وقعت الحكومة المصرية في خطأ كبير، حين حاولت إثبات تبعية جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية وليس مصر، إذ أثبتت عن طريق الخطأ أن مثلث "حلايب وشلاتين" المتنازع عليه مع السودان "ليس مصريًا". ووفقًا لمواقع سودانية، فإن الخريطة التي استندت إليها الحكومة والتي تعود إلى عام 1928، يظهر فيها بوضوح أن مثلث حلايب وشلاتين، يتبع السودان، مؤكدة أن المثلث توجد به قوات سودانية إلى الآن وتستعمره قوات مصرية أيضًا. وتوصلت "المصريون" إلى الخريطة التي عرضتها الحكومة على أعضاء اللجنة التشريعية بالبرلمان قبل تصويتهم للموافقة على اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، والتي بموجبها تنتقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية. واستند موقع "النيلين" السوداني إلى تلك الخرائط، ليشير بوضوح إلى أن المثلث يتبع السودان باعتراف الحكومة المصرية نفسها، داعيًا حكومة الخرطوم إلى التدخل السريع لإعادة المثلث، لا سيما أن الحكومة المصرية لديها قناعة بأنه "لا يجوز أخذ حق الغير". واعتبر المحلل السياسي شريف الدمرداش، أنه إذا كانت الحكومة وقعت في هذا الأمر فإنها تكون قد أقرت بسودانية مثلث "حلايب وشلاتين"، وبالتالي نكون قد دخلنا في أزمة وقضية جديدة. وأوضح في تصريح ل"المصريون"، أن تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير يفتح الباب واسعًا أمام التنبؤ بتنازل جديد، متوقعًا أن يطالب السودان خلال الفترة القادمة بأحقيته في "حلايب وشلاتين"، وأن يمارس ضغوطًا متزايدة مستغلاً ما حدث في قضية تيران وصنافير. واعتبر "الدمرداش"، تنازل النواب عن الجزيرتين بهذه الطريقة "سقطة" لهم، لافتًا إلى أن الأمر كان يحتاج المزيد من النقاش، متوقعًا أن يمرر البرلمان الاتفاقية في الجلسة العامة أيضًا. من جانبه، قال الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، إن السودان يسعى للصيد في الماء العكر، لافتًا إلى أنه أمر متوقع أن يبدأ إثارة الأزمات من الآن، لا سيما أنه يرى أن جزيرتي تيران وصنافير من حق السعودية. وأضاف الزنط ل"المصريون"، أن الحكومة المصرية عرضت على اللجنة التشريعية بالبرلمان العديد من الخرائط، كذلك عرض المنتقدين للاتفاقية خرائط وكل طرف يحاول إثبات صحة موقفه، لافتًا إلى أن الخرائط ملتبسة ففي خرائط 1928 الجزيرتان تتبعان السعودية وفي خرائط 1923 الجزيرتان تتبعان مصر. وتابع: موضوع مثلث حلايب وشلاتين مختلف تمامًا عن قضية الجزيرتين، لأن مصر والسودان كانا بلدًا واحدًا، وجميع الوثائق تؤكد أن المثلث يتبع مصر ولا خلاف عليه، بعكس "تيران وصنافير" حيثُ توجد وثائق مع وضد. وأثارت خطوة الحكومة المصرية بعرض خرائط تظهر فيها تبعية حلايب وشلاتين، جدلاً في السودان، وربما تشجع هذه الخطوة الخرطوم للمطالبة بهما، وليست الحكومة السودانية وحدها، فالرئيس السوداني عمر البشير دائم الحديث عن تبعيتهما لبلاده، وهو ما يعني أننا قد ندخل فصلاً جديدًا في الصراع على المثلث قريبًا.