استيقظ الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز على جريمة ارتكبتها قوات النظام السوري الساعة السادسة والنصف صباحاً يوم 4 أبريل/نيسان 2017 ، على أصوات غارات جوية وصلت إلى 15 غارة والتي استهدفت مدينة خان شيخون بريف إدلب غرب سوريا، وأدى استنشاق غاز السارين السام، إلى مقتل أكثر من 100 مدني، وأكثر من 400 جريح معظمهم من الأطفال، بحسب ما أكدته الهيئة العليا للمفوضات السورية. استخدام الغازات السامة في العالم وفي الشرق الأوسط خاصة جريمة بشعة ومحرمة دوليا ،و تؤدي إلى أمراض مستعصية ومزمنة، واستنشاقها يؤدي إلى عمل تقرحات في الرئتين، وتلف الجلد، وضرر الدماغ ، و تعاني من آثارها البشرية سنوات طويلة00 استخدام الغازات السامة جريمة قديمة حديثة، فقد استخدمتها الهند عام 2000 قبل الميلاد، وكذلك استخدمت في حروب التتار، واستخدمها نابليون بونابرت في معاركه في أوروبا، وكذلك في الحرب العالمية الأولى عندما استخدمت القوات الألمانية في أواخر يناير من عام 1915 الغاز السام في معركة بوليمو، والتي تسببت في قتل ما يقرب من مليون وستمائة ألف فرد (1,600,000) من المقاتلين والمدنيين، وأيضا استخدمتها امريكا في الحرب الفيتنامية التي استمرت ما بين 1 نوفمبر 1955 و30 أبريل 1975، وأيضا استخدم الإسبان في المغرب غاز الخردل عام 1924، رداً على هزيمتهم في معركة انوال عام 1921 التي خسر فيها الاسبان 13 ألف جندي، وقد تطورت الأسلحة الكيماوية بشكل كبير في القرن العشرين. أن ما يحدث في سوريا حرب إبادة واضحة المعالم ومنذ بداية الأزمة يرتكب النظام السوري جرائم حرب تشاركه فيها روسيا وسط صمت أممي وعالمي وعجز دولي لاتخاذ ما يجب من إجراءات ضد النظام السوري الغاشم الذي يقتل شعب سوريا بدم بارد ويستخدم ضده الأسلحة المحرمة ، النظام السوري يعلم أن استخدام هذه الاسلحة المحرمة يدخل في جرائم الحرب خاصة بعد توقيع اتفاقية جنيف التي تحظر استخدام الغازات أو غيرها من الغازات والوسائل الحربية البكتريولوجية، هذا في حال الحروب فما بالنا ممن يستخدمها ضد معارضين وشعب اعزل، لقد استخدم بشار الأسد القنابل العنقودية منذ بداية الثورة عام 2011، ثم تصاعدت جرائمه ليستخدم الأسلحة المحرمة والبراميل المتفجرة على الاحياء القديمة في المدن، وفي عام 2013 استخدام قوات بشار غاز السارين في هجومها على الغوطة الشرقيةوالغربية بريف دمشق وقتل فيها ما يقرب من 1500 شخص وأصاب الآلاف من الأطفال والنساء، وزادت وتيرة استخدام الأسلحة المحرمة في نهاية 2014، حيث استخدام غاز الكلور مما أدى الى مقتل 13 شخصاً، وفي مارس / اذار 2015 عبر هجمات على بلدة سرمين في ريف إدلب رمى البلدة والسكان بأربعة براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور وأودت بحياة عائلة بأكملها، وفي عام 2016 تم تنفيذ ما يقرب من 50 هجمة بالذخائر العنقودية وتصاعدت بشكل ملحوظ منذ اشتراك القوات الروسية مع قوات النظام في سوريا، ولم يكتف باستخدام القنابل والذخائر العنقودية ، بل استخدم قنابل النابالم في الغارات الجوية التي شنتها المقاتلات السورية جنباً لجنب مع المقاتلات الروسية ضد شعب اعزل في انحاء متفرقة في سوريا مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. فإلى متى يظل الشعب السوري يعاني من طغيان وجرائم النظام السوري؟ الى متى يظل يستمع إلى الشجب والاستنكار؟ وهل سيكتفي الامين العام للأمم المتحدة "غوتيريس" بالتصريحات والتأكيدات على الرفض فقط والاكتفاء بعبارات الحزن؟ ماذا سيفعل المجتمع الدولي إزاء جرائم النظام السوري ضد الشعب السوري في خان شيخون وغيرها ؟ يبدو أن كل جهود الأممالمتحدة ستنحصر في ارسال لجنة تقصي الحقائق لجمع معلومات للتحقق مما اذا كان قد تم استخدام الاسلحة الكيميائية، وقد رأينا مجلس الأمن ينعقد لمناقشة جرائم النظام السوري ولم يصدر عن المجلس أية إجراءات لوقف هذه الجرائم وحتى لو أظهرت بعض الدول الغربية غضبتها فإن الروس جاهزون بالفيتو لتعطيل أية إجراءات وستمر الحادثة كما مرت حوادث مثيلة لها، وسيجد الروس مبرر للنظام السوري تحت غطاء محاربة الإرهاب وكأن ما يرتكبه بشار الأسد ليس إرهابا ، لكِ الله يا سوريا، لك الله أيها الوطن المستهدف !! محمد كامل العيادي [email protected]