شبهت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، الإسلام الراديكالي في مصر، بالنمر الثائر، مشيرةً إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يمتطي هذا النمر حاليًا ولا يمكنه النزول عن ظهره وإلا سيؤكل. وأشارت الصحيفة، إلى أن السبب وراء ضرورة دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية ل"السيسي" يكمن في أهمية هزيمة الإسلام المتطرف، أو النمر الهائج على حد وصفها، مضيفةً أن "السيسي" يحاول أن يحمي الأقلية المتدينة والمعتدلة المصممة على مقاومة الإرهاب، في الوقت الذي يحتفظ فيه بعلاقات ودية مع إسرائيل، ويدعم مصالح أمريكا في المنطقة. واستطردت: أنه بالمقابل يجب على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يزيد المساعدات العسكرية والاقتصادية المقدمة إلى مصر، ليس هذا وحسب وإنما إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية محظورة في أمريكا، ولعب دور مباشر في تدمير تنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء. وأضافت "ذا هيل"، أن لقاء "السيسي" الأخير ب"ترامب" في واشنطن كان بمثابة "الحضن الكبير" الذي احتاجه الأول بعد سنوات من نبذه من الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة باراك أوباما، مدللةً بتصريحات "ترامب" إبانها، بأن السيسي رجل رائع استطاع السيطرة على مصر حقًا. واستشهدت الصحيفة في تقرير لها، بالسفيرة السابقة للأمم المتحدة، جين كيركباتريك، في مقاله بعنوان (الديكتاتوريات، والمعايير المزدوجة)، أنه عندما يتعلق الأمر بالاختيار ما بين الأنظمة السلطوية غير الأيديولوجية، والأنظمة الأيديولوجية الشمولية، فإن أمريكا تفضل الخيار الأول لأنها ستخدم مصالحها، وبمرور الوقت فإنه من المحتمل أن تحسن تلك الأنظمة ملفها الحقوقي وتسمح بمزيد من الإصلاح الديمقراطي. وأوضح التقرير، أنه رغم أن المسيحيين هدف شائع بالنسبة للتنظيمات الإرهابية، إلا أن تهديداتها لا تمس المسيحيين فقط، وإنما كل المصريين ممن يرفضون الإسلام المتطرف، بحسب قولها، مضيفًا أن أحد أسباب حكم الرئيس "السيسي" هو الخوف من جماعة الإخوان المسلمين، ففترة حكم الجماعة المحدودة والدموية جعلت المصريين قادرين على تحمل أي شيء فقط للتخلص من الإخوان. ونوه التقرير، بأن هناك سببًا للأمل، فالمسيحيون يسعون للمصالحة، ويحظون بإعجاب وسائل الإعلام المصرية، بفضل تسامحهم ومودتهم تجاه جيرانهم المسلمين، حتى بعد الهجمات الأخيرة والمتكررة التي تعرضوا لها مؤخرًا، مدللةً بقول الإعلامي عمرو أديب: "أن المسيحيين في مصر مصنوعون من حديد". وأردف: أن تصريحات "السيسي" السابقة، تشير إلى أنه يريد بناء مصر ديمقراطية وعادلة، وهذا يبدأ بهزيمة الإسلام الراديكالي، مشيرًا إلى أن اتحاد أمريكا معه يمنحها تأثيرًا أعظم، وعنها لابد أن يحتضن "ترامب" "السيسي"، خاصةً وأن النتائج الإيجابية من تلاقي الأخيرين واضحة بالإفراج عن "حجازي" بعد محادثة 10 دقائق فقط، بحسب "ترامب". واختتم التقرير، أنه لا يجب أن تنسى الإدارة الأمريكية الخصم الذي تتعامل معه، فهو ليس ليبراليًّا، وإنما معتنقو أيديولوجيات راديكالية قادرون على فعل أشياء لا يمكن تخيلها لاستعادة زمام السيطرة على مصر.