تعكف القوى المعارضة للسلطة في الخارج حاليًا على إعداد الصياغة المناسبة لمبادرة جديدة -تم تجهيزها بالفعل ولم يبق إلا الإعلان عنها- تهدف إلى تحقيق الاصطفاف الوطني، وتتضمن بنودها التخلي عن عودة الرئيس الأسبق محمد مرسي. وكشفت مصادر مطلعة ل "المصريون" عن أسماء بعض الشخصيات المشاركة في المبادرة، من بينهم الدكتور أيمن نور، زعيم حزب "غد الثورة"، والدكتور طارق الزمر، رئيس حزب "البناء والتنمية"، والدكتور سيف الدين عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية، والشاعر عبدالرحمن يوسف، والناشطة غادة محمد نجيب، وأعضاء بحركات شبابية. وأكد الكاتب الصحفي أحمد سعد، المقيم في قطر، وجود جهود بالفعل من جانب رموز وقوى سياسية، لتحقيق الاصطفاف للعمل الوطني والوصول إلى صيغة مقبولة للعمل المشترك بهدف إنهاء حكم النظام الحالي. وقال في تصريح إلى "المصريون"، إن "الصيغة تعتمد بالأساس على التعاون في الأمور المشتركة وتترك الأمور الخلافية لحسمها عبر التوافق، إن لم يكون الاحتكام للشعب". وأوضح أن "المبادرة تم تجهيزها بالفعل ولم يبق إلا الإعلان عنها، حيث يتم الآن التشاور بين القوى السياسية التي ستوقع عليها والتي يتوقع أن تضم عددًا كبيرًا من مختلف القوى السياسية ورموز العمل السياسي". وحول وضع الرئيس الأسبق محمد مرسي، كشف سعد عن أن "هذه المبادرة لن يكون بين بنودها شرط عودة الرئيس محمد مرسي، وهو أمر قبله بعض مؤيدي الشرعية بهدف تقريب المسافات بينهم وبين القوى الأخرى التي ترفض الاصطفاف في مبادرة تطالب بعودة الرئيس مرسي". واستدرك: "لأن مؤيدي الشرعية يعلمون أن هذا الأمر لن يكون بالهين، بل سيفقدهم الكثير من المتمسكين بعودة الرئيس مرسي باعتباره الرئيس الشرعي، إلا أن البعض منهم يرى أن اصطفاف القوى السياسية أصبح أمرا حتما من أجل إنقاذ مصر مما هي فيه الآن". وأردف: "المؤيدون لتلك الوثيقة يرون أن الوضع في مصر الآن أصبح كارثيًا، حيث بات الدم المصري رخيصًا ومستباحًا بشكل ينذر بحرب أهلية، وهو أمر أظهره التسريب الأخير لتصفية بعض الشباب السيناوي مؤخرًا". وأشار إلى أن "المبادرة أيضًا تهدف لتحقيق مجموعة المطالب الثورية، مثل الحفاظ على استعادة مبادئ ثورة 25 يناير، وضرورة عودة الجيش لثكناته، والدفاع عن سيادة الوطن وترابه ومياهه". من جهته، قال الدكتور أيمن نور ل "المصريون"، إنه لم يرأس أي تحالفات سياسية منذ ثلاث سنوات وليس عضوًا في أي جهة أو هيئة، نافيًا ترؤسه لتحالف يهدف للتنازل عن مرسي. وأوضح أن "أي عمل جبهوي يقوم على المشترك والمتفق عليه لا المختلف عليه، وبالتالي فلا يوجد شيء اسمه تحالف يقوم من أجل عدم الاعتراف بعودة مرسي أو التنازل عن شرعيته؛ وإنما مبادئ عامة تتم مناقشتها ونتمنى أن نصل إلى نتيجة". وفيما يتعلق بأمر التنازل عن مرسي، أشار إلى أن "هناك بعض القوى -وأنا لست منهم- لديهم تحفظ على موضوع عودة مرسي، ويظل هذا الأمر مختلفًا عليه". وأضاف نور، أن "هناك جهودًا تبذل لتوحيد الصفوف منذ سنوات"، متابعًا: "كنت أود ألا تقطع الطريق لهذه الجهود، وأنا شخصيًا لا أقود شيئًا ولا أرغب في أي شيء وإنما أدعو الجميع للالتحام القوى الوطنية لإنقاذ البلاد مما تعاني منه". وقال الكاتب الصحفي سليم عزوز – المقيم في قطر -: "لم أوقع على أي بيان أو مبادرة، ولم أكن جزءاً من أي حركة أو أي خطوة.. الحركة الوحيدة التي يمكن أن أوافق عليها يله بينا كلنا في طيارة واحدة على مطار القاهرة عدل.. واللي يحصل يحصل"- حسب وصفه. وأضاف عزوز عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "بصراحة لست مع الجالسين على الرصيف كلما دعا الآخرون لشيء سفهوه"، مستدركًا: "من الآخر أيمن نور لم يكن مشغولا من أول يوم بالشرعية. وعلى المشغول بها أنه ينسى أيمن نور ويتحرك هو في الاتجاه الذي يراه يخدم قضيته بدلاً من أعمال الابتزاز"، حسب تعبيره. بدوره، دعا الدكتور محمد محسوب، وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق لطرح بديل يطمئن إليه الشعب، قائلاً إن "هذا البديل لا يتعلق بطرح شخصية منافسة، وإنما هو رؤية شاملة لوقف التدهور وتأمين عملية انتقال آمن بأقل الخسائر، مشيرا إلى أنه حال تبلور وتوافر هذا البديل سينتصر الشعب له، مهما كانت قدرات القوى الاستبدادية على القمع". وناشد محسوب في تصريح له، سرعة بناء ما وصفه بتحالف الخلاص الوطني الذي قال إنه سينقذ مصر من "السيناريو المخيف الذي ينتظرها حال استمرار الأوضاع وتأزمها أكثر"، مشدّدا على أن "الفرصة لا تزال قائمة أمام الجميع، قوى سياسية ومؤسسات"، مشيرًا إلى أن "مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، تُدرك أن لحظة قبولها بإرادة الشعب هي اللحظة التي تتوحد فيها القوى السياسية والمدنية على أهداف مشتركة". وكانت "المصريون" قد انفردت منذ أيام بنشر تفاصيل تحالف جديد من بنوده التنازل عن عودة مرسي: انفراد.. تحالف جديد يتنازل عن عودة «مرسي»