لا شك أن الإعلام الإيرانى قد لعب دورًا تضليليا فى تلميع صورة نظام الملالى، وقد ساعده فى ذلك الجماعات التى اعتادت أن تعيش على الكذب وتزييف الحقائق لكسب منافع شخصية على حساب البسطاء من الناس فى داخل إيران وخارجها.. وبما إن أغلب شعوبنا العربية تتسم بالعاطفية، فقد وجد من بينها من تأثر بالدعاية الإيرانية بعد أن استغلها الإعلام الإيرانى وجماعات الارتزاق السياسى وراحت تصدق ما تسمعه عن الإنجازات، التى يدعيها نظام الملالى على الصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها.. وبما أن أغلب المتأثرين بالدعاية الإيرانية لم يدخل إيران، ولم يحتك بالشعوب الإيرانية، ولم يتابع حتى الإعلام الفارسى ليتعرف على حجم المآسى والكوارث، التى جلبها نظام الملالى على الشعوب الإيرانية، فمن هنا كان لابد من أن ننقل للقارئ بعض صور الحقيقة التى تعيشها هذه الشعوب تحت ظل حكم الملالى.. فكما هو معلوم أن إيران تحتل المرتبة الثانية بعد الصين، فى نسبة حالات الإعدام التى تتم سنويا، والتى سجلت العام الماضى أكثر من 330 حالة إعدام علنية ناهيك عن الإعدامات السرية، وأغلب هذه الإعدامات تتم، كما هو معلن من قبل السلطات الإيرانية، بتهم الاتجار بالمخدرات، ولكن إذا ما تابعنا الحقيقة نجد أن أكبر تجار المخدرات ومروجيها هم من أركان السلطة، ويتضح ذلك من خلال الإحصائيات والأرقام وتصريحات أعضاء السلطة التى تنشرها بعض وسائل الإعلام والصحافة الإيرانية.. فعلى سبيل المثال نشرت الصحافة الإيرانية تصريحات للمسئول عن السجون "غلام حسين إسماعيلى"، قال فيها "إننا لا ننفى وجود المخدرات داخل السجون"، وأكد أن "سعرها فى السجن يبلغ خمسين ضعف سعرها العادى"، ويجنى السجانون والحراس أرباحاً طائلة عبر الاتجار بالمخدرات داخل السجون.. أما "أمير حسين باورى" رئيس لجنة مكافحة المخدرات، فقد قال "إن عشرين مادة جديدة من المخدرات دخلت الأسواق الإيرانية، وأكد أن المشكلة لا تتوقف عند بيع وشراء المخدرات، وإنما النشاط الصناعى والمالى المتزايد فى سوق المخدرات.. أما "حسين مؤيدى"، رئيس شرطة مكافحة المخدرات، فقد أعلن عن مصادرة (2) كيلو جرام من المخدرات فى الدقيقة، والقبض على ثلاثين مروجا ومدمنا فى الساعة.. وعلى هذا فإن عدد المعتقلين يبلغ نحو 800 ألف معتقل سنوياً.. وهذا يدل أن من يديرون هذه التجارة هم فى رأس السلطة ولم تجر محاسبتهم.. أما فيما يخص أوضاع المرأة فى جمهورية الولى الفقيه فحدث ولا حرج بعد أن أصبحت المرأة بضاعة يتم المتاجرة بها فى أسواق الرقيق الأبيض باسم (زواج) المتعة أو ما بات يطلق عليها الإيرانيون اسم (الدعارة المشرعنة)، وبطبيعة الحال فإن المرأة بما أنها كائن حساس وضعيف من الناحية الجسمية والعاطفية، فقد أدى الواقع المرير، الذى تعيشه المرأة الإيرانية فى ظل نظام ولاية الفقيه إلى تعرضها لضغوط نفسية وصحية شديدة، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد حالات الانتحار، والإصابة بأمراض السرطان بين النساء الإيرانيات بشكل لا مثيل له بالعالم.. وهذا ما أكده قائد قوى الأمن الإيرانى الجنرال "أحمدى مقدم" فى تصريحه أدلى به لصحيفة شرق الإيرانية، والذى أكد فيه أن نسبة حالات الانتحار بين النساء ضعفى حالات القتل.. أما مدير قسم السلامة فى وزارة الصحة "أحمد حاجبى"، فقد صرح: "أن قسم الطب العدلى يرفض إعطاء وزارة الصحة الأرقام الحقيقية لحالات الانتحار، ولكن إحصائيات الوزارة تؤكد وقوع 11حالة انتحار يوميًا.. فمن بين كل الف شخص ستة منهم يقدمون على الانتحار.. وأضاف، أن الشهور الثلاثة الأولى من السنة الجارية شهدت 952حالة انتحار وسنويا تحدث أكثر من ثلاثة آلاف حالة انتحار فى إيران أغلبها بين النساء. وبخصوص الأوضاع الصحية، فقد نقلت وكالت أنباء "إيلنا" الإيرانية عن أمين عام رابطة الجراحين الإيرانيين قوله: لقد أكدت الفحوصات الطبية أن نسبة النساء الإيرانيات تحت سن الثلاثين عامًا المصابات بأمراض السرطان أضعاف نسبة غيرهن. وعن نسبة حالات الطلاق بسبب المشاكل العائلية الناجمة عن الفقر والإدمان وفقدان الأمن الاجتماعى، فقد صرح "أحمد تويسركانى" رئيس الدائرة العامة للأحوال المدنية، أن العام الإيرانى المنصرم شهد ارتفاعًا بنسبة 7% فى حالات الطلاق فى إيران، حيث تم تسجيل 140 ألف حالة طلاق.. وعلى صعيد الأوضاع المعيشية والعمل، فقد أعلن عضو لجنة العمل فى البرلمان الإيرانى "داريوش قنبرى" أن نسبة البطالة المسجلة رسميًا بلغت 30% فيما تشير تقارير غير رسمية إلى أن النسبة الحقيقية للبطالة فى إيران هى 50%، وهذا ما يؤيده الكثير من نقابات العمال والمنظمات الحقوقية. وعن وضع الاقتصاد الإيرانى المتدهور، فقد اعترف رئيس البنك المركزى الإيرانى "محمود بهمني" أن نسبة 210% من التضخم الذى لحق بالاقتصاد الإيرانى قد فاجأ القيادة الإيرانية، التى لم تتوقع أن يبلغ التضخم هذا الحد من التدهور. إن ما تم عرضه ليس إلا غيض من فيض للأوضاع التى يعيشها المجتمع الإيرانى، وهذه الأوضاع لم تكن لتحدث لولا وجود نظام وسلطة فاسدة لا تريد خدمة المجتمع، فهل هناك من يتمنى أن تكون له قيادة كهذه القيادة الإيرانية الفاسدة؟