اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الحلقة المفقودة فى سبب عدم تدخل حلف شمال الأطلسى "الناتو" فى سوريا كما كان الأمر فى ليبيا تتمثل في غياب الدعم الأمريكى. وذكرت الصحيفة - فى مقال افتتاحي بثته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكترونى - أن النصر الذي حققه "الناتو" فى ليبيا - بحسب مسئولين أمريكيين - كان تدخلا نموذجيا ولحظة تدرس، معتبرة أن أول هذه الدروس هو أن الحلف أخذ موقفا بشكل فريد للرد سريعا وبتأثير على الأزمات الدولية. لكن الصحيفة رأت فى الوقت نفسه أن هذا النموذج لا ينطبق على سوريا لأن الناتو كان يرد فى ليبيا بسرعة على موقف متدهور هدد مئات الآلاف من المدنيين بينما أجهز نظام الرئيس السورى بشار الأسد على أرواح حوالى عشرة آلاف مدني منذ بداية الاحتجاجات الداعية للديمقراطية قبل خمسة عشر شهرا. وقالت الصحيفة إن الناتو يمتلك فى حقيقة الأمر مصلحة فى نزع فتيل الأزمة فى سوريا أكثر مما كان عليه الأمر مع ليبيا، لأن تركيا أحد أعضاء الناتو هى على حدود سوريا وشهدت عنفا على أراضيها. وأضافت الصحيفة أن دولا أخرى مهددة أيضا فى ظل اغتيال رجل دين لبناني ليلة الأحد الماضى وهو أحد المتعاطفين مع المعارضين للأسد فى لبنان. واعتبرت الصحيفة أن ليبيا لها أهمية استراتيجية متوسطة بينما سقوط نظام الأسد الحليف الكبير لإيران فى العالم العربى سيكون له فوائد استراتيجية للولايات المتحدة وإسرائيل والجميع الذين يعملون أيضا على منع إيران من أن تصبح قوة نووية. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه وفقا لإيفو دالدر السفير الأمريكى لدى الناتو فإنه لا يوجد قائد فى قمة قادة الناتو فى شيكاغو قد أثار موضوع سوريا، فى الوقت الذى قال الأمين العام للحلف أندريس فوج راسموسين فيه "نحن قلقون بشأن الموقف فى سوريا لكن التحالف لا توجد لديه نية أيا ما كان للتدخل". ولفتت الصحيفة إلى أنه وفقا لتقارير صحفية أمريكية فإن الولاياتالمتحدة سهلت رد الفعل الدولى السريع هذا، وأن قادة فرنسا وبريطانيا حثوا واشنطن على التحرك ومنذ ذلك الوقت خرج الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى من منصبه. لكن الصحيفة أوضحت أن التحرك فى ليبيا بالفعل لم يكن يحدث من الأساس بدون الدعم الأمريكى الهائل وهذا الوعد الأمريكى غائب بالنسبة لسوريا. مشيرة إلى أن هذا أمرا محير ليس فقط لأن المخاطر الإنسانية كبيرة فى سوريا كما كانت فى ليبيا. وقالت الصحيفة إن بإمكان الناتو دعم المعارضة السورية دون أن يتهدد قواته الخطر كما حدث فى ليبيا . وحذرت الصحيفة من أن البديل للعمل العسكرى من جانب الناتو فى سوريا ليس نصرا ديمقراطيا أبطأ ولا عودة إلى استقرار نظام الأسد بل نزاعا سوريا يتزايد عنفا بالفعل قد يتدهور إلى حرب طائفية كاملة الجوانب قد تقفز إلى تركيا ولبنان والعراق وربما يستفيد تنظيم القاعدة من هذه الفرصة ويرتكب أعمال قتل. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن قادة الناتو قد يشعرون بأنهم إذا لم يتحدثوا عن سوريا فإن هذه النتائج لن يقع عليهم اللوم بشأنها فهم مشغولون ببحثهم عن الخروج من أفغانستان، لكن الرئيس الأمريكى باراك أوباما وحلفاءه لا يستطيعون تجنب هذه القضية بشكل مؤكد.