استطلعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية آراء بعض الناخبين المصريين الذين صوتوا لصالح أحمد عبده شابون مرشح جماعة الإخوان المسلمين في دائرة مزغونة بمحافظة الجيزة رغم عدم انتمائهم للجماعة التي خاض مرشحوها الانتخابات تحت شعار "الإسلام هو الحل". وخلصت الصحيفة إلى أن الناخبين اختاروا مرشحي الإخوان من أجل التغيير وليس من أجل خلافة إسلامية؛ فنقلت عن شاب مصري يدعى أسامة إمام قوله إنه يأمل في أن يكون الإخوان يتحدثون بشعارهم الحديث عن البطالة.. ونقلت عن آخر يدعى محمد لطفي القول إنه يأمل في أن يكون الإخوان يتحدثون عن إدخال الماء العذب إلى منزله.. وعن ثالث يدعى قناوي عصام أنه يأمل في أن يكون الإخوان يتحدثون عن فتح مركز للشباب في قريته الفقيرة حيث الطرق غير الممهدة والأطفال يمشون حفاة وسط الثرى واحتشاد العشرات من الشباب حول المقاهي بسبب عدم وجود وظائف. ونقل مراسل الصحيفة عن شاب يدعى علي رفعت يبلغ من العمر 25 عاما قوله: صوتنا لمن يستطيع إحداث تغيير.. مضيفا أنه صوت لصالح أحد مرشحي الإخوان بسبب الإحباط الناتج عن جمود الحياة في قريته مزغونة. اعتبرت الصحيفة أن نجاح مرشحي الإخوان بالفوز ب 76 مقعدا حتى الآن في الانتخابات البرلمانية شكل تطورا مفاجئا حتى لقادة الجماعة أنفسهم. كذلك أكدت "نيويورك تايمز" أن البرنامج الانتخابي لجماعة الإخوان رغم أن جوهره ديني وأن حملتها الانتخابية اعتمدت بشكل كبير على شعار "الإسلام هو الحل"، فإن الناس في قرية مزغونة التي تبعد ساعة جنوبالقاهرة يقولون مرارا إنهم صوتوا للإخوان لأنهم لا يصدقون أن الحزب الحاكم سيحدث أي تتغير. وقالت الصحيفة في تقرير لها حمل عنوان "في مصر: التصويت للتغيير أكثر من الإيمان" إن المحتوى الديني لرسالة الإخوان كان مهما للبعض، لكن في عشرات المقابلات التي أجرتها الصحيفة وسط الحشود أكد كل واحد أنها ما يهمه هو تحسن ملموس في حياتهم. ونقلت عن محمد لطفي وهو سائق يبلغ من العمر 31 عاما قوله: صوتنا للعديد من الأشخاص عبر السنوات الماضية، لكن لم يفعلوا شيئا لنا.. الآن نريد الإخوان.. قد يفعلون من أجل الناس ومن أجل الشباب.. المياه هنا ليست صالحة للشرب. نقلت الصحيفة الحالة المتردية التي يعيشها أهل قرية مزغونة فقالت: يعيش حوالي 15 ألف شخص في مزغونة التي تمتد على طول قناة مياة كريهة الرائحة.. الشارع الرئيسي مليء بالقاذورات.. النساء يحملن أواني معدنية كبيرة وحاويات بلاستيكية عبر الظلام للحصول على الماء من مضخات لاستخدامها في المنزل. ذكرت الصحيفة أن أهل القرية صوتوا للتخلص من مرشح الحزب الوطني لفترتين سابقتين عصام عبد الماجد وإنجاح أحمد عبده شوبان عضو جماعة الإخوان.. مشيرة إلى أنه ليس غريبا عن أهل القرية حيث يعرفون أنه عضو في جماعة الإخوان لسنوات ويعمل ضمن منظمة خيرية توزع الأموال على الفقراء وتوفر الخدمات الاجتماعية للمحتاجين.. كما أنه ظل يقوم بمهمة الوعظ في مساجد تديرها نفس المنظمة قبل أن تمنعه الحكومة. أشارت الصحيفة إلى أن الإخوان ليسوا منظمة قانونية لكن المنظمة الخيرية التي يعمل فيها شابون كانت قانونية بحيث قدمت الخدمات التي فشلت الحكومة في توفيرها. ونقلت عن عبد التواب سالم قوله: لقد ساعدونا في الحصول على ما نحتاج.. في رمضان حصلنا على حقيبة مليئة بالطعام. يعتبر سالم كما أشارت الصحيفة المنظمة التي يعمل فيها شابون جزءا من حياته على عكس عضو الحزب الوطني المهزوم الذي يقول فيه سالم: لم أعتد أبدا على رؤيته.