اشتعلت المعركة الانتخابية في محافظة دمياط مع بدء العد التنازلي للجولة الأولى للانتخابات التي تجري يوم الخميس المقبل ، ويشهد الشارع الدمياطي مسيرات يومية للمرشحين وتربيطات وتحالفات سرية بين المرشحين . ويقلق شبح الإخوان جميع المرشحين خاصة وأنهم ليس لديهم مانع من التحالف مع أي مرشح مهما كان اتجاهه للفوز بالمقعد ، ذلك فيما تعقد قيادات الوطني اجتماعات متواصلة ، إذ أن دوائر المحافظة الأربع على صفيح ساخن، وإن كان البعض يرى أن فرصة الوطني ضعيفة في حصد مقاعد في ظل ضعف مرشحيه مع زيادة شعبية المستقلين وارتفاع عدد مرشحي الإخوان . وقد انقلبت الموازين في الدائرة الأولى (بندر ومركز دمياط) بعد صدور أحكام القضاء الإداري خاصة على مقعد الفئات حيث قضت باستبعاد ضياء بصل والذي يعد أقوى المرشحين وأحد أطراف حسم الصراع على هذا المقعد بعد قيام مرشحي الإخوان بالطعن على ترشيحه بدعوى عدم قانونية ترشيحه ، حيث كان بصل يمثل قلقا لمرشح الإخوان صابر عبد الصادق بعد أن خاضا معا معركة تكسير العظام في الدورة السابقة وكاد بصل أن يفوز بالمقعد لولا تحالف المستقلين مع مرشح الإخوان الذي فاز بالمقعد. أما اللواء سمير موسى رئيس المجلس المحلي لمركز دمياط ومرشح الحزب الوطني فلا يهدأ من الجولات بالمدينة وقرى المركز مما زاد من أسهمه معتمدا على خدماته خلال رئاسته للمجلس المحلي ، كذلك ياسر الديب عضو مجلس الشعب السابق والمرشح المستقل الذي يعتبر منافسا قويا ذو شعبية لا يستهان بها معتمدا على إنجازاته ودعم قريته الشيخ درغام. ويبدو أن محمد شعبان الحناوي وكيل الوزارة بشركة مياه الشرب الذي يتمتع بسمعة طيبة ويعتمد على خدماته لأهل الدائرة كعضو مجلس محلي للمحافظة ، من المنافسين الأقوياء في الدائرة ، وهناك أيضا ناصر العمري المحامي ورئيس مجلس محلي المدينة السابق الذي استطاع أن يحظى بتأييد ومساندة الكثير من أهالي الدائرة معتمدا على جرأته ولباقته ورفضه المعلن الانضمام تحت مظلة الحزب الوطني مما يجعله أحد فرسان السباق المرشحين للفوز بالمقعد. ويأتي صابر عبد الصادق مرشح الإخوان والنائب الحالي ليشعل المعركة بعدد هائل من اللافتات والمطبوعات وديسكات الكمبيوتر وشرائط الكاسيت الأمر الذي طرح عدد من التساؤلات حول تكلفته ومصدر الأموال التي تكلفتها الدعاية فضلا عن استياء الكثيرين من أهل الدائرة لتعمد مرشح الإخوان نسبة بعض المشروعات العامة التي قام بها المحافظ والحكومة لنفسه إلا أن عبد الصادق يبدو وكأنه يعزف منفردا. ولم يخل مقعد الفئات من تمثيل للمعارضة حيث يخوض أنيس البياع أمين حزب التجمع بدمياط المعركة معتمدا على تاريخه وقبوله لدى الشارع الدمياطي . أما مقعد العمال فقد اختلطت الحسابات بعد قرار محكمة القضاء الإداري بتعديل صفة محمد سامي سليمان إلى الفئات مما قلب الموازين خاصة وأنه يعد أقوى المنافسين على هذا المقعد إلا أن مفاجأة الصفة جعلته يلجأ إلى تقديم استشكال لوقف التنفيذ ليكمل المعركة على مقعد العمال ليهدد مرشح الوطني حاتم البدري النائب الحالي والذي يواجه منافسة شديدة قد لا تحسم نتيجتها لصالحه خاصة في ظل زيادة عدد المرشحين ووجود مرشحين ذو شعبية كبيرة مثل محمود صيام رئيس اتحاد نقابات عمال دمياط صاحب الشعبية الكبيرة والمخضرم عبده سحلول وعلى داود مدير مكتب الأهرام الذي قرر عدم التقدم للمجمع الانتخابي مقررا خوض المعركة مستقلا بعيدا عن الالتزام الحزبي وكذلك محمد حلمي درة أمين حزب الأحرار وسمير أبو حسن. أما الدائرة الثانية وهي دائرة كفر سعد التي يطلق عليها دائرة الموت فالمعركة الانتخابية بها أشبة بالمعارك الحزبية حيث يتصارع اللواء رفعت الجميل رجل الأعمال والنائب الحالي ومرشح الوطني والذي يتمتع بذكاء حاد يمكنه من إدارة معركة الساعات الأخيرة حيث استطاع تمويل عدد كبير من المشروعات الخدمية بالدائرة وبعض التعيينات بالدائرة وينافسه حمدي شلبي عمدة قرية الركابية الذي يتمتع بعشيرة كبيرة وخدمات كثيرة تجعله منافسا عنيدا لمرشح الوطني بينما يترقب سمير التلباني المرشح المستقل الصراع محاولا الاستفادة منه معتمدا على خدماته في مجال العلاج ومساعدة المرضى ولم يخل هذا المقعد من مرشح للإخوان المسلمين وهو فكري الأدهم ليدخل حلبه الصراع . أما مقعد العمال فلم يكن أحسن حظا من الفئات ولكنه حفل بالعديد من المفاجات التي أطلقتها محكمة القضاء الإداري بتعديل صفة فتح الله رخا المرشح المستقل إلى الفئات ، وهو أقوى المرشحين للمنافسة ، ليلجأ إلى الاستشكال في الحكم لخوض المعركة في مواجهة محمد البيلي مرشح الحزب الوطني والنائب الحالي والذي انخفضت أسهمه بشكل ملحوظ ومن أقوى المرشحين جلال الألفي المرشح المستقل وأمين الحزب الوطني بكفر سعد الذي استقال ليخوض المعركة مستقلا مما أثار تعاطف أهل الدائرة معه ليكون من أبرز المنافسين على هذا المقعد. أما الدائرة الثالثة ، وهي دائرة فارسكور والتي يتصارع فيها محمد خليل قويطة المرشح المستقل والنائب الحالي والذي تميز بأدائه البرلماني المتميز وخدماته المتعددة في مواجهة ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري صاحب التاريخ السياسي العريق والذي يتمتع بشعبية كبيرة تجعله الأقرب للفوز بالمقعد في ظل تأييد وتعاطف الكثيرين من أهل الدائرة أملا في الثأر من قويطة الذي أطاح بداود مرتين مما يجعل المعركة شرسة بين الطرفين ولا يمكن التنبؤ بالنتائج. أما مقعد العمال فيخوض المعركة ضياء طوس مرشح الوطني الذي يتمتع بقبول خاصة في أوساط الشباب إلا أنه يواجه محمد كبسة مرشح الإخوان الذي ملأ الدائرة باللافتات والمسيرات معتمدا على أصوات أنصاره.