في غضون ستة أيام، كسرت إسرائيل أسطورة "ناصر العرب"، هكذا وصفت وكالة الأنباء الفرنسية نكسة 5 يونيو 1967، مشيرة إلى أن تلك الحرب انتهت وتركت ورائها العالم العربى فى حالة صدمة مذهلة. وأشارت الوكالة، فى تقرير لها، إلى تدمير إسرائيل لثلاثة جيوش عربية وهددت وجودها ورسمت حدودها عند قناة السويس، ونهر الأردن، ومرتفعات الجولان. وقالت إن الحرب العربية الإسرائيلية في يونيو 1967، أو "حرب الأيام الستة" غيرت خريطة الشرق الأوسط بشكل جذري، بحسب وكالة ا?نباء الفرنسية. وأوضحت أنه وفي الفترة من 5 ل 10 يونيو، هزمت إسرائيل مصر والأردن، وسوريا، واحتلت شبه جزيرة سيناء في مصر، وقطاع غزة، والضفة الغربية، والقدسالشرقية، ومرتفعات الجولان السورية، ورغم انسحاب إسرائيل من سيناء وقطاع غزة، تم ضم مرتفعات الجولان والقدسالشرقية، ولا تزال الضفة الغربية تحتلها إسرائيل. ورصدت الوكالة تفاصيل جديدة ما قبل الحرب، والتى سبقها عدة أسابيع من التوترات المتصاعدة، حيث كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر طالب في 16 مايو 1967 بانسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من سيناء، ثم أغلق خليج العقبة أمام حركة الملاحة الإسرائيلية، مما أدى إلى إغلاق ميناء إيلات الإسرائيلي. وفي فجر يوم الاثنين 5 يونيو، شنت إسرائيل هجومًا جويًا دمر أكثر من 90 % من القوات الجوية المصرية على المدرج، وتوجهت قواتها المدرعة إلى ا?راضي المصرية. الدول العربية تعلن الحرب على إسرائيل، وتتعرض القدس لقصف بقذائف الهاون. ويوم الثلاثاء 6 يونيو، احتل الجيش الإسرائيلي غزة، التي كانت في ذلك الوقت تحت الإدارة المصرية، وتوغلت إلى شبه جزيرة سيناء، ودخل القوات الإسرائيلية إلى مدينة القدس العربية. وبعد مناقشات مطولة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي، اعتمد مجلس الأمن بالإجماع قرارًا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار. وفي يوم الأربعاء الموافق 7 يونيو، تتوغل القوات البرية في قلب سيناء، ويحتل الجيش الإسرائيلي الضفة الشرقية لقناة السويس، ويهزم سلاحها البحري نظيره المصري، ويفتح طريق الملاحة أمام السفن الإسرائيلية. وقال قائد الجيش الاسرائيلي الجنرال "اسحق رابين" - الذي أصبح في وقت لاحق رئيسًا لوزراء إسرائيل- إن "معظم الجيش المصري يفر في فوضى وسيطرنا على معظم سيناء". القوات الإسرائيلية تدخل البلدة القديمة في القدس، ويزور رئيس الوزراء "ليفي إشكول" الجدار الغربي. وتستولى القوات الإسرائيلية على معظم الضفة الغربية لنهر الأردن، بما في ذلك مدينتي بيت لحم وأريحا. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي حينها "موشي دايان":" لقد حققنا أهدافنا السياسية والأمنية". ويوافق الأردن على وقف إطلاق النار. ويوم الخميس 8 يونيو، يصل الإسرائيليون إلى قناة السويس، مما يشير إلى نهاية معركة سيناء. وأعلنت الإذاعة المصرية أن القاهرة توافق على وقف إطلاق النار. وقال البيت الأبيض إن الخط الساخن الذى يربط بين الرئيس الأمريكى، والكرملين استخدم عدة مرات خلال الأزمة. وتواصل المدفعية عملها على الحدود الإسرائيلية السورية. ويوم الجمعة الموافق 9 يونيو، شنت إسرائيل هجومًا على مرتفعات الجولان، واستولت عليها من القوات السورية بعد يوم من القتال العنيف. ونحو الساعة السادسة مساء الجمعة، أعلن جمال عبد الناصر على شاشة التلفزيون تخليه عن الرئاسة المصرية، مما سبب حالة من القلق في العالم العربي. وتقبل إسرائيل وقف إطلاق النار. ويوم السبت، 10 يونيو، يندلع القتال على الجبهة السورية الإسرائيلية، إسرائيل تركز نيرانها للقضاء على المواقع السورية. وبعد سقوط مدينة القنيطرة، سوريا - التي قبلت بالفعل وقف إطلاق النار- تنفذ القرار.