعداد التي نزلت في السابق لدعمه، سينزلون تلك المرة". ولاحظ أن "شعبية الرئيس تناقصت بشكل كبير، إثر القرارات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة خلال الفترة السابقة، إلا أن الأجهزة لن تترك الأمر هكذا بل سيتم إعداد وإخراج عدد كبير من المواطنين، لإظهار أن الرئيس ما زال لدية شعبية وقاعدة جماهيرية كبيرة". وأوضح القيادي ب "تيار الكرامة"، أنه "لا يستطيع أن يعلم أحد شكل الانتخابات المقبلة، وكيف ستسير، لأنه لا يوجد مراقب أو متابع"، موضحًا أنها "ربما تشبه انتخابات عام 2010وتصبح القشة التي قصمت ظهر البعير، الانتخابات الناهية". من جانبه، قال الدكتور حازم عبدالعظيم، القيادي السابق بالحملة الانتخابية للرئيس عبد الفتاح السيسي، إن "الرئيس يفضل الغموض، وشخصيته تميل إلى السرية بشكل كبير". وأضاف ل "المصريون"، أنه "يميل إلى عدم إعطاء الإجابات الصريحة والواضحة، لكن الأمور واضحة أمام الجميع والكل يعلم أنه سيترشح لفترة جديدة لا محالة". وتابع: "أي شخصية سترشح أمامه ستتعرض لأحد أمرين: "يا إما ياخدوه تحت باطهم، ويبقى كومبارس وتابع ليهم، يا إما إن كان من المعارضة الحقيقة ويصعب تحويله لكمبارس، فستكون هناك حملة واسعة لتشويه وقتل سمعته، وهم يمتلكون من الوسائل من يمكنهم من تحقيق ذلك والوصول لمبتغاهم". ولم يؤكد السيسى حتى الآن موقفه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، غير أن حزب "المصريين الأحرار"، أعلن تأييده ودعمه له في الانتخابات المقرر إجراؤها عام 2018.