أمام إحدى السفارات فى دولة خليجية، وقف الزوج حاملاً ابنته الصغيرة بيد، وفى اليد الأخرى صورة لمرشح، وإلى جواره زوجته تحمل صورة مرشح آخر، غير الذى يؤيده زوجها! المشهد الرائع تكرر أكثر من مرة، ومع مرشحين من نفس التيار تقريبًا: موسى وشفيق، حمدين وخالد، مرسى وأبو الفتوح.. وهكذا. تلك هى الديمقراطية التى طالما حلمنا بها، رغم ما يقال عن ضرورة توحيد الأصوات خلف مرشح بعينه يمثل التيار الواحد، أى أن يكون للإسلاميين مرشحهم، والليبراليين، وذوى الخلفيات العسكرية وحتى الفلول، ومع سلامة وجهة النظر هذه، إلا أن هذا العرس الديمقراطى بشكله الحالى يعبر تمامًا عن تعدد الآراء، وتعدد الاتجاهات، وهى ظواهر صحية ولا شك، ولا يطالبنا أحد بأن تكون أول انتخابات رئاسية حقيقية فى تاريخ مصر «كاملة» ونموذجية، تناطح الانتخابات الأمريكية أو الفرنسية، وأعتقد أن مسألة توحيد الأصوات خلف مرشح بعينه للتيار الواحد، آتية لا ريب فيها مع انتخابات الإعادة، حيث تشير كل التوقعات إلى عدم حصول أى من المرشحين على الأغلبية المطلقة التى تسمح له بالفوز بمقعد أعلى منصب فى مصر من الجولة الأولى. وأنا شخصيًا أفترض أن المؤشرات تميل إلى عدم تزوير الانتخابات، خاصة مع وجود كل أنواع الرقابة الشعبية والرسمية، المحلية والدولية، وكذلك سماح اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لنحو 54 جهة متابعة ورقابة وجمعية أهلية ودولية، بمتابعة الانتخابات، وتكليف المجلس القومى لحقوق الإنسان بقبول أوراق المنظمات الراغبة فى مراقبة الانتخابات؛ فإن كل ذلك يؤيد وجهة النظر التى تميل إلى نزاهة وشفافية ومصداقية العملية الانتخابية التى سيراقبها أيضًا «الاتحاد الأوروبى»، ومنظمات المجتمع المدنى الأمريكية، أى أن العالم كله سيفتح عيونه جيدًا لمراقبة انتخاباتنا. وككل مصرى، أتضرع إلى الله أن يهدى المصريين لما فيه خير لمصر، وصالحها، وأن يولى علينا من يخافه ويرحمنا، لا من يعصيه ويقهرنا. والمهم، أن تتم عملية الانتخاب بشكل حضارى يتفق مع حضارتنا العريقة، وتعليمات ديننا، وأن نستغل العملية الانتخابية لإظهار هذا الوجه الحضارى، ومحو كل «الظواهر» غير الحضارية التى أعقبت الثورة من ذاكرة العالم، وإبراز المعدن الحقيقى للمصريين. وأيًا كان من سيفوز – دون تزوير- فى الانتخابات فيجب علينا جميعًا أن ننصره، ونناصره، ونقف خلفه، ونؤيده، ونساعده، طالما يسعى لخير مصر. وأن نراقبه، ونحسب عليه حركاته وسكناته ونعد عليه «قراراته» ما ظهر منها وما خفى. وفى كل الأحوال، إما أن يجعلها الله 4 سنوات خضراء يانعة على مصر ورئيسها، أو سيجعلها الشعب 4 سنوات «سوداء» عجاف، عليه وعلى أفعاله، ونريه النجوم فى عز الظهر، حتى يفكر مائة مرة قبل اتخاذ قرار خاطئ. واللهم ولِّ من يصلح على أرض الكنانة واحفظ مصر وشعبها من كل سوء. [email protected] twitter@hossamfathy66