يؤكد علماء الدين الاسلامي ورجال الأديان الاخرى بعدم تعارض الدين مع العقل وهذا التأكيد في حد ذاته يسقط النظرية نفسها وإلا كانوا اتفقوا على دين واحد وانتهت قضية تعدد الأديان .. نعم الدين لا يتعارض مع عقل الكملة من البشر" المُخلَصِين " وهم الأنبياء ولذلك دينهم واحد وهو الإسلام بمعناه الشامل أما عقول باقي البشر فهي متفاوتة ومتغيرة حتى أن عقل الإنسان الواحد قد يعتريه التغير في القدرات وتراكم الأفكار وربما التغير الشامل نتيجة معطيات الحياة وبيئة الإنسان ذاته أما الأنبياء فقد اصطفاهم الله من البداية واستثناهم من كيد الشيطان حتى ابليس نفسه عرف ذلك من البداية ومن هنا كانت حتمية عصمة الأنبياء وهو ما يؤمن به المسلمون بكل طوائفهم مع خلاف بسيط في العصمة من الصغائر أو العصمة قبل الوحي وهو خلاف مُعتبر .. فالإيمان يقين قلبي قد يؤكده العقل وقد لايحتمله كالإيمان بالغيب فكونه غيباً يستحيل معه وجود دليل عقلي دامغ وإلا ففيما كان غيباً وفيما كان امتحان الله لعباده ؟ أما أصحاب الديانات الأخرى فلا يؤمنون بعصمة الأنبياء لذلك تجد سيرة الأنبياء عندهم مختلفة وكنت قد عكفت على عمل مقارنة بين سيرة الأنبياء – عليهم السلام - في المنظور القرآني والأنبياء في العهد القديم وشرح سيرة حياته وهومتاح على الانترنت على اليوتيوب ثم استكملت الدراسة بشروحات علماء المسلمين لسيرة أنبياء الله -عليهم السلام - من القرآن الكريم وتخيلت أنني ساستطيع أن أكمل هذا البحث لسهولة المادة العلمية ووجودها باللغة العربية ولكنني فشلت فشلاً ذريعاً بسبب موضوع " عصمة الأنبياء " عند أهل الكتاب حيث أن الأنبياء عندهم " غير معصومين " مما جعل البحث غير متجانس ومرتبك جداً . وأنا أدعو الجميع لعمل هذا البحث بنفسه بحيادية تامة وبمنهجية علمية منضبطة بعيداً عن الطائفية والاستهانة أوالسخرية من عقائد الآخرين وهذا البحث سيوفر عليك بحوثات كثيرة في السياسة ( لا تعجب) فستقف على سيرة نبي الله ابراهيم عليه السلام وفكرة الوعد الالهي وأرض الميعاد والهيكل بل ربما وجدت استنساخاً كاملاً لكل مشاكل العالم السياسية . وستفهم الكثير من توجيهات الله في القرآن للمسلمين وضربه الأمثله بقصص بني إسرائيل وأفعالهم وربما وُفقت لما هو أبعد من ذلك أن تتلمس الخيط الرفيع في كتب التفاسير مما يسميه علماء المسلمين " الإسرائيليات " .. وقد تُوفق لمعاني الأسماء الأعجمية في القرآن وهو مبحث شديد الروعة والدقة وأنا قرأت كتاب يحمل نفس الإسم للكاتب " رؤوف أبو سعده " لم أرَ في حياتي مثله يتحدث عن الجذر اللغوي للأسماء الأعجمية مثل " اسحاق " عليه السلام ستجد أن معناه " ضحكت " وهو عجيب جداً لأنه مذكور في القرآن بنفس التسلسل عندما بشر الملائكة " سارة " عليها السلام باسحاق . وهكذا تمضي مع كل إسم وكل قصة بل وكل إسم مكان في متعة لاتنتهي . والفائدة الأكبر بالنسبة لي كانت زيادة اليقين أن كل هذه العلوم والقصص القرآني ما كان يعلمها النبي الاكرم عليه وآله الصلاة والسلام ولو درسها دكتور في الجامعة ليعيد صياغتها بلغة قومه – على الفرض – (وفرض المُحال ليس بمُحال ) لاحتاج ذلك مئات السنين ولما خلا هذا العمل من الأخطاء والتناقضات ولن ينجُ من الباحثين والمنقبين عبر العصور. فما بالك بحالة المجتمع القرشي الجاهلي وأُمية النبي عليه وآله الصلاه والسلام والافتقار للمراجع والمادة العلمية ووسائل الاتصال مما يؤكد استحاله اتمام مثل هذا العمل المحكم في بيانه اللغوي والقصصي والتاريخي ولو اجتمع له الإنس والجان وهو ما أكده القرآن عن نفسه بتحدى عمل كتاب مثله مفترى من دون الله عبر كل العصور . الملخص : هذا المقال استثاره للعقل الاسلامي المتفتح الواعي المتسامح ومحاوله لنقل متعة روحية في البحث للباحثين عن الحقيقة المتجردين من العصبية يقيناً مني أنه لاشئ ينصر الحق قدر العدل والانفتاح والتسامح .. وسلام على أنبياء الله المعصومين ويقينً بكتاب الله الخالد المهيمن على من سواه . [email protected]