المنافسون استخدموا فيما بينهم سلاحا فتاكا للمنافسة ألا وهو الشائعات ومرة أخري يتكرر سيناريو الانتخابات الماضية ولكن بشكل مختلف فقد أكدت الانتخابات الحالية فاعلية السلاح القديم الجديد الذي استخدمه المرشحون فيما بينهم للإطاحة بالمنافسين خارج حلبة المعركة مبكرا وحرب الشائعات التي اطلقها بعض المرشحين في العديد من الدوائر الانتخابية والتي وصلت إلي الذروة في اللحظات الأخيرة من بدء العملية الانتخابية قد يكون تأثيرها محدودا ولكن أثرت بالفعل علي مسيرة بعض المرشحين فقد شهدت العديد من الدوائر في الجولة الأولي والاعادة اشكالا متعددة من حرب الشائعات، واستخدامها كسلاح لاسقاط المنافسين وصفه المراقبون بأنه من أخطر الأسلحة التي تؤثر علي المرشح واثارة بلبلة بين الناخبين وتمثلت هذه الاشكال أما بوجود تحالف بين مرشح وآخر كما حدث في دائرة عين شمس أو بالتنازل أو بوفاة المرشح قبل بدء الانتخابات بساعات. الاسبوعي يناقش هذه الظاهرة الخطيرة من أجل كشف حقيقة ما حدث في تلك الدوائر وما سر استخدام هذا السلاح؟ وما رأي رجال السياسة والأحزاب والمرشحين ورجال القانون. أشهر الدوائر التي شهدت هذا السلاح وأثار بلبة بين الناخبين في دوائر عين شمس والمطرية ففي جولة الاعادة انطلقت شائعة عن تحالف مرشح الوطني للفئات عاطف الأشموني مع المرشح المستقل لمقعد العمال مرقص اسحاق نخلة، وسرعان ما كشف الاشموني عن حقيقة الأمر للناخبين ونفي ذلك بقوله انه مرشح الحزب الوطني ويعلم جيدا كيف تدار الانتخابات مؤكدا انه لم يتحالف مع أحد ويخوض الانتخابات معتمدا علي توجيهات الحزب الوطني ولم يوفق الاشموني ونخلة. وفي دائرة المطرية أيضا لم ينجو تيسير مطر مرشح الوطني من حرب الشائعات فقد فوجئ اثناء خوضه لمعركة الاعادة بإنطلاق شائعة انه تنازل عن خوض الانتخابات وأكد انه قابل هذه الشائعة باجراء جولات مكثفة بالدائرة وحرصه علي التواجد بين أبنائها. وفي دائرة منشأة القناطر يقول مصطفي صبيح أنه فوجئ قبل الانتخابات بإنطلاق شائعة وقف الانتخابات مشيرا إلي أنه تدارك الأمر سريعا يعمل مسيرات وسيارات تحمل مكبرات صوت لتدارك الأمر وتكذيب تلك الشائعة رغم ان بعض الناخبين تأثروا بهذه الشائعة. وفي دائرة ملوي بالمنيا تعرض مرشح جبهة المعارضة كمال عبد الجليل صبيحة الانتخابات بشائعة اكد انها أطاحت به خارج المنافسة تماما عندما فوجئ بشائعة انسحابه من المعركة لصالح أحد المرشحين مما اضطره إلي عمل مسيرات ولكن لم تفلح في اقناع الناخبين انه لم ينسحب! أطرف الشائعات وشهدت دائرة دشنا بمحافظة قنا أطرف الوقائع والشائعات حين فوجئ احد المرشحين بنشر اعلان خبر وفاته مدفوع الأجر في احدي الصحف الحكومية وبالاستفسار عن هذه الواقعة تبين انها لشخص آخر شبيه لاسمه بمحافظة أخري مما اضطره إلي نشر تكذيب بالصحف خوفا من إثارة البلبلة بين الناخبين. الاخوان ومنتصر وفي دائرة بولاق الدكرور أرجع منتصر الزيات ان السبب الرئيسي في خروجه مبكرا من الانتخابات علي مقعد الفئات الشائعة التي اطلقتها جماعة الاخوان صباح يوم الانتخابات وانتشارها في لجان الدائرة بسرعة البرق، وكان لها الأثر في بلبلة الناخبين، مشيرا إلي أن الحقيقة هي ان جماعة الاخوان ناشدتني التنازل ولكن رفضت. وسيلة رخيصة الدكتور عاطف البنا استاذ القانون الدستوري يحلل الظاهرة قائلا: ان حرب الشائعات ليست جديدة فهي أحد الاسلحة التي يستخدمها بعض المرشحين ضد خصومهم لتغطية ضعفهم في الانتخابات واختيارهم توقيتات محددة لتحقيق الاثر المطلوب، مشيرا إلي ضرورة تحرك المرشح لاجهاض مثل هذه الشائعات التي من شأنها الاطاحة بالعديد من المرشحين البارزين خاصة ان هناك من لديهم استعدادات لاتخاذ جميع الطرق المشروعة وغير المشروعة للاطاحة بمنافسه إما عن طريق مهاجمة البرنامج الانتخابي لخصمه أو التقليل من شأنه وعليه في مثل هذا الأمر نشر توضيح بالصحف والتليفزيون ببرنامجه وأهدافه وتكذيب انسحابه أو تنازله حيث ان التنازل له شقان قانونيان يعتد به وهو الذي يتم في المواعيد القانونية، ويرفع اسم المرشح من كشوف المرشحين، وأيضا بطاقات التصويت التي يتسلمها الناخبون وتنازل بعد الميعاد وهو ليس له صفة قانونية وبذلك يظل اسم المرشح بكشوف المرشحين لانه يعد نوعا من التنازل الشخصي أو السياسي كما ان علي المرشح في حالة تعرضه لشائعة ان يقيم دعوي قضائية بالسب والقذف.