تخوض وزارة البيئة، تجارب عدة للقضاء على ظاهرة قناديل البحر، التي ظهرت في أول أيام العيد، وانتشرت في عدد من الشواطئ بمحافظات مختلفة, إذ أعلنت محميات المنطقة الشمالية إطلاق أكثر من 40 سلحفاة في البحر المتوسط لمواجهة ظاهرة قناديل البحر. وقال الدكتور محمد العيسوي، رئيس محميات المنطقة، إن السلاحف البحرية تتغذى على قناديل البحر, في حين أكد محللون متخصصون في علوم البحار، أن هذه التجربة قد لا يكتب لها النجاح, و40 سلحفاة قد تكون غير كافية للتخلص من تلك الظاهرة. وأوضح العيسوي، خلال ندوة وزارة البيئة لمناقشة ظاهرة انتشار القناديل بساحل البحر المتوسط، أنه تم إطلاق سلاحف صغيرة في عدد من الشواطئ منها الإسكندرية ومرسى مطروح، لافتًا إلى أن وزارة البيئة تعمل على تشجيع العمل الأهلي، حيث توجد مجموعات ولجان تم تشكيلها من قبل قاطني المدن الساحلية لتوعية المصطافين بطرق التعامل والوقاية من القناديل، بالإضافة للنموذج الإرشادي الذي تنشره الوزارة على مختلف الشواطئ، عن طرق التخلص الآمن من القناديل. ووصف النائب وجيه أباظة، عضو لجنة البيئة بالبرلمان، الفكرة بالجيدة والتي تؤكد حرص الدولة على التصدي لأي شيء قد يهدد السياحة في مصر. وطالب خلال حديثه ل"المصريون"، بضرورة عمل دراسة واضحة وجيدة قبل تطبيقها, حتى تأتى بنتائج أفضل, مشيرًا إلى أن البرلمان منذ اليوم الأول لانتشار تلك الظاهرة يعكف على إيجاد حل لها. في المقابل، رأي الدكتور محمد دويدار, الأستاذ بمعهد علوم البحار بالإسكندرية, أن الفكرة غير جيدة وأن ال40 سلحفاة عدد غير كافٍ للقضاء على القناديل المنتشرة في أكثر من شاطئ، إذا كانت الدولة تريد حلاً, مشيرًا إلى أن الأعداد المتواجدة غير مقلقة, مقارنة بدول العالم. وحول الانتشار المفاجئ لتلك القناديل, أكد في تصريحاته ل"المصريون" أن فصل الصيف هذا العام جاء مبكرًا، وأن دورة حياة القناديل الموسمية تأتي مع بداية الصيف، لذلك انتشرت بشكل كبير دون رصدها من قبل الجهات المعنية, مؤكدًا أن عمر تلك القناديل لا يتعدى الشهر ونصف الشهر، ومع حلول شهر أغسطس ستختفي تمامًا من تلقاء نفسها. ونفى المتخصص في علوم البحار, ما أثير حول خطورتها, مشيرًا إلى أن 90% من جسم تلك القناديل مكون من الماء، كما أن الخلايا اللاسعة الممتدة من جسدها غير سامة، لكنها تحدث التهابات في جسم الإنسان في حالة الاحتكاك معها. وأوضح دويدار, أن هناك حلاً آخر قد يكون أمثل من تلك الخيار, وهو أن يتم اصطياد القناديل من الشواطئ من خلال الشبك مثل الأسماك, ومن ثم يتم تحضيره وتصديره إلى الخارج, موضحًا أن هناك العديد من دول شرق آسيا تتناولها كوجبة أساسية, كما أنه يمكن الاستفادة من خلاياها اللاسعة في تصنيع الأدوية. يشار إلى أنه تم رصد أكثر من 7 آلاف قنديل، توزعوا على عدة شواطئ في محافظات مختلفة، ففي بحر الساحل الشمالي تم رصد 4927 وفى الإسكندرية 1092، وفي بلطيم 1108، وذلك في الفترة من 28 يونيو حتى 9 يوليو.