في فيديو متداول، يظهر أحد قيادات تنظيم "داعش" الإرهابي وهو يحترق في رمال سيناء، بينما يقف أحد شيوخ قبيلة "الترابين" ليتوعد بالثأر من باقي زملائه في التنظيم، معتبرًا أن حرق الداعشي بهذا الشكل هو جزاء من جنس العمل. وكانت اشتباكات قد دارت بين عناصر "داعش" وأفراد من قبيلة "الترابين" أسفرت عن اختطاف عناصر التنظيم لثلاثة من القبيلة ومصادرة بعض سياراتهم المحملة بالبضائع. وردت القبيلة بمحاصرة سوق البرث برفح لضبط عناصر "داعش" وتمكنت من خطف ثلاثة منهم وحرق القيادي الداعشي. وأعلنت قبيلة "الترابين" عن توصلها لاتفاق مع قبائل أخرى لملاحقة أنصار تنظيم "داعش" بسيناء بعدما هدد الأخير القبائل بالانتقام منها لتعاونها مع قوات الشرطة والجيش. وتم تشكيل اتحاد القبائل السيناوي يضم قبائل هي: "الترابين والتياها والرميلات والسواركة"، ويهدف إلى ملاحقة تنظيم داعش في سيناء والتخلص منه نهائيًا. وقال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "تسليح القبائل السيناوية "مرفوض تمامًا"، لأن ذلك معناه أن سيناء تنجر لحرب أهلية، معناه أيضًا أن بعض القبائل تأخذ شرعية في حمل السلاح". وأضاف ل "المصريون"، أن "هناك من يحاول زرع الفتنة بين القبائل بهدف إثارتها والدخول في معارك ضد بعضها البعض"، محذرًا من أن "هذا السيناريو قد يجعلنا نصل إلى ماوصلت إليه سوريا وليبيا". وأشار إلى أن "الدولة إذا أرادت تجنيد القبائل فعليها أن تأخذ شكلاً رسميًا، حتى لا تصبح الأمور "اقتتال داخلي" وتتحول سيناء إلى أرض للصراعات القبلية وهو "خطر داهم" جديد تواجهه مصر حاليًا". وأضاف: "التجنيد لابد أن يأخذ شكلاً رسميًا، بحيث أن أبناء القبائل يصبحون داخل أجهزة الدولة ويتلقون التدريبات مثلهم مثل الآخرين، لكن أن يترك السلاح للقبائل للاقتتال، فهو مخطط يجب أن تبتعد عنه القبائل سواء كانت الحجة داعش أو أي شيء آخر". من جانبه، قال هشام النجار، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "القبائل السيناوية، أصبحت تشعر بخطورة تنظيم داعش على مصالحها الاقتصادية وهو ما دعاها الى التوحد رغم الخلافات الموجودة بينها، فضلاً عن أن التنظيم يشكل خطر حقيقي على مصالح تلك القبائل". وأوضح ل "المصريون"، أن "هناك بعض القبائل التي تحمل الفكر التكفيري، وانضمت فورًا إلى داعش، بيد أن باقي القبائل تشعر بأن داعش مصدر لإثارة القلق في سيناء لذلك تحاول التخلص منه". وأشار إلى أن "التنظيم غير متوغل في قبائل سيناء ولا توجد له ذيول داخلها وإنما بعض الحالات الفردية فقط"، لافتًا إلى أن "هناك حسابات أخرى لبعض القبائل تجعلها ترفض الانضمام للتحالف القبلي".