صعّدت روسيا الثلاثاء من لهجتها في خلاف مع الولاياتالمتحدة، قائلة إنها تدرس سبل الرد على مصادرة بعض مبانيها الدبلوماسية في الولاياتالمتحدة وطرد دبلوماسييها. وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، لوسائل الإعلام الروسية خلال زيارة للنمسا الثلاثاء: "الوضع شائن". وأضاف في تعليقات نشرت على موقع الوزارة على الإنترنت: "أعتقد أنه بالنسبة لبلد عظيم مثل الولاياتالمتحدة يدافع عن القانون الدولي، فإن من العار ترك هذا الوضع معلقا. نفكر الآن في اتخاذ خطوات محددة". وتحدث لافروف خلال مؤتمر صحفي عُقد في بروكسل في وقت لاحق مع فيدريكا موغيريني، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، عن "إجراءات انتقامية"، ولكن امتنع عن الرد عندما سئل عما إذا كان يقصد أن روسيا ستطرد دبلوماسيين أمريكيين أو ستصادر مباني دبلوماسية. ودعا واشنطن إلى الاستجابة لمطالب موسكو بإعادة العقارات الدبلوماسية. وقال: "إذا لم يحدث ذلك وإذا رأينا أن هذه الخطوة لا يُنظر إليها على أنها أساسية في واشنطن، فسنتخذ حينئذ بالطبع إجراءات انتقامية". وأضاف: "هذا قانون الدبلوماسية.. قانون الشؤون الدولية.. وهو أن المعاملة بالمثل هي أساس كل العلاقات". وقالت صحيفة إزفستيا -نقلا عن مصدر دبلوماسي روسي- إن روسيا تفكر في طرد نحو 30 دبلوماسيا أمريكيا ومصادرة مجمعين دبلوماسيين أمريكيين في موسكو وسان بطرسبرج. وكانت الولاياتالمتحدة صادرت في كانون الأول/ ديسمبر مجمعين دبلوماسيين روسيين، وأمر الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت باراك أوباما بطرد 35 روسيا؛ بسبب ما وصفه بتورطهم في عمليات اختراق إلكتروني للتدخل في حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية. ونفت موسكو هذه الاتهامات، وقالت في حينها إنها ستنتظر لترى ما إذا كانت العلاقات ستتحسن في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب. وقالت إزفستيا إن الحكومة الروسية تشعر بخيبة أمل؛ لعدم توصل الرئيس فلاديمير بوتين وترامب إلى حل لهذا الخلاف الدبلوماسي في أول اجتماع لهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ الأسبوع الماضي. وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية لرويترز إنه تم إبلاغه بأن قضية المجمعين لم تُطرح خلال لقاء ترامب وبوتين. ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على طلب للتعليق على تصريحات لافروف. وقال لافروف الثلاثاء إن روسيا تتفهم جيدا تأثير استمرار "تحيز الكونغرس الأمريكي ضد روسيا"، لا سيما بعد مرور فترة طويلة على تولي إدارة ترامب السلطة. وقال: "ندرك أن قرار طرد دبلوماسيينا ومصادرة عقاراتنا الدبلوماسية اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما". وأضاف أن الإدارة السابقة استهدفت "تسميم العلاقات الأمريكية الروسية لأقصى درجة" ونصب "فخ" لترامب. وتلاحق ترامب ومساعديه اتهامات بالتواطؤ مع التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، التي جرت العام الماضي. وقالت إزفستيا إن موسكو ما زالت تأمل في حل هذا الخلاف الدبلوماسي خلال لقاء بين سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي وتوماس شانون وكيل وزارة الخارجية الأمريكية. ولم توضح متى سيُعقد مثل هذا الاجتماع. وكانت موسكو ألغت فجأة اجتماعا سابقا كان من المزمع عقده بين ريابكوف وشانون في 23 حزيران/ يونيو، ردا على توسيع العقوبات الأمريكية على روسيا.