يواصل المصريون المقيمون بفرنسا اليوم "السبت" ولليوم الثانى على التوالي الإدلاء بأصواتهم فى الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية المصرية ، وذلك بمقر السفارة المصرية بباريس والقنصلية المصرية بمرسيليا. وأعلنت سفارة مصر بباريس أمس الأول "الخميس" عن فتح باب التصويت للانتخابات الرئاسية للمواطنين المصريين المقيمين بفرنسا اعتبارا من أمس الجمعة وحتى يوم الخميس الموافق 17 مايو الجارى . وتتلقى السفارة مظاريف التصويت سواء بالبريد أو باليد اعتبارا من الساعة الثامنه صباحا بالتوقيت المحلى لباريس "الثامنة بتوقيت القاهرة" وحتى الساعة الثامنة مساء يوميا وفقا لتعليمات لجنة الإنتخابات الرئاسية. وذكرت السفارة أن بطاقات الاقتراع لانتخابات رئاسة الجمهورية تتاح على الموقع الإلكترونى للجنة الانتخابات الرئاسية بحيث يطبع الناخب بطاقة الاقتراع من خلال الموقع الإلكترونى للجنة ويضعها فى مظروف مغلق خال من أية بيانات تدل على شخصيته. ودعت السفارة المصرية بباريس جميع المواطنين المقيمين بفرنسا ممن سجلوا أسماءهم للتصويت إلى المشاركة فى العملية الانتخابية - وإجمالى عددهم نحو 5900 مواطن من بينهم 5500 بباريس و400 بمرسيليا- إلى الدخول على موقع لجنة الانتخابات الرئاسية تحت قسم "المصريون في الخارج" لإتباع التعليمات بدقة. وتعمل السفارة بكامل طاقتها يوميا لتلقي استفسارات المواطنين فضلا عن استقبال الناخبين والمظاريف التى تصل إلى السفارة. وفور الانتهاء من عملية التصويت فى المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة تبدأ عملية فرز الأصوات داخل مقر السفارة تحت إشراف لجنة الانتخابات وفقا لتعليمات لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر . وشهد اليوم الأول من التصويت إقبالا محدودا لا يزيد عن 120 شخصا ولكن من المتوقع أن تزداد الأعداد اليوم /السبت/ وغدا /الأحد/ باعتبارهما العطلة الأسبوعية فى فرنسا كما فى سائر البلدان الأوروبية ، بالاضافة إلى الأعداد الكبيرة التى تلجاء للتصويت عبر البريد وخاصة ممن يقيمون بمناطق ومدن بعيدة عن مركزى الإقتراع سواء بالعاصمة باريس أو مرسيليا بجنوبى البلاد . وذكرت مصادر دبلوماسية باللجنة الفرعية للانتخابات بالسفارة المصرية بباريس ، أن عملية الاقتراع تجرى فى هدوء كامل وأن السفارة تقدم كافة التسهيلات الممكنة للناخبين المقيدة أسماءهم بالكشوف الانتخابية التى أرسلتها لجنة الانتخابات الرئاسية ، مع وجود متابعين ومندوبين عن المرشحين إلا أن اللجنة الفرعية لم تتلقى سوى توكيلين فقط من المرشحين للرئاسة حتى الآن وهما الدكتور محمد مرسى والسيد حمدين صباحى. ويقول الدكتور محيي الدين أحمد مندوب المرشح حمدين صباحى فى اللجنة الفرعية فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس "إنه رئيس الحملة الانتخابية للمرشح بفرنسا وأن الحملة تضم نحو 300 فرد وأن دور المندوب يقتصر على متابعة عمليات التصويت دون أى تأثير على المصوتين ، بالاضافة إلى متابعة عملية فرز الأصوات بعد إغلاق باب الاقتراع سواء فى الجولة الأولى أو الثانية من الانتخابات. أما المهندس أحمد سالم مندوب المرشح محمد مرسى فأكد أن دوره يقتصر أيضا على المتابعة خلال الأيام الانتخابية وعملية الفرز ، مشيرا إلى أن حملة الدكتور مرسى "مرشح حزب الحرية والعدالة - الزراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين" تضم