عبدالمحسن سلامة: *تطوير القدرات المهنية وإنهاء الاحتقان مع الدولة السبيل الوحيد لاستعادة هيبة الصحافة *لسنا في أزمة مع الحكومة.. ونتجه لتطبيع علاقة الصحافة بالمجتمع *دور النقابات محوري في الحرب على الإرهاب ولا يوجد شيء اسمه الاختفاء القسري *مفاوضاتنا مستمرة لتحديد قيمة البدل ولم أعد بدورية الزيادة *تجديد مهلة أرض 6 أكتوبر ومستشفى الصحفيين ضخ للدماء في الدور الخدمي للنقابة *لسنا حزبًا سياسيًا والحريات قضيتنا الأساسية ودور سلم النقابة لن ينتهي *نعمل على إيجاد تسوية قريبة لصحفيي الجرائد المتوقفة ولجنة مع الأوقاف للوصول لسعر عادل لشقق الصحفيين كشف نقيب الصحفيين عبدالمحسن سلامة، عن مساعٍ حثيثة تبذلها النقابة؛ لاستعادة الهيبة لمهنة الصحافة وكارنيه النقابة، بعد أن تعرضت المهنة بشكل عام لصعوبات شديدة خلال الأعوام الماضية، مشددًا على أن تطوير القدرات المهنية للصحفيين وإنهاء حالة الاحتقان مع المجتمع والدولة يعدان من أهم الوسائل لاستعادة هذه الهيبة. وقلل سلامة في حواره مع "المصريون" من أهمية الأقوال التي تتردد عن قرب انهيار الصحف الورقية رافضًا هذا التوجه، مشددًا على الأهمية البالغة لتطوير الصحف الورقية، وهو أمر سيفرض نفسَه على مؤتمر ستعقده النقابة للقيام بهذه المهمة بشكل يضمن استمرار الجرائد الورقية لاعبًا مهمًا في المشهد الصحفي. ونبه إلى أن النقابة تسعى بشكل قوي لإحداث اختراق مهم فيما يتعلق بقانون الصحافة وقانون النقابة، مشددًا على أهمية الاستفادة من الجهد الذي بذلته النقابة طوال العامين الماضيين وعدم تجاهله خلال المرحلة المقبلة. وجدد نقيب الصحفيين وعوده بإيجاد حلول جذرية لمشاكل 126 من صحفيي الجرائد المتوقفة وإيجاد سبيل لالتحاق الصحفيين العاملين في المواقع والبوابات الإلكترونية ضمن معايير محددة، مشيرًا إلى أن هناك جهودًا مكثفة لاستعادة الدور الخدمي للنقابة سواء فيما يتعلق بالإسكان ومستشفى الصحفيين والنادي النهري. الحوار مع نقيب الصحفيين تطرق لقضايا عديدة فإلى نص الحوار: **تراجعت هيبة النقابة خلال السنوات الأخيرة وطرحت فى برنامجك الانتخابي عودة الهيبة.. ما الخطوات التى ستتخذها لعودة النقابة والكارنيه لهيبتهما؟ *هناك خطوتان سوف نتخذهما لعودة هيبة النقابة والكارنيه أولاً: أن نقوم بتعزيز الإمكانيات المهنية للصحفيين؛ لأن الصحافة كل ما ارتقت مهنيًا زادت الدقة، وكان لها مردود إيجابي أكثر وأكثر على مصداقية الصحفيين في الشارع ولدى الرأي العام، ثانيًا: إنهاء حالة الاحتقان بين الصحفيين والمجتمع، حيث كانت هناك حالة احتقان وتوتر بين الصحفيين والمجتمع بسبب الأزمة الأخيرة، ودخلنا في علاقة عنيفة جدًا مع المجتمع وليس مع الدولة، وجهدي مُنّصب حاليًا لإصلاح علاقتنا بالمجتمع كما كانت، ونحن نبقى ضد الحكومة في أخطائها مع مصالح الصحفيين ولا نسلم للحكومة لأننا لا نسلم لأحد لكن فى نفس الوقت ليست لدينا أزمة مع الدولة أو الحكومة. **دائمًا ما يفرط في الوعود المرشح لمنصب النقيب، لكن عند التنفيذ لا يستطيع، مثلاً قلت فى برنامجك لن يُعتقل في عهدي صحفي، وأجهزة الأمن ردت على هذا باعتقال بدر محمد بدر وصحفي آخر ولم يتم الكشف عن مصيرهما حتى الآن ما تعليقك على هذه الأحداث؟ *هذا الكلام غير صحيح؛ لأنه لا يوجد اعتقال في مصر، وبدر محمد بدر ظهر في قضية وتنظر الآن، وبالتالي لا وجد شيء اسمه اعتقال، لكن يبقى هناك صحفيون يكون لديهم قضايا فننظر إليها هل هي قضايا رأي أم نشر أم جنائية، وفى كل الأحوال نساندهم ولم نتأخر عنهم وندافع عنهم سواء من خلال الشئون القانونية أو من خلال اتصالاتنا وعلاقاتنا. **وعدت بزيادة البدل هل لك أن تحدد لنا مقدار هذه الزيادة وهل وعد الزيادة الدورية قائم أم سيتم إجراء آخر؟ *قابلت رئيس الوزراء ووافق فعلاً والزيادة ستكون من أول يوليو، لكن مقدار الزيادة هذا أمر يتم الآن بحثه مع وزير المالية ثم إصدار قرار الزيادة وقيمته خلال الأيام المقبلة، وأنا لم أعد بالزيادة الدورية لكنى وعدت بزيادة في البدل وقد تحققت بالفعل أو ستتحقق قريبًا إن شاء الله ولكن لن ندخر جهدًا في أن تكون هناك زيادات أخرى مستقبلاً. **الصعوبات التي تواجهها الصحف الورقية كبيرة هل تتفق مع القول بأن الصحف الورقية أوشكت على النهاية؟ **أنا ضد هذا الكلام لأنه لا يوجد شيء اسمه صحف ورقية أوشكت على النهاية، لكن هناك شيئًا اسمه التطوير بأن نطّور المضمون ونقوم بتعديله وتحسين الأداء المهني، وكل هذا في النهاية يكون له نتيجة إيجابية على مستقبل الصحافة الورقية، وسنقوم خلال الأيام المقبلة بعقد مؤتمر لمستقبل المهنة، وهذا أول مؤتمر سنعقده ولن يكون آخر مؤتمر بل في إطار عدة مؤتمرات سنعقدها حول مستقبل الصحافة وتطورها وسنستمع فيه إلى كل الآراء ونضع الحلول، وتكون بإذن الله بداية قوية لتطوير مهنة الصحافة. **حديثك عن التطوير يقودنا للحديث عن ضرورة وجود تشريع لدخول الصحفيين الإلكترونيين النقابة؟ *هذا فى إطار القانون.. أي عندما نناقش القانون الجديد للنقابة سيبقى مفروضًا علينا أن ننظر إلى هذه الحالة ونضع من الضوابط ما يمنع دخول غير الصحفيين وفى نفس الوقت نسمح بدخول الصحفيين المهنيين، ومن ناحية أخرى شكل وقانونية المواقع والضوابط ستكون مطروحة للمناقشة في القانون. **استضافت النقابة اجتماعات متعددة عن قانون الصحافة لمدة تزيد على عامين دون ظهور بارقة أمل في إمكانية خروج هذه القوانين للنور طبقًا لما انتهت إليه نتائج الاجتماعات؟ *هذا يُسأل عنه مَن قاموا بسَنّه، لكن في النهاية هناك جزءٌ تم الانتهاء منه وهو جزء التنظيم المؤسسي سنتحدث فيه وسنقوم بفتحه وإن شاء الله ستكون هناك رؤية محترمة لكي نستفيد من الجهد الذي بذل ولا نلقيه خلفنا لكن لا بد من الاستفادة منه وقريبًا سيتم تحريك هذا الملف. **هناك خلطٌ بين النقابة والعمل السياسي فهل مسعى البعض للابتعاد عن السياسة معناه تراجع دورها في ملف الحريات؟ *النقابة منذ بدايتها خليطٌ بين الصحافة والسياسة والحريات، لكن المسألة تحتاج لتنظيم وقواعد تحدد على هل هي نقابة مهنية أم حزب؟؛ فالحوار سياسة والمقال سياسة إذن كل شيء له دور، لكن في النهاية المهنة لها دور ولها خط تماس رئيسي مع السياسة والحريات، ومن ناحية أخرى أنت تريدها نقابةً أم حزبًا هذا هو السؤال المهم، ومَن يريد لها أن تكون حزبًا هذا شيء آخر أما أن تكون نقابة فهذا ما نسعى إليه. **وزير الإسكان وافق على تجديد مهلة لأرض 6أكتوبر لتنفيذ منطقة سكنية للصحفيين هل تم اتخاذ خطوات جادة للحصول على الأرض.. وما البداية المرتقبة تجاه ملف الإسكان بأكمله؟ *ما جري هو موافقة وزير الإسكان على تجديد مهلة قطعة الأرض البالغة 30,9 فدان، وكذلك وافق وزير الإسكان مبدئيًا على بحث وإعادة تخصيص قطعة الأرض الأولى للنقابة ب6أكتوبر ومساحتها 34 فدانًا، فضلاً عن توفير التدابير اللازمة للتمويل لسداد متأخرات القطعة الأولى ومساحتها 30,9 فدان، وكذلك سداد المتأخرات المستحقة على أرض النادي البحري بالإسكندرية تمهيدًا لبدء استغلالها اقتصاديًا لصالح النقابة. **ماذا تمَّ خلال مقابلة رئيس الوزراء وهل تم اتخاذ إجراءات تجاه أرض 6أكتوبر؟ *وافق الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان، خلال المقابلة على تخصيص قطعة أرض لإنشاء مستشفى الصحفيين في إحدى المدن الجديدة وإعادة فتح باب التقدم للإسكان الاجتماعي من خلال النقابة وأيضًا فتح باب الحجز للراغبين في الحصول على الإسكان المتوسط "دار مصر" في مدن أكتوبر والشيخ زايد والقاهرة الجديدة، كما قرر تشكيل لجنة من وزارتي الإسكان والأوقاف ونقابة الصحفيين؛ لتسعير الوحدات السكنية والنقابات المهنية المختلفة، أسوة بما تم في الإسكان الاجتماعي، مبديًا ترحيبه بحجز وحدات سكنية بمدينة "مدينتي" للراغبين من أعضاء النقابة عقب إعلام الوزارة والنقابة بالشروط والأسعار خلال أيام. **ما أسباب غضب الصحفيين من الشروط المجحفة التي فرضتها هيئة الأوقاف عليهم بأرض القاهرة الجديدة؟ *عرضت هذا الأمر على وزير الإسكان، ووافق على أن تكون هناك لجنة للتسعير، وقرر تشكيل لجنة من وزارتي الإسكان والأوقاف ونقابة الصحفيين لتسعير الوحدات السكنية، أسوة باللجنة التي تم تشكيلها لتسعير الفيلات. **تعهدت خلال برنامجك الانتخابي بإيجاد حل جذري لمشاكل الصحفيين التابعين للصحف المتوقفة عن الصدور وتوزيعهم على مكاتب هيئة الاستعلامات والصحف التي تصدرها المحافظات؟ *لم أصرّح بتوزيعهم على مكاتب هيئة الاستعلامات، لكن قلت سنجد حلولاً ل126 صحفيًا يتم توزيعهم بناءً عليها في خلال ستة أشهر، والآن ندرس في الأمر ولم نتخذ فيه قرارًا نهائيًا، ونحتاج وقتًا كبيرًا للوقوف على الحلول النهائية؛ لأننا لم نستغرق أكثر من شهر في هذا الأمر. **ألقت قوات الأمن القبض على العديد من الصحفيين ووجهت لهم تهمًا تختص بالنشر، والبعض تم القبض عليه خلال تغطية الأحداث والاختفاء القسري.. ما الخطوات المقرر اتخاذُها تجاه هذا الملف؟ *لا يوجد شيء اسمه اختفاء قسري، بل نقول "المحبوسين" ونحن وراء أي قضايا نشر، وسنساند الزميل بكل الوسائل الممكنة، ولا يوجد لدينا مشاكل في هذا، وسأقوم بمقابلة وزير العدل الأسبق أحمد الزند لإيجاد حل في مشكلة الزميل صفوت عمران، المحكوم عليه بالحبس، واتخذت منه وعدًا لحل المشكلة، وهذا ما قلته مسبقًا لن يتم حبس صحفي في عهدي في قضايا النشر، وتم حل مشكلة هالة البدري الزميلة بالإذاعة والتليفزيون ولن نتأخر عن أي زميل. *تحدث رئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال عن أن قانون الطوارئ لن يطال فقط مواقع التواصل الاجتماعى بل سيمتد إلى الصحف والمواقع الإلكترونية؟ **لم أطّلع على حديث الدكتور علي عبدالعال، لكن الطوارئ ليس لها أي تدخل في الصحافة؛ لأن لها قوانينها الخاصة ولم تطبق قوانين الطوارئ على الصحفيين مسبقًا، وهذا لا يحدث وحتى قبل 25 يناير كان يطبق قانون الطوارئ، لكنه لا يطبق على الصحفيين، لكن في الحالات الجنائية يمكن تطبيقه، ولذا كانت قضايا نشر لا يمكن. **تحملت النقابة نسبة كبيرة من فاتورة قضية تيران وصنافير كان أبرزها اقتحام الأمن لمقرها.. ما تقييمك لمعالجة النقابة لهذا الأمر؟* **اسأل في هذا الأمر الأستاذ يحيي قلاش، ولكن سلالم النقابة موجودة وستظل موجودة، ولابد من احترام قوانين الدولة، والالتزام بقوانين التظاهر أمر مهم؛ لأننا جزءٌ من الدولة وما يطبق على الدولة يطبق علينا، فبالتالي المسألة ليست كما يفسرها الكثيرون، ولكن الصحفيين إن كان لهم قضية سأقف معهم أمام النقابة للمطالبة بتنفيذ مطالبهم، وتيران وصنافير لم ترتبط باسم النقابة؛ لأنها قضية عادية، لكنها شغلت فكر المصريين، وهناك آراء مختلفة حولها، وفى النهاية هناك مَن يؤيد ومَن يعارض، كلٌ له حُجّته، والمسألة تسير الآن في إطارها القانوني والدستوري، ويتم بحثها في مجالاتها. **دعوت لاجتماع مجالس النقابات المهنية ما دوركم والنقابات المهنية فى التصدي للإرهاب؟ *للنقابات المهنية هي صاحبة الدور الأهم في التصدي للإرهاب؛ لأنها تضم على الأقل 10 ملايين مواطن، ولو كانت لدينا ال10 ملايين في 2 او 3 اذا انت تتحدث فى 20 او 30 مليون، ولو قام كل منهم بدوره سنكون في مأمن من الإرهاب لأنك بذلك قمت بتجنيد 30 مليون مصري للتصدي للإرهاب والعنف؛ لأنه ظاهرة غريبة جدًا، فلابد أن يكون للنقابات دور مهم في التصدي له، ولذلك نرى أن الإرهاب عندما يتمكن من الدولة ينهيها مثل سوريا وليبيا والعراق واليمن والصومال، وكل فريق يقول إنه الأصح والجميع خطأ، مما أوصلنا إلى تفكيك الدول، ولكن مصر لن تصل إلى هذا الأمر أبدًا إن شاء الله بوعي نقاباتها وأبنائها بأن نكون في حلقة تفاهم دائمة.