يعاني كثير من الشباب داخل السجون المصرية، من الإهمال الطبي وسط مخاوف من موتهم؛ بسبب الأمراض التي يعانون منها، وهو ما دفع المنظمات الحقوقية والمهتمين بحقوق الإنسان، إلي المطالبة بالإفراج الصحي عنهم؛ دون استجابة من قبل قوات الأمن والمسئولين. وجاءت هذه الحالات وفقًا لما نشرته التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، ومركز الشهاب للحقوق والحريات، علي موقعهما بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". مدحت حالة الشاب كريم مدحت، الذي يبلغ من العمر20 عامًا ليست الوحيدة داخل السجون التي تعاني من الإهمال الطبي، وتسارع الموت؛ من أجل الحياة وسط إصرار من قبل قوات الأمن بعدم الإفراج عنهم. ظهرت أعراض المرض على الشاب المحكوم عليه بالحبس لخمس سنوات بسجن برج العرب منذ عشرين يومًا، وهي فقدان شديد في الوزن، وتغير في لون الجلد إلى الأزرق وإغماءات متكررة. "كريم" نقل إلى مستشفى السجن، بعد تعرضه للإغماء باستمرار، وقال التقرير الطبي له، إنه غير مصاب بأي أمراض، إلي أن تعرض قبل يومين للإغماء لمدة طويلة، واضطرت إدارة السجن إلى نقله لمستشفى برج العرب في حالة غيبوبة كاملة. ورغم أهمية دخوله إلي العناية المركزة، إلا أنه لم يدخلها بسبب عدم توافرها وهو ما دفع إدارة السجن إلي نقله إلى مستشفى الميري التي رفضت في البداية استقباله بحجة عدم وجود أسِرّة فارغة بالعناية المركزة، ولكنها في النهاية سمحت بدخوله. وحاليا تؤكد التقارير الطبية، أن المعتقل في حالة موت سريري على جهاز التنفس الصناعي، غير أن أسرته غير قادرة على التصديق أو الاستيعاب. الخطيب حُبس بتهمة الانتماء إلي جماعة محظورة، ورغم المطالبات المتعددة بالإفراج عنه، إلا أنه مازال محبوسًا حتى الآن وسط تخوفات من وفاته بسبب إصاباته الخطيرة. ويعاني "الخطيب" من ارتفاع في الحرارة، وتضخم في الطحال والكبد، مع فقدان في الوزن، ونقص كل مكونات الدم، وهو ما يهدد بوفاته ويجعله في حاجة إلي الرعاية الصحية الكاملة. ومن جانبه، ناشد محمد الخطيب شقيق السجين، الرئيس عبد الفتاح السيسي، الإفراج عن شقيقه بسبب تدهور حالته الصحية، منوهًا إلى أن شقيقه لم يصدر في حقه حكم نهائي حتى يتمكن الرئيس من العفو عنه ولكن من الجانب الإنساني يمكن استثناء حالته. وأضاف في مداخلة هاتفية مع برنامج "كلام تاني" المذاع على فضائية "دريم"، أن شقيقه مصاب بمرض نادر يسمى بمرض الليشمانيا الحشرية، وهو مرض يهاجم جهاز المناعة وفي حالة إصابة صاحبه بالبرد قد يتوفى، قائلًا: "الرئيس بيقول إن المصريين كلهم ولاده، وأحمد ابنه ولو غلط وبيتعاقب ما يموتش، اللي بيعاقب ولاده ما بيموتهمش". عوض يعاني المعتقل مصطفي جمال عوض، الذي يبلغ من العمر 23 عامًا، والمعتقل بسجن استقبال طرة، من إهمال طبي، مما يعرض حياته للخطر في حالة عدم تلقيه العناية الطبية العاجلة، حيث يعاني من ارتفاع في إنزيمات الكبد، وظائف الكبد، الهيموجلبين السكري، ومعدل النزيف والتجلط. ويحتاج المعتقل إلي تحاليل طبية عاجلة، لمعرفة هل الحالة مرضية أم خبيثة، كما أنه يحتاج إلى رعاية طبية خاصة في أحد المستشفيات وهو ما دفع ذويه إلي المطالبة بالإفراج عنه. بدوي الشاب "أحمد بدوي" البالغ من العمر 19 عامًا، المعتقل بسجن جمصة شديد الحراسة من ضمن الشاب الذين يسارعون الموت داخل السجون، بعدما أصيب بشلل نصفي في الجانب الأيمن جعله يجلس علي كرسي نتيجة الإهمال في علاجه من قبل إدارة السجن، بحسب المنظمات الحقوقية. وطالبت أسرة المعتقل إدارة السجن، بعلاج "أحمد"، في بداية ظهور علامات المرض عليه منذ فترة إلا أنها لم تستجب، بحسب أسرته، التي أشارت إلي تعرضه لتعذيب شديد وصعق بالكهرباء في أماكن حساسه من جسده. عرفات طالب مركز الشهاب للحقوق والحريات بعلاج المهندس ياسر إبراهيم عرفات، زوج الدكتورة بسمة رفعت، المعتقل بسجن "العقرب" شديد الحراسة. وأكد المركز في بيان له، أن المسجون أصيب بحصوة في الكلى ومشاكل بالكبد نتيجة للإهمال الطبي داخل المعتقل، مشيرًا إلي حقه القانوني في العلاج المناسب، محملًا إدارة سجن العقرب مسئولية سلامته. ممدوح يعاني الشاب عبد العزيز ممدوح، الذي يبلغ من العمر 19 عامًا من تليف بالرئة، بالإضافة إلى استئصاله الرئة الأخرى، بعدما تم اعتقاله لاتهامه بحريق فندق الأهرامات. وروت شقيقته، قصة معاناته داخل السجن في تدوينة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "أخويا في السجن حالته متدهورة جدا وبيموت فعلا بالبطيء وحالة كل يوم بتسئ اكتر وأكثر، أخويا مستأصل نص رئة والنص تانى فيه تليف شديد وعايش علي أجهزة تنفسية وأدوية وكل أسبوع بيضاعف كميه الأدوية.. أخويا متهم في قضية حريق فندق الأهرامات، حريق أيه وهو عنده 19 سنة، كان في الابعادية في دمنهور،و فجأة من غير أي مقدمات أتنقل لطره منعرفش راح علي قضيه أيه وهو معندوش قضايا هناك واتفاجأنا انه متهم بحريق فندق الأهرامات". الغزالي إغماءات متكررة تعرض لها المعتقل السيد أحمد الغزالي، داخل زنزانته الانفرادية بسجن برج العرب، دفعت أسرته للاستغاثة من أجل السماح لهم بعلاجه. و"السيد" مصاب بضمور في العضلات تسبب في عدم قدرته على الحركة نهائيًا، بالإضافة إلي أنه يعاني من مرض السكر وقصور في الشريان التاجي بالقلب. وبعد إصابته بذبحة صدرية، تم نقله على أثرها من السجن إلى مستشفى دمياط تحت الحراسة وأجرى عملية قسطرة في القلب، ورغم ذلك أوثقوه إلى سريره داخل المستشفى حتى أثناء نومه. وتتقدم زوجته كل شهر بطلبات لمصلحة السجون لنقله من سجن برج العرب لسجن المنصورة أو جمصة بالقرب من محل إقامتهم وتلقي العلاج، إلا أن الطلبات دائمًا تواجه بالرفض. وكانت قوات الأمن ألقت القبض على الغزالي، في 25 يناير 2014، حيث وجهت له النيابة عدة تهم كان أبرزها: "قطع الطريق والتظاهر بدون ترخيص والانتماء لجماعة محظورة"، لتصدر محكمة جنايات المنصورة حكمها في 23 يونيو من العام نفسه، بسجنه 10 سنوات في القضية 88 لسنة 2014.