فى فرنسا نحو مائتى فرد وتعمل على مساعدة المصريين فى التعرف على البرنامج الانتخابى للمرشح مع الحرص على عدم التأثير على الناخبين خلال عملية الاقتراع. وعلى صعيد متصل ومن داخل اللجنة الفرعية بالسفارة تابعت وكالة أنباء الشرق الأوسط عملية التصويت ورصدت مشاعر الفرح والفخر التى ترسم ملامح جميع الناخبين الذين عبروا عن إعتزازهم بهذه اللحظات التى تجسد مشاركتهم فى أول إنتخابات رئاسية حرة تجرى فى مصر بعد ثورة 25 يناير ، فسعادة المصريين بالخارج لا تختلف عمن فى الداخل ولكنها مضاعفة لأن الثورة منحتهم حق التصويت الذى حرموا منه على مدى التاريخ قبل أن تقرر السلطات المصرية فى مرحلة ما بعد الثورة منحهم اياه مع إنطلاق الإنتخابات التشريعية. ويتابع المصريون بفرنسا بترقب شديد ما ستسفر عنه نتائج الإنتخابات الرئاسية ، فمنذ أشهر طويلة لايغيب المشهد السياسى والإنتخابى عن المصريين هنا ولا يخلو تجمعا أو جلسة لهم من الحديث وتبادل وجهات النظر عن شخصيات المرشحين الرئاسيين وبرامجهم الإنتخابية ومستقبل مصر السياسي فى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير التى أعادت روح الانتماء للوطن الأم لهؤلاء الذين يغتربون بحثا عن فرص عمل لم تتاح لهم فى بلدهم أو لطلب العلم الذى يخدم فى المقام الأول مصر. وعبر مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة "فيسبوك" غابت الأحاديث الشخصية وحضر المشهد الإنتخابى أيضا لتتحول الصفحات الالكترونية إلى منبر لتبادل الاراء ووجهات النظر فى المرشحين وبرامجهم الانتخابية ويحث بعضهم البعض على ضرورة المشاركة فى العملية الإنتخابية كما ينشر البعض منهم الاجراءات المتبعة قبل البدء فى عملية الاقتراع لتوعية اخوانهم قبل التوجه إلى لجنة الانتخابية الفرعية ، الاراء والتوجهات تتباين ولكن الهدف والآمال تبقى واحدة وهى مستقبل مصر ومصلحة الوطن ، وأن تمر العملية الانتخابية خاصة فى الداخل بهدوء ليتحقق الاستقرار السياسي والاقتصادى والأمنى . ومع بدء عملية التصويت أمس ظهر جدلا جديدا بين المصريين فى فرنسا كما فى الخارج والداخل خاصة بشأن حصول مندوب المرشح فى اللجنة الفرعية على نسخة رسمية من محضر فرز الأصوات فى اللجان الفرعية (فى الخارج والداخل) مما سيفتح المجال أمام تسريب بعض النتائج فى الخارج والتى ستتم على الأرجح قبل إنطلاق الاقتراع فى الداخل مما يمكن أن يؤثر على توجهات التصويت وخاصة من المواطنين الذين لم يحسموا بعد موقفهم . توجهات الناخبين فى فرنسا وخاصة بباريس تتباين أيضا فى ظل روح الديمقراطية التى لم تعهدها أية إنتخابات قبل الثورة ، فالبعض يفضل ما يطلقون عليه "مرشحى الثورة" إيمانا منهم وقناعة بأن هؤلاء يجسدون الثورة وسيحققون أهدافها، والبعض الآخر يميل إلى ممثلى التيار الإسلامى إنطلاقا من قناعتهم بأن هؤلاء المرشحين "سيتقون الله" فى حكمهم لمصر ، والباقين يفضلون من يطلق عليهم المرشحين الذين ينتمون للنظام السابق باعتبارهم من ذوى الخبرة فى العمل السياسي. التوجهات تختلف وتتباين ولكن الآمال والمطالبات والطموحات واحدة وتتجسد فى شعارات الثورة "عيش..حرية..عدالة إجتماعية" مع ضمان عدم التمييز ومبدأ المواطنة ودولة القانون ومحاربة الفقر والبطالة وتطوير التعليم والبحث العلمى والنهوض بالصحة..والإحتكام يبقى لصناديق الاقتراع وتعبير الشعب المصرى عن إرادته.