سنوات طويلة وبعضنا يهلل ويكبر لحسن نصر الله باعتباره صلاح الدين الذي سيحرر القدس! وسنوات أخرى وبعضنا يمني النفس بحسين اوباما الذي سيجبر اسرائيل على إنهاء الاحتلال! لا حسن نفع ولا حسين شفع ونحن من وجع الي وجع لاننا عاطفيون متعاطفون اكثر من أي امة حتى مع الوهم! في ضوء ذلك ومع اعلان فوز امانويل ماكرون برئاسة فرنسا نريده كما هو ..امانويل المتسامح المنصف للاسلام والمسلمين وليس احمد ماكرون على طريقة حسن نصر الله وحسين اوباما! نريده فرنسيا خالصا بالمفهوم الفرنسي القديم للحق والعدل والتسامح والحرية! نريده فرنسيا ثابتا على مبدأ ادانة قيم وسبل وحيل الاستعمار باعتبارها جرائم حرب او كما قال.. نريده جدارا فرنسيا صلبا لا يسمح باهانة الاسلام والمسلمين كما صرح وقال.. بمناسبة فرنسا والاستعمار قرأت أخيرا مذكرات لكاتب فرنسي يقول ان نابليون بونابرت الذي دخل الازهر بخيوله مات على الاسلام وانه بالفعل اشهر اسلامه! لن نخرج عن السياق فهذا امر يعني نابليون ولا يعني الاسلام.. ومات نابليون الذي اهان الازهر وبقي الاسلام. وتبعا لذلك جاء ماكرون وسيموت وسيأتي غيره ويموت وتبقى مواقفه شاهدة عليه..ربما في حياته مثلما يرى اوباما الآن وربما بعد مماته مثلما مضى اخرون ملأوا الدنيا ضجيجا بل حروبا وفتن ولا يسمع احد بهم الآن. في المقابل نريد مسلمين فرنسيين على قدر المسؤولية لا يفسدون الهدية ان هي وصلت! نريد مواقف مسؤولة وتصرفات منضبطة وسلوكيات حسنة تعبر عن حقيقة كون المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده! لا نريد مديحا زائدا على النحو الذي يصور الرئيس قائدا اسلاميا جديدا مثلما يحدث في بلادنا الاسلامية احيانا. ولا نريد شططا ولا تحذيرا ولا نفيرا لمواجهة الرئيس المناور الذي يضمر الشر للامة مثلما يحدث ايضا..نريد تعقلا وحكمة.. الاشارات الواردة من فرنسا توحي بذلك حتى الأن..اتحاد المنظمات الاسلامية الذي يضم نحو 300 كيانا ومؤسسة يتماهى مع الفيدرالية الاسلامية ومع مسجد باريس في مشهد او موقف نادر وهم الذين مافتؤوا يختلفون على رؤية رمضان! ليس هذا مهما فعندنا في العواصم العربية والاسلامية ما هو اكثر واعمق خلافا من ذلك. المهم ان يتحد او يتفق الجميع على موقف واحد وسلوك واضح في التعامل مع الرئيس ايمانويل ماكرون وليس احمد ماكرون بما له وما عليه. والمهم كذلك ان ينتبه الجميع ولا يبالغ في الفرح ولا حتى في الثقة بأي رئيس فقد علمتنا التجارب ومازالت تعلمنا كل يوم ان كلام الانتخابات داذما او غالبا مدهون بالزبدة..يصبح عليه الصباح فيذوب ويتلاشي بفعل العوامل المناخية والسياسية ..والاسرائيلية ايضا! وهل لاسرائيل نفوذ في فرنسا؟ إن سألت مثل هذت السؤال فلا تقرأ المقال ولا أي مقال لا يؤكد هذه الحقيقة الكونية المؤسفة لضمير العالم الحر! وهل في العالم ضمير حر؟ عفوا بهذه الطريقة الصريحة لن ينتهي المقال.. استأذن!!