علقت صحيفة "دير شبيجيل" الألمانية, على انتخابات الرئاسة الفرنسية, التي تجرى اليوم الأحد, قائلة إن إيمانويل ماكرون هو المفضل قبل مارين لوبان, ومع ذلك، فإن أى امتناع عن التصويت أو ضعف في إقبال يمكن عمل مفاجأة للبعض أو "كارثة" لأغلبية المسلمين المتواجدين في فرنسا, الذين يعولون الكثير على فوز "ماركون", مشيرة إلى أهمية هذه الانتخابات للملسمين والجاليات العربية هناك, فهى ستحدد مستقبلهم في فرنسا. وتابعت الصحيفة فى تقريرها, أنه بعد أن تشتت أصوات الناخبين في الجالية العربية والمسلمة بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم في الجولة الأولى بين عدة مرشحين، فإنه من المنتظر أن تتوحد صفوف تلك الجاليات في الجولة الحاسمة لصالح ماكرون، كما يرى عمر المرابط، نائب عمدة مدينة أتيس مونس في الضاحية الجنوبية لباريس. وأردف عمر المرابط وهو من أصل مغربي: "إن برغم وجود اختلافات في مواقف الجالية تجاه مرشح الوسط، إلا أنه من المنتظر أن تصوت غالبيتهم لصالح ماكرون، سواء عن قناعة أو خوفًا من صعود مرشحة اليمين المتطرف" لافتة النظر إلى أن أمام 47 مليون ناخب فرنسي, يشكل المسلمون نسبة 5% منهم, الاختيار بين مشروعين على طرفي نقيض, فماكرون يحمل برنامجًا ليبراليًا ومواليًا لأوروبا، فيما تحمل لوبن شعار مناهضة الهجرة والانسحاب من الاتحاد الأوروبي ما يجعل "ماكرون" هو الأقرب للمسلمين . وأكدت الصحيفة أن جود ملايين العرب والمسلمين ممن يحملون الجنسية الفرنسية والمندمجين في نسيج المجتمع الفرنسي له تأثير كبير في السياسة الداخلية الفرنسية, والدليل على ذلك مشاركة عدد من الأسماء العربية في الحكومات السابقة خصوصا ذات الأصول المغربية والجزائرية, فبالتالي ترى هذه الجالية في انتخاب ماكرون صمام أمان للحفاظ على رصيدها ونفوذها السياسي ومكانتها في مجتمعها، لأن البديل سيقضي على منجزاتها. مدللة على ذلك, بقيام الجمعيات الإسلامية والعديد من الجهات المسلمة في فرنسا بترحيب بفوز ماكرون, ومن بينها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي يندرج تحته حوالي 2500 مسجد من بينهم المسجد الكبير في باريس, كما دعت المجلس الجالية المسلمة للمشاركة بقوة في الانتخابات الحاسمة المقررة اليوم, وقد سبق لماكرون أن التقى بممثلين من المجلس الفرنسي للتباحث في العديد من القضايا الخاصة بالجالية المسلمة. وأشارت الصحيفة إلى طلبات ودعوات "ماكرون" المنفتحة على المسلمين, مضيفة أنه طالب بتكوين الأئمة في الجامعات الفرنسية، بالإضافة إلى ذلك يدعو "ماكرون" إلى تدريس الشئون الدينية في المدرسة, كل ذلك جعل الجاليات العربية والمسلمة يرون في "ماكرون" شعلة الأمل في مستقبلهم في فرنسا . ونوهت الصحيفة بأن تصريحات "ماكرون" حول الاستعمار الفرنسي لشمال أفريقيا, جعلته يكسب ود بعض أبناء الجالية المغاربية خاصة الجزائرية, حيث وصف الاستعمار الفرنسي بأنه "جريمة ضد الإنسانية", وأن "الأمر كان وحشيًا حقًا وهو جزء من الماضي، يجب أن نواجهه حتى نعتذر أيضًا لمن تضرروا", غير أنه سرعان ما عاد وخفف من حدة تصريحاته عقب انتقاداته من الصحافة المحلية". وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي تدعو فيه مارين لوبن إلى الحد من الهجرة بما لا يزيد على عشرة آلاف شخص في السنة وتشديد شروط اللجوء ولم الشمل العائلي، يتعهد المرشح الوسطي بالنظر في طلبات اللجوء في أقل من ستة أشهر، بما يشمل مدة الاستئناف والطعن في الأحكام, كما يشدد ماكرون على أنه ضد أي نوع من أنواع العنصرية، مشيرًا إلى وجوب تساوي الفرص في التعليم وسوق العمل للجميع، كيفما كانت خلفية أصولهم وتوجهاتهم الدينية. وأشارت الصحيفة إلى استطلاع الرأي الذي أُجرى يوم الجمعة الماضية قبل ختام الحملة الانتخابية الرسمية لكل من الرئيسين, حيث حصل ماكرون على نسبة 60% من مجمل الأصوات على منافسته "لوبان", التي حصدت نسبة40%.