الدرس انتهى لموا الكراريس.. بالدم اللي على ورقهم سال.. في قصر الأممالمتحدة.. مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك في البقع الحمرا.. يا ضمير العالم يا عزيزي.. دي لطفلة مصرية سمرا..كانت من أشطر تلاميذي".. بهذه الكلمات افتتح الشاعر صلاح جاهين قصيدته الذي كتبها، موثقاً بها المجزرة التي تعد واحدة من أبشع المجازر في التاريخ المصري. حينما حلقت في صباح يوم الأربعاء 8 أبريل 1970م الموافق للثاني من صفر عام 1390 ه فوق مدرسة بقرية بحر البقر التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم الثانية على الطيران المنخفض، ثم قامت في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة من صباح هذا اليوم بقصف المدرسة بشكل مباشر بواسطة خمس قنابل تزن "1000 رطل" وصاروخين، مما أدي إلى مقتل 30 طفلًا وإصابة 50 آخرين بالإضافة إلي تدمير مبنى المدرسة بالكامل. وحينها انتقلت على الفور سيارات الإطفاء والإسعاف، لنقل المصابين وجثث الضحايا، في حين أصدرت وزارة الداخلية المصرية بعدها بياناً مفصلاً بالحادث وأعلنت أن عدد الوفيات 29 طفلا وقتها وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 منهم حالات خطيرة ، كما أصيب مدرس و11 شخصاً من العاملين بالمدرسة. وقامت الحكومة المصرية بعد الحادث بصرف تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب، وتم جمع بعض متعلقات الأطفال وما تبقى من ملفات، فضلاً عن بقايا لأجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، والتي تم وضعها جميعاً في متحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالي 17 فصلا تضمها جدران مدرسة "بحر البقر الابتدائية" تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر البقر". ثم تم نقل هذه الآثار إلى متحف الشرقية القومي بقرية هرية رزنة بالزقازيق الذي افتتح عام 1973. الموقف الدولي من المجزرة: لم يتحرك الموقف الرسمي الدولي علي النحو المطلوب، حيث وصف بالسلبي، في حين أثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، مما تسبب ذلك في إجبار الولاياتالمتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة. كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية علي المواقع المصرية، والذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري، في يونيو من نفس العام حيث عمل علي إسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الاستنزاف. الموقف المصري الإسرائيلي: بررت الدولة الصهيونية هذه العملية الغادرة، بأنها كانت تستهدف أهدافًا عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت عبارة عن منشأة عسكرية مخفية، في حين قطعت الإذاعة المصرية في صباح يوم الحادث بثها لتذيع هذا البيان العاجل: "أيها الأخوة المواطنون، جاءنا البيان التالي .. أقدم العدو في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقة من صباح اليوم علي جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشر تحت جحيم من النيران، كما نددت مصر بهذا الحادث المروع، واصفة إياه بأنه عمل وحشي يتنافى تمامًا مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية، واتهمت إسرائيل بأنها شنت الهجوم عمدًا بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف . شاهد الصور ..