قرأ الإمام في الصلاة: لإيلا في قريش إيلا فِهِم... بعد الصلاة سألته: يعني أيه معنى: (لإيلا) يا سيدنا؟!.. قال: الله أعلم... قلت: بُصّ يا مولانا... صوتك جميل ومخارج الحروف عندك تبارك الله... بَسّ!... ثم سكتّ... قال: بَسّ أيه؟ قلت: شوف يا سيدنا... بصراحة هي (لإيلاف قريش) وليس (لإيلا في قريش)... والإيلاف هو التعوّد على الشيء... من الأُلفة... نقول: ألِفتُ الشيء؛ أي تعوّدتُ عليه... والمصدر من أَلِفَ هو إيلاف... فنقول: أَلِفَ إيلافا... أي أن الله امتَنّ على قريش بائتلافهم وعلو شأنهم لتعوّدهم وإلفهم رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام آمنين... ومعنى الآية: لتعوّد قريش وإلفهم سهّل الله لهم ويسّر عليهم ما كانوا يقومون به من رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام، حيث كانوا يسافرون للتجارة ويأتون بالأطعمة والثياب وغير ذلك... وبناء عليه؛ فليعبدوا رب هذا البيت الحرام وحده ولا يشركوا به... فهو سبحانه الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف... ومن امتنان الله عليهم أن الله جل وعلا وضع في قلوب العرب تعظيم البيت الحرام وعلو شأنه وتعظيم أهله وسُكّان حَرَمِه... والسورة كما تعرف اسمها سورة قريش... ومحورها الأساس الذي تتمحور حوله هو التركيز على امتنان الله جل وعلا على قريش بائتلافهم وعلو شأنهم... فلا (إيلا) ولا (فِهِم)... ولا غيره يا مولانا... هزّ مولانا رأسه مبتسما واستنار وجهه، وعلت محيّاه تقاسيم الرضا وعلامات الفرح... ثم قال: إيلا أيه بقى؟!... بلا إيلا بلا نيلا... أنا ماكنتش فاهم... قابلته بعدها بعدة أيام... فقال: تصوّر... أنا فضلت أكرر لفظ إيلاف... أقول: إيلاف إيلاف إيلاف... ثم بعد فترة أُضيف إليها ال (لام) فأقول: لإيلاف قريش... قلت: الله ينوّر عليك... ويرزقني وإيّاك فهم ما نتلوه من القرآن... -- Rabie Al-Zawawi General Manager Email: [email protected]