ميلاد رسول الله صلي الله عليه وسلم كان ثورة تصحيح وتوحيد لعائلته ولم الشمل لهم بعد سحق الله لأبرهة وجنده حيث يقول موجها ومنبها لعز قريش وأنه في توحيدهم لربهم. والتوجه لبيته. والأكل من فضله لإيلاف قريش "1" إيلا فهم رحلة الشتاء والصيف "2" فليعبدوا رب هذا البيت "3" الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف "4" وهكذا يجب أن نكون فلا بد من توحيد البيت المصري ولم شمله ونبذ الفرقة والخلاف. في ميلاده: ثورة في البشارة بذهاب النبوة من بني اسرائيل: فقد روي محمد بن اسحاق: بسنده عن السيدة عائشة "قالت: كان يهودي قد سكن مكة يتجر بها فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم قال في مجلس من قريش: يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود؟ فقال القوم: والله ما نعلمه فقال: الله أكبر. أما إذا أخطأكم فلا بأس انظروا واحفظوا ما أقول لكم: ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة. بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس. لا يرضع ليلتين وذلك أن عفريتا من الجن أدخل أصبعه في فمه فمنعه الرضاع. فتصدع القوم من مجلسهم وهم يتعجبون من قوله وحديثه فلما صاروا إلي منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله فقالوا: قد والله ولد لعبد الله بن عبدالمطلب غلام سموه محمدا فالتقي القوم فقالوا: هل سمعتم حديث اليهودي؟ وهل بلغكم مولد هذا الغلام؟ فانطلقوا حتي جاءوا اليهودي فأخبروه الخبر. قال: فاذهبوا معي حتي أنظر إليه. فخرجوا به حتي أدخلوه علي آمنة فقالوا: اخرجي إلينا ابنك فأخرجته وكشفوا له عن ظهره. فرأي تلك الشامة. فوقع اليهودي مغشيا عليه. فلما أفاق قالوا له: مالك ويلك؟ قال: قد ذهبت والله النبوة من بني اسرائيل. فرحتم بها يا معشر قريش. والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب. وهكذا أعزنا الله بالإسلام في مولده صلي الله عليه وسلم: إعلام الله لأمه وجده بمنزلته حتي لا يفرط في قدره: وذلك في قوله عن نبوته: "ورؤيا أمي التي رأت حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام" قال ابن اسحاق: فكانت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلي الله عليه وسلم تحدث أنها "أتيت حين حملت برسول الله صلي الله عليه وسلم فقيل لها: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة. فإذا وقع إلي الأرض فقولي: أعيذه بالواحد. من شر كل حاسد. من كل بر عاهد. وكل عبد رائد. يذود عني ذائد. فإنه عند الحميد الماجد. حتي أراه قد أتي المشاهد. وآية ذلك أنه يخرج معه نور يملا قصور بصري من أرض الشام. فإذا وقع فسميه محمدا وذاك يقتضي أنها رأت حين حملت به عليه السلام كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام. ثم لما وضعته رأت عيانا ولقد روي الإمام أحمد بسنده عن العرباض بن سارية عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: قوله إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته. وسأنبئكم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم. وبشارة عيسي بي. ورؤيا أمي التي رأت. وكذلك أمهات الأنبياء يرين. وولادته مخترنا مسرورا وانكسار البرمة عنه: فقد روي ابن عباس عن أبيه العباس قال: ولد رسول الله صلي الله عليه وسلم مختونا مسرورا. فأعجب ذلك جده عبدالمطلب وحظي عنده. وقال: ليكونن لابني هذا شأن فكان له شأن وعن أبي الحكم التنوخي. قال: كان المولود إذا ولد في قريش دفعوه إلي نسوة من قريش إلي الصبح يكفأن عليه برمة. فلما ولد رسول الله صلي الله عليه وسلم دفعه عبدالمطلب إلي نسوة فكفأن عليه برمة. فلما أصبحن أتين فوجدن البرمة قد انفلقت عنه باثنتين ووجدنه مفتوح العينين شاخصا ببصره إلي السماء. فأتاهن عبدالمطلب فقلن له: ما رأينا مولودا مثله. وجدناه قد انفلقت عنه البرمة. ووجدناه مفتوحا عينيه شاخصا ببصره إلي السماء. فقال: احفظنه فإني أرجو أن يكون له شأن. أو أن يصيب خيرا. فلما كان اليوم السابع ذبح عنه. ودعا له قريشا. فلما أكلوا قالوا: يا عبدالمطلب أرأيت ابنك هذا الذي أكرمتنا علي وجهه. ما سميته؟ قال سميته محمدا. قالوا فما رغبت به عن أسماء أهل بيته؟ قال: "أردت أن يحمده الله تعالي في السماء وخلقه في الأرض". في ميلاده: هرب الفقر من بيت حليمة السعدية وحلت بها البركة: تحكي ذلك السيدة حليمة فتقول: قدمت مكة في نسوة من بني سعد بن بكر يلتمسن بها الرضعاء. في سنة شهباء فقدمت علي أتان لي قمراء كانت أذمت بالركب. ومعي صبي لنا وشارف لنا والله ما تبض بقطرة تغنيه. ولا في شارفنا ما يغذبه. ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج. فخرجت علي أتاني تلك فلقد أذمت بالركب حتي شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا. فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلي الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل إنه يتيم. تركناه. قلنا: ماذا عسي أن تصنع إلينا أمه؟ إنما نرجو المعروف من أبي الولد. فزما أمه فماذا عسي أن تصنع إلينا. فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعا غيري. فلما لم نجد غيره وأجمعنا الانطلاق قلت لزوجي الحارث بن عبدالعزي: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع. لأنطلقن إلي ذلك اليتيم فلاخذنه فقال: لا عليك أن تفعلي فعسي أن يجعل الله لنا فيه بركة. فذهبت فأخذته فوالله ما أخذته إلا أني لم أجد غيره. فما هو إلا أن أخذته فجئت به رحلي فأقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن. فشرب حتي روي وشراب أخوه حتي روي. وقام صاحبي إلي شارفنا تلك فإذا إنها لحافل. فحلب ما شرب وشربت حتي روينا فبتنا بخير ليلة. فقال صاحبي حين أصبحنا: يا حليمة والله إني لأراك قد أخذت نسمة مباركة. ألم تري ما بتنا به الليلة من الخير والبركة حين أخذناه. فلم يزل الله عز وجل يزيدنا خيرا. ثم خرجنا راجعين إلي بلادنا فوالله لقطعت أتأني بالركب حتي ما يتعلق بها حمار حتي أن صواحبي ليقلن: ويلك يا بنت أبي ذؤيب هذه أتانك التي خرجت عليها معنا؟ فأقول: نعم والله إنها لهي فقلن: والله إن لها لشأنا. حتي قدمنا أرض بني سعد. وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها فإن كانت غنمي لتسرح ثم تروح شباعا لبنا فتحلب ما شئنا وما حوالينا أوحولنا أحد تبض له شاة بقطرة لبن وإن أغنامهم لتروح جياعا حتي إنهم ليقولون لرعائهم أو لرعيانهم ويحكم: انظروا حيث تسرح غنم بنت أبي ذؤيب فأسرحوا معهم فيسرحون مع غنمي حيث تسرح فتروح أغنامهم جياعا ما فيها قطرة لبن وتروح أغنامي شباعا لبنا نحلب ما شئنا. فلم يزل الله يرينا البركة نتعرفها حتي بلغ سنتين فكان يشب شبابا لا تشبه الغلمان.