يشتهر بين أهالي أرمنت بالأقصر بأنه صاحب الحنجرة الذهبية، وقيثارة عذبة ندية. قضي الشيخ أحمد السايح 50 عاما كقارىء أرمنت الأول في تزيين ليالي رمضان بقرائته للقرآن الكريم في كل قرى مركزه، ليكون امتداداً للحنجرة الذهبية وشيخ القراء عبد الباسط عبد الصمد وللشيخ أحمد الرزيقي أمين عام نقابة القراء. المصريون التقت بقيثارة من مقرئي الزمن الجميل، الذي برغم عمره الذي تجاوز الثمانين، ومحاولة افتراسه من قبل المرض اللعين، إلا إنه وببركة كتاب الله الكريم نجا من الموت، ليستمر في حياته الطبيعية وكأنه لا يزال في الخمسينيات من العمر. "أحمد السايح محمد مصطفى" قارىء مركز أرمنت الأول على مدار 50 عاماً مضت، ولد في الثامن عشر من إبريل لعام 1935م، وذهب وهو في الخامسة من عمره لكتاب قريته الرزيقات بحري، ليحفظ القرآن على يد الشيخ الطاهر عثمان حميد ، حيث أكمل حفظه القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من عمره. وأوضح أنه في تلك الفترة لم يكن هناك مدارس إلزامية أو معاهد أزهرية في مركزه، ليبقى دون الحصول على شهادة تعليمية، ولكنه يرى أن ما حصل عليه من تعليم من قبل شيخه لا يضاهيه الحاصلين على الجامعات في تلك الأونة. وأضاف الشيخ السايح أنه فور حفظه القرآن الكريم، عمل ككاتب في مخبز مدينة أرمنت الوابورات، ثم "وزّان" في مطحن قرية الرياينة المجاورة لقريته، ليلتحق بعد ذلك بوزارة الأوقاف في العام 1970م، عندما كان يبلغ من العمر 35 عاماً، وليعين خادماً لمسجد الرشايدة ليقضي فيه 16 عاماً، حتى تقوم الأوقاف بإعادة بنائه، فيتم ندبه للعمل بمسجد أولاد الشيخ التابعة لقرية الرزيقات قبلي. وأشار إلي عودته ليختم حياته بمسجد أولاد سند التابعة لقريته الرزيقات بحري، لتتيح له تلك الفترة تعليم أجيال من أبناء قريته وتحفيظهم القرآن الكريم، حيث قام بفتح كتاب خاص به في مسجد الرشايدة حين تعيينه بعد أن وافقت على فتح حلقة له وزارة الأوقاف. وقد استمر الكتاب في منزله بعد هدم مسجد الرشايدة لتجديده، مشيراً إلى كونه سعيد بمن علمهم وأصبحوا اليوم أطباء ومهندسين ومحامين ومدرسين وأئمة في المساجد، ذاكراً أنه يداعب اليوم تلاميذه الذين وصلوا لسن المعاش بقوله لهم "هو أنتوا طلعتوا معاش يا عيال ياللي كنت بضربكم أنتوا وصغيرين". وقضى الشيخ 50 عاماً في السهرات الرمضانية يتلو القرآن الكريم على مسامع محبيه في كل قرى مركز أرمنت، منها 28 سنة في إحياء ليالي قرية المحاميد قبلي الرمضانية، مشيراً إلى كونه حين قام بالقراءة في أول مرة في المحاميد خلفاً للشيخ محمد سليم، أعجب به أهالي القرية، مما جعل العمدة جعفر عمدة القرية أن يقول له أنت تستمر في إمتاعنا بالقرآن في سهرات رمضان طوال حياتك، فأجابه سيعجزني العمر ولن أقدر على التلاوة، فذكره له العمدة بأنه حتى وإن جلس ليقرأ سورة يس فإن هذا يمتعهم. وأوضح أنه استمر 28 عاماً في قرية المحاميد حتى بعد وفاة العمدة جعفر، ولكنه لم يتوقف سوى من عامين حين هاجمه مرض الأورام، التي نجا منها بعد إجرائه العملية في 2015م. وأضاف الشيخ السايح أن القرآن الكريم أنقذه من الموت بسبب الأورام التي ألمت به في القاولون، حيث يقول "هاجمني الورم في 2014، فبعد إجراء الفحوصات تبين للأطباء ضرورة إجرائي لعملية استئصال للورم، فذهبت لعملها في معهد أورام أسوان، وكان الناس عندنا في البلد يقولون أنه سيعود ميتاً، نظراً لكوني رجل عجوز، ولكني لم أتوهم الشر، وفضلت قراءة القرآن ، لافتا إلي أن من قام بإجراء العملية له جراح مسيحي. وكشف عن لقطات كوميدية بينه وبين هذا الطبيب، حيث يقول :"قبل إجراء العملية وقبل جلوسي على سرير العمليات، أوقفت الدكتور وقولتله استنى، ثم رددت الشهادتين وقولت أشهد الله إني مسلماً موحداً بالله، اللهم توفني على الإسلام، وعند انتهاء العملية خرج الدكتور ليقول لأبنائي متقلقوش الراجل ده بركة.