"تملكني الحزن وأنا أقف بباب غرفتها، أشعر برهبة، أخشى الدخول، إلا أنني اتخذت تلك الخطوة، ومقتنيات غرفتها صامتة تبكي فراق صاحبتها، يقف "الدولاب" حدادا على روح فتاة بريئة حاملاً جميع مقتنياتها من ملابس وأساور كانت تحلم أن ترتديها وتزين يدها بها يوم زفافها. تجد داخل الغرفة على يدك اليمنى، دولاب "تقي" وحيدًا بجميع ممتلكاتها، وعلى بعد متر من مدخل الغرفة تجد سرير العروسة الذي ظل بمفرده دون أن تتسطح عليه مدللته ويصبح أسيرًