اعتبر الكاتب الصحفي عماد الدين حسين أن فرض حالة الطوارئ في البلاد لن تنهي الإرهاب وحدها مطالبًا السلطة باستخدام بقية البدائل مع الطوارئ في مواجهة الإرهاب حتى لا تتسع دائرة الدم. واقترح حسين في مقال له على صحيفة "الشروق" بعنوان "هل نعود ل«الضرب فى سويداء القلب»؟! بأن يكون هناك مراجعات فكرية على غرار التي تمت في مرحلة التسعينات وكيف أنها حسمت الأمر في النهاية . والى نص المقال: السطور القادمة هى محاولة لتصور سيناريوهات كيفية تعامل اجهزة الامن مع الإرهابيين بعد تطبيق قانون الطوارئ فى أعقاب التفجيرين الإرهابيين فى كنيستى مارجرجس فى طنطا ومارمرقس في الإسكندرية صباح الأحد الماضي. قانون الطوارئ هو بطبيعته مقيد لكل ما هو طبيعى، ويتم تطبيقه فى حالات الطوارئ سواء كانت حروبا أو كوارث طبيعية أو حالات انفلات عام مثل العمليات الإرهابية واسعة النطاق التى نعيشها الان. لا أحد يجادل فى ضرورة مواجهة الإرهابيين بكل الأسلحة الممكنة، خاصة بعد أن صارت عملياتهم الإرهابية خارجة عن كل ضابط أو رابط أخلاقى، ورأينا عمليات قتل عشوائى للمصلين فى الكنائس. الكثيرون يسألون وهل سيؤدى تطبيق حالة الطوارئ إلى تقليل العمليات الإرهابية؟. الإجابة هى نعم إلى حد ما، لكن الأكثر تأكيدا أن الطوارئ وحدها لن تنهى الإرهاب. لدينا نموذج فى حقبة التسعينيات من القرن الماضى، طبقا لسنوات وزير الداخلية الأسبق اللواء الراحل أحمد زكى بدر، هذا الرجل كان يرفع شعار «الضرب فى سويداء القلب» وكان تقديره أن الدولة ليست فى حالة من الترف تسمح لها بالقبض على الإرهابيين السافرين وتدخلهم السجون وتقدم لهم الوجبات وتعالجهم فى المستشفيات، والأفضل من وجهة نظره أن يتم التخلص منهم فورا بالقتل حتى يكونوا عبرة لغيرهم!. السؤال هل المواجهة بتلك الطريقة ستنهى الإرهاب؟. الاجابة هى أن ذلك لن يحدث بالتأكيد، والدليل أن التحالف الدولى فى سوريا والعراق يواجه داعش وأنصاره بالطيران الثقيل والدبابات والصواريخ، ورغم ذلك لم يتم القضاء على داعش أو منع انضمام أعضاء جدد إليه. أتفهم أن من يحمل سلاحا ويطلق النار منه خصوصا لو كان صاروخا، يصعب أن تقنعه بتسليم نفسه حتى تعرضه على النيابة، أو تذهب وتطرق باب مزرعته فى أى منطقة جبلية نائية وتقول له: «نحن الشرطة ومعنا إذن من النيابة بالقبض عليك»!!. عند مرحلة معينة فإن السلاح يكون هو الطريقة المثلى مع الإرهابيين، لكن خطورة التوسع فى استخدامه قد يؤدى لا قدر الله إلى توسيع دائرة الدم والثأر. ثم إنه من مصلحة أجهزة الأمن أن تلقى القبض على أكبر عدد ممكن من الإرهابيين، حتى تحصل على «المعلومات الساخنة والمهمة»، لكى تتوصل إلى بقية شبكات العنف والإرهاب، وبالتالى تعجل بالانتصار فى هذه المعركة الصعبة. كلما نجحت الشرطة فى القبض على أكبر عدد من الإرهابيين كلما كان ذلك أفضل. لكن فى كل الأحوال على الأجهزة الأمنية أن تخبر الحكومة بكل وضوح أن «التصدى الأمنى للإرهاب» هو مجرد جزء فقط من المعركة حتى لو كان هو الجزء الأساسى. لو كنت مكان الأجهزة الأمنية لقلت للمسئول السياسى إنه رغم عنف المواجهة الأمنية فى التسعينيات ورغم رفع شعار «الضرب فى سويداء القلب» فإن الذى حسم الأمر فى النهاية هو «االمراجعات الفكرية» التى قادها العقيد أحمد رأفت من جهاز أمن الدولة وآخرون معه، وخير شاهد على هذا الموضوع هو الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الوطنى للاعلام الجديد حينما كان رئيسا لمجلس ادارة دار الهلال ورئيسا لتحرير مجلة المصور. أرجو ممن يهمه الأمر ونحن فى بداية طريق الطوارئ الذى نرجو ألا يكون طويلا أن يسألوا كل من عاش وشارك فى هذه التجربة. اسألوا الدكتور ناجح إبراهيم الذى دخل السجن متهما بقتل أنور السادات وخرج مفكرا من طراز فريد ينبذ العنف ويكره الإرهاب وينحاز للعقل والمنطق والتسامح وأفضل من يكشف زيف الكثير من دعاوى المتطرفين. وإذا كان الاحتكام للسلاح قد يكون واسعا فى الأيام المقبلة، فأرجو أن تجربوا معه بقية البدائل حتى لا تتسع دائرة الدم.