أثبتت دراسة للأمم المتحدة، أن الرجال في المنطقة العربية كارهي للنساء، كما أنهم يميلون للعنف بصورة كبيرة، فضلاً عن أن معظمهم غير متعلمين، بل ويتمتعون بسمعة غير طيبة في العالم رابطة ذلك بسبب كثرة الهجمات الإرهابية في الدول الإسلامية في السنوات الماضية، وفق لما ذكرته صحيفة "فرانكفورتر الجماينة" الألمانية. وتابعت الصحيفة، أن للمرة الأولى تقوم الأممالمتحدة بدراسة دقيقة عن الصورة الذاتية للرجال العرب، مشيرة إلى نتائج هذه الدراسة مثيرة للقلق إلى حدً ما، ولا سيما في ضوء حقوق المرأة "المهضومة" في العالم العربي ومع ذلك، فإن الكتاب استخلصوا استنتاجات متفائلة، كزيادة نسبة الرجال التي تساعد زوجاتها في الأعمال المنزلية مؤخرًا بل وتترك له حرية العمل خارج المنزل . وأضافت الصحيفة، أن ما يبلغ ال 10 آلاف من الرجال والنساء من مصر ولبنان والمغرب وفلسطين شاركوا في تلك الدراسة، التي تم تنظيمها من قبل اثنين من المنظمات غير الحكومية في (لبنان ومصر) مع الأممالمتحدة، وذلك للإجابة عن الأسئلة التي تتمحور جميعها حول فكرة رئيسة وهي "كيف يرى الرجل العربي نفسه؟ وما دور المرأة في حياته؟ وهو ما نتج عنه أن نصف الرجال والنساء تناولوا الرأي القائل بأن المساواة بين الجنسين لا تنتمي إلى تقاليدهم وثقافتهم العربية . كما كشفت الدراسة، أن أقل من 25% من الرجال يتبنون وجهات نظر أكثر انفتاحٌا عن عمل المرأة، في حين أن أكثر من 80% من الرجال يرون أن دور المرأة الأساسي في رعاية الأسرة وبالمثل، يعتقد الكثيرون في الدول الأربع، أن الحصول على وظيفة ينبغي أن يكون حكرًا على الرجال في المقام الأول . وفي السياق, قال جاري باركر، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة "بروموندو"، والمؤلف المشارك في إعداد هذه الدراسة: "لا يزال الطريق طويلاً أمام الرجال كي يقبلوا ويؤيدوا بصورة كاملة مساواة المرأة بالرجل في المنطقة العربية، كما هو الحال في أنحاء كثيرة حول العالم" . وبشأن تزايد العنف في السنوات الماضية بصورة ملحوظة في تعامل الرجل العربي مع زوجته أشارت الدراسة، إلى النتائج الدولية الخاصة بانتقال عدوى العنف بين الأجيال: حيث إن تجارب العنف في الطفولة مرتبطة باستخدام الرجل للعنف في حياته، مضيفه "أن العنف يولِّد العنف في جميع البلدان الأربعة،و كان الرجال الذين شاهدوا آباءهم يستخدمون العنف ضد أمهاتهم، والذين تعرضوا لبعض أشكال العنف بالمنزل في طفولتهم، هم أغلب من ذكروا ممارستهم للعنف ضد شريكاتهم في الحياة في علاقاتهم بهن . ومن ناحية أخرى فأن معدلات البطالة المرتفعة في دول مثل المغرب ومصر، وخاصة بين الشباب بالاضافة إلى وجود عدد هائل من اللاجئين من فلسطين وسوريا في لبنان شاركوا في الدراسة كل هؤلاء أثبتوا أن الرجال العرب يعانون من دوافع انتقامية واعمال قمعية يتم تنفيذها بشكل "ظالم" على المرأة في حين أن تراوحت نسبة الرجال ما بين الثلث والنصف في البلدان الأربعة ممن أعربوا عن شعورهم بالخجل من مواجهة أسرتهم، بسبب غياب فرص العمل أو الدخل . ولفتت الصحيفة، النظر إلى مدي الضغوط الهائلة التي يتعرض لها الرجال في حياتهم، ولاسيما صعوبة العثور على عمل بأجر والقيام بدورهم الذكوري التقليدي في إعالة الأسرة، في أوقات يشوبها عدم الاستقرار الاقتصادي، وتحديدًا في تلك البلدان المتضررة من الصراعات، حيث كانت آثار الصراع والبطالة من بين الأسباب الأكثر ذكرًا، التي تتسبب في أعراض الاكتئاب بين الرجال، أو من بين العوامل المتفاقمة لتلك الأعراض.