لكل فعل تأثير، ولكن يختلف التأثير بين شخص والآخر وفئة وأخرى، أخذت قرارات الحكومة الأخيرة عقول المواطنين البسطاء نحو التفكير في المستقبل، وكيفية العيش بشكل كريم في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار التي شهدتها مصر خلال الشهور الماضية، وزاد بقرار الحكومة برئاسة المهندس شريف إسماعيل، بالأمس برفع الدعم عن المحروقات من "البنزين والسولار" والطاقة من الكهرباء، والذي تبعه زيادة في أسعار السلع التي يقوم المواطن بشرائها بشكل يومي، الأمر الذي أكد خبراء علم النفس، أن للبشر طاقة للصبر والتحمل يجب أن يعيها المسئولون وقادة الدولة، لعدم تخطى هذه الحدود، والتي من الممكن أن تولد حالة من الغضب لم يستطع أي مسئول أو قوة أن تردعها أو توقفها. جمال فرويز، أستاذ علم النفس والاجتماع، قال إن الشعب لديه قدرة فائقة علي تحمل الصعاب والأزمات، ولكن الشخصية المصرية البسيطة قادرة علي تحمل أي عبء ولكن دون المساس بالحقوق المعيشية ولقمة العيش التي يحصل عليها المواطن، ولكن الحكومة بقراراتها الأخيرة، تلعب بالنار علي حد وصفه، خاصة وأن تلك القرارات أدت إلي ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، ولم يتوقف بل في زيادة مستمرة بين الحين والأخر. وأضاف "فرويز"، في تصريحات ل"المصريون"، أنه من الممكن أن يخرج الشعب عن صمته إذا لم يتم معادلة وموازنة الأمور بين غلاء الأسعار والدخل الذي يحصل عليه المواطن، مشيرًا إلي أنه علي الحكومة أن تضع خطة يتم تنفيذها بشكل سريع لزيادة معدلات الرواتب التي يحصل عليها الشعب لمواكبة الزيادة. وأوضح الخبير النفسي، أن في حال عدم السيطرة علي الأسعار لم تستطع الحكومة بأي حال من الأحوال أن تسيطر علي الغضب الشعبي من المواطنين الذي من الممكن أن يحدث في أي وقت في ظل العبء الشديد الذي يتحمله المواطن. وفي سياق متصل قالت سوسن الفايد، أستاذ علم النفس، إنه لا يجب المراهنة علي صبر المصريين في ظل الأوضاع الاقتصادية والغلاء، الذي أقرته الحكومة دون الرجوع إلي الشعب، أو التمهيد له وإجراء مناقشات وحوارات مجتمعية لمحاولة توعيه المواطنين لضرورة هذه الإجراءات. وأضافت "الفايد"، أن صبر المصريين لابد له وأن ينفذ في وقت من الأوقات، طالما لم تقم الحكومة بأي إجراءات لرفع الرواتب التي يحصل عليها المواطن لمواجهة هذا الغلاء، مؤكدة أن شخصية المواطن المصري تهمه في المقام الأول العيش بكرامة وإذا تم المساس بهذا الأمر من المؤكد أن يخرج الشعب في ثورة علي القرارات. وأوضحت الخبيرة النفسية، أن الطبقة المتوسطة التي كانت أكبر الطبقات وجودًا في المجتمع المصري أصبحت تتآكل وتقل بين القرار الحكومي والآخر، ولا نجد سوى الفئات من الطبقات الخاصة برجال الأعمال وهي التي لديها القدرة الآن علي التأقلم والعيش بصورة عادية في ظل تلك الأوضاع، وهو ما يؤثر بشكل سلبي علي نفسية المواطنين البسطاء لعدم قدرتهم علي التعامل والتأقلم مع القرارات الحكومية الخاصة بزيادة الأسعار، وهو ما سيشكل أزمة طبقية بين المواطنين نحن في غنى عنها.