يوم الأربعاء - 5 أبريل – تحل الذكرى المئوية لميلاد فضيلة الإمام الأكبر جاد الحق على جاد الحق شيخ الازهر – رحمه الله - تلك الشخصية الفذة والنادرة التى جمعت بين المنصب الرفيع والتواضع الجم . هذا الرجل الذى يعتبره الجميع قدوة ورمزاً ويسترشدون بأرائه وفتاواه ويستظلون بمواقفه الشجاعة ويضعون سيرته العطرة أمام أعينهم ليتعلموا منها . هو الرجل الذى كان إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى يقول عنه دائماً : " الإمام الاكبر جاد الحق أستاذى وشيخى وشيخ المسلمين جميعا ) , وربما لا يعرف البعض أن الشيخ الشعراوى كان يكبر جاد الحق بست سنوات و مع ذلك كان يقوم بتقبيل كلما التقى به عرفانا بفضله وعلمه الغزير . ورغم كل هذا إلا أن الازهر الشريف الذى تولى الإمام الأكبر جاد الحق مشيخته على مدى 14 عاماً ( 17 مارس 1982 وحتى وفاته فى 15 مارس ) لم يحرك ساكنا ً للإحتفال بهذه الذكرى العطره وليذكر ألمسلمين فى مصر والعالم بذكرى هذا الشيخ الجليل الذى تعرض لظلم كبير فى حياته وبعد مماته ؟ . وهنا نتساءل : كيف يتجاهل الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالى تلك الذكرى المئوية للإمام جاد الحق رغم ن انجازاته وبصماته داخل الأزهر جامعا وجامعة ومعاهد لا تعد ولا تحصى ومنها على سبيل المثال لا الحصر : - استكمل إنشاء المناطق الأزهرية ومناطق الوعظ والإرشاد حتى وصلت كل منها إلى نحو ستة وعشرين منطقة تنتشر في كافة محافظات مصر، وزودت بالمكتبات الشاملة . - أنشأ لجنة فتوى في كل منطقة أزهرية بجميع محافظات مصر بعد أن كانت محصورة فقط في إحدى قاعات الجامع الأزهر،حيث أدرك الشيخ جاد الحق أهمية هذه اللجان وحاجة الناس إليها، لذا اختار لهذه اللجان أفضل علماء الأزهر وأمدهم بالمراجع الفقهية المتنوعة، وبما صدر من فتاوى لتكون عوناً للجنة لإصدار أحكام صحيحة . - شهد الأزهر الشريف في عهد الإمام جاد الحق نهضة كبيرة لم يشهدها في عهد من قبله،فانتشرت المعاهد الأزهرية في كل قري ومدن مصر، فحين تولى الشيخ جاد الحق مشيخة الأزهر عام (1402ه/1982م) كان عدد المعاهد الأزهرية لا يزيد عن ستمائة معهد، وبلغت عدد تلك المعاهد في عهده أكثر من ستة آلاف معهد . - عندما أصيبت مصر بزلزال (15 ربيع الآخر 1413عام ه/12 من أكتوبر 1992م) وتهدم أكثر من 1500 معهد وتخلت الدولة عن تقديم الأموال الكافية لترميم تلك المعاهد، لم ييأس الإمام الراحل، وأخذ يجوب قري ومدن ونجوع مصر لحث رجال الخير والإحسان علي التبرع بالمال لترميم تلك المعاهد وبناء معاهد جديدة . - أنشأ صندوق تعاون طلاب وطالبات المعاهد الأزهرية بالقرار رقم 430 لعام 1983م، وتعديلاته بالقرار رقم 588 لسنة1990 م ليقدم خدماته ومساعدته للطلاب والطالبات بجميع المراحل التعليمية . - أنشأ عددًا كبيرًا من بيوت شباب الأزهر فى محافظاتالقاهرة والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد والأقصر وأسوان والعريش، إضافة إلى معسكر دائم بمدينة جمصة بمحافظة الدقهلية أسس صندوق التامين الخاص بالعاملين بالأزهر في (6 شوال 1412ه/17 يوليه 1991م) بهدف منح مزايا مالية تأمينية تصرف عند بلوغ سن التقاعد القانونية أو الوفاة أو العجز الكلى والمنهى للخدمة . - حرص على نشر المعاهد الأزهرية في شتي بقاع العالم الإسلامي، فأنشأ معاهد أزهرية تخضع لإشراف الأزهر في تنزانيا وكينيا والصومال وجنوب إفريقيا وتشاد ونيجيريا والمالديف وجزر القمر.. وغيرها من البلدان الإسلامية . - فتح الإمام الراحل باب الأزهر واسعاً أمام الطلاب الوافدين من الوطن الإسلامي وخارجه، وزاد من المنح الدراسية لهم حتى يعودوا لأوطانهم دعاة للإسلام . - فتح فروع لجامعة الأزهر في جميع أنحاء مصر وعقدت الجامعة في عهده لأول مرة مؤتمرات دولية في قضايا طبية وزراعية وثقافية مهمة تحدد رأي الأزهر والإسلام فيه . - سعى لإبراز دور الأزهر في نشر رسالة الإسلام فعمل على تحويل الأزهر الشريف إلي مدرسة مسائية للرجال والنساء لنشر الثقافة الإسلامية الرفيعة، ولتوضيح حقائق الدين السمحة البعيدة عن التعصب علي شكل مركز مفتوح للدراسات الإسلامية، ويتم فيها تدريس جميع فروع العلوم الإسلامية ؟.
وبعد أن استعرضنا بعض – وليس كل – انجازات الأمام جاد الحق داخل الأزهر وبصماته الواضحة نسأل : لماذا تناسى الأزهر وشيخه أحمد الطيب تلك الذكرى ؟ ولماذا لم يفكروا فى إقامة ندوة دينية موسعة تستعرض حياة الشيخ جاد الحق وابداعاته الفكرية التى تضمها كتبه التى يبلغ عددها 24 كتاباً , وفتاويه العظيمة التى يرجع اليها العلماء حتى الآن اعترافاً بعظمتها وقيمتها الدينية الكبيرة ومواكبتها لتطورات العصر ؟ ولماذا لم يفكر الأزهر فى إعادة إصدار تلك الكتب سواء فى طبعات خاصة أو من خلال الكتب التى توزع فى صورة هدايا مجانية مع مجلة الأزهر شهرياً ؟ بعد أن تحولت المجلة إلى مجرد ( عزبة ) يقوم فيها د. محمود حمدى زقزوق رئيس تحرير المجلة الحالى بإعادة نشر كتبه ومؤلفاته الشخصية بشكل شبه دائم ؟ وهل تناسى د. زقزوق أن الإمام الأكبر هو من قام بالضغط من أجل تعيينه وزيراً للأوقاف قبل رحيله بعدة أشهر ؟ . ونسأل أيضاً : أين دار الإفتاء المصرية من ذكرى الإمام الأكبر جاد الحق التى تولى مسئوليتها فى 26 أغسطس 1978 وحتى 4 يناير 1982 , رغم أن الإمام جاد الحق هو من قام بالحفاظ على تراث دار الإفتاء المصرية من خلال جمع الفتاوى المتناثرة في سجلاتها،والتي تمتاز بمرجعيتها الفقهية والشرعية الصحيحة، وقد جمعها وعمل على نشرها في عشرين مجلداً ضخماً ضم بين دفتى كل منها مئات الفتاوى المنتقاة التى تحوى قضايا جادة وحيوية تهم الأمة الإسلامية ولينتفع منها عموم المسلمين فى الداخل والخارج . وأين وزارة الأوقاف التى تولى الإمام جاد الحق مسئوليتها فى عام 1982 من تكريم شيخ الإسلام الرحل من خلال إعادة طبع كتبه ومؤلفاته أو عن طريق تكليف الدعاة بتذكير الناس بسيرة هؤلاء العظماء ومنهم الأمام الأكبر جاد الحق على جاد الحق ؟ أم أن د. محمد مختار جمعة مشغول بالتقرب لذوى السلطان والدخول ف صراعات مع د. الطيب وقيادات المشيخة , وهى الصراعات التى يحلم جمعة بأن يخرج منها منتصراً ليتم تعيينه شيخاً للأزهر الشريف ؟ .