فى الوقت الذى كان فيه الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسى، يعقد مؤتمره الصحفى للرد على اتهامات النائب عصام سلطان ضده والتى تقدم بها للنائب العام, نشرت بوابة الأهرام خبرًا عن استطلاع مركز دعم واتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، والذى يفيد بصعود شفيق إلى المركز الأول فى استطلاعات رأى المركز ويليه عمرو موسى، ثم أبو الفتوح وبعده مرشح الإخوان محمد مرسى، وأخيرًا حمدين صباحى. رغم أن شفيق قد أعلن ترشحه للرئاسة منذ فترة ثم تقدم بأوراقه للجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، لكن فرص نجاحه كانت ضعيفة للغاية فى ظل وجود منافسين أقوياء, كما أنه أحد رجال نظام مبارك، فهو آخر رئيس وزراء قبل الثورة، (وأول رئيس وزراء بعد الثورة أيضًا)، كما أن منافسه من نفس التيار وهو عمرو موسى، مرشح له جماهيريته, قلت أو كثرت, لكنها موجودة. وبعد ترشيح اللواء عمر سليمان كان الاعتقاد أن أحمد شفيق سوف يعلن انسحابه لصالح سليمان، خاصة أن فرصه كانت شبه معدومة, وانتهى القرار باستبعاد سليمان ثم وجدنا تحركات غالبية المرشحين من مؤتمرات ولقاءات إعلامية, وحده أحمد شفيق كان قليل الالتقاء بالجماهير فى مؤتمرات شعبية, ربما بسبب إجراءات أمنية تتخوف من وقوع اعتداءات عليه, بعبارة أخرى لم يكن لشفيق تواجد جماهيرى ملحوظ بين الناس. بعد إغلاق باب الترشيح وبدء الحملات الدعائية للمرشحين, أصبح أحمد شفيق منفردًا هو صاحب أكبر حملة إعلانية لمرشح رئاسى, وإذا كنت من سكان القاهرة الكبرى فسوف تلحظ كثافة إعلانات حملة شفيق على الطرق وأعلى الكبارى والمحاور الرئيسية, مقارنة ببقية المرشحين, ويليه فى كثافة الدعاية عمرو موسى ثم محمد مرسى، وأخيرًا أبو الفتوح. كانت استطلاعات الرأى تشير دائمًا إلى أن فرسى المقدمة هما عمرو موسى وأبو الفتوح، ثم يأتى الباقون, لكن خلال الأيام القليلة القادمة برز اسم شفيق، وكان الظن أن الرجل سيتراجع عن فكرة ترشحه لكنه استمر, خاصة أن لديه قناعة بالفوز (لا أدرى من أين استمدها), ولايتعامل مع نفسه بحسبانه من رجال نظام حكم ثار عليه الشعب وأسقطه. كنت أتابع حالة (المد الانتخابى والاستطلاعى) التى يحققها شفيق يوما بعد آخر, خاصة أن بعض الناس بدأوا يفكرون فى منح أصواتهم لشفيق بصفته الرجل القادر على استعادة الأمن سريعًا بعد الفوضى التى تمر بها البلاد, فهل سيكون الأمن هو الحاسم فى اختيارات المرشحين, وإذا كان ذلك كذلك, ووفقا لنظرية المؤامرة, فهل استمرار الفراغ الأمنى كان مقصودًا طوال ما يزيد على عام حتى يكفر الناس بالثورة والثوار ويبحثوا عن الخلاص فيمن سوف يعيد إليهم الأمن مرة أخرى, لذا زادت أسهم شفيق, وهل هذا يفسر تصاعد فرص عمر سليمان فور ترشحه لأنه رجل أمن, وهل لا يعرف الناخبون أين مصلحة الوطن الذى أشعل ثورة ضد نظام حكم, فكيف لهذا الشعب أن يعيد اختيار نفس رجال النظام ثانية. جريدة "المصريون" نشرت أمس خبرًا عن صدور تعليمات من مؤسسات سيادية لأجهزة الدولة ووزاراتها تطالبهم بدعم الفريق أحمد شفيق, فهل بمثل تلك التعليمات, إضافة إلى الفراغ الأمنى سوف يفوز شفيق, وهل فعلا ماجرى فى مصر طوال 18يومًا كان ثورة, وإذا كانت ثورة, فهل لديكم تفسير لصعود أحد رجال النظام السابق إلى المركز الأول فى الاستطلاعات. حاجة تجنن. [email protected]