علمت "المصريون" أن مصر تمارس ضغوطًا شديدة على الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة "حماس" للقبول بمبادرة الأسرى، باعتبارها نافذة للخروج من حالة الجمود التي تعاني منها مسيرة التسوية في الشرق الأوسط، في ظل رفض الحركة الاعتراف بإسرائيل أو القبول بمرجعيات عملية السلام. وكشفت مصادر أن الوفد الأمني المصري الموجود في غزة بصورة دائمة، كثف جهوده خلال الأيام القليلة الماضية لإقناع "حماس" بالقبول بهذه الوثيقة مع الأخذ بعين الاعتبار بعض التحفظات التي أبدتها الحركة عليها، ما شكل دافعًا للرئيس محمود عباس أبو مازن إلى إعطاء الحركة مهلة جديدة للرد بالإيجاب أو السلب على مبادرة الأسرى. ولم تستبعد المصادر ممارسة المزيد من الضغوط على "حماس" في المرحلة القادمة لإثنائها عن موقفها الرافض للوثيقة، في ظل استياء مصري من رفض الحركة تنفيذ تعهداتها بالقبول بالمبادرة العربية للسلام التي تبنتها قمة بيروت. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن القاهرة قد أبلغت حركة "حماس" استياءها الشديد من إصرارها على موقفها، لاسيما بعد نجاح الرئيس مبارك في الحصول على تعهد من رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت خلال لقائهما في شرم الشيخ بالدخول في مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن. وقد رجح الدكتور طه الفرنواني الدبلوماسي السابق تزايد الضغوط على "حماس" للقبول بالمبادرة التي يعتبرها الكثيرون طوق نجاة للفلسطينيين للخروج الحصار والعزلة الدولية، لكنه استبعد أن تدفع هذه الضغوط الحركة إلى الاعتراف بإسرائيل، إلا إذا قدمت الدولة العبرية تنازلات، وهو أمر غير متوقع حدوثه على الأقل في المرحلة الحالية. وتوقع الفرنواني أن تعمد إسرائيل في المرحلة القادمة إلى تخريب الأوضاع داخل الأراضي المحتلة والعمل على إذكاء الصراع بين حركتي "حماس" و"فتح" لاستغلالها كذريعة للإفلات من التزاماتها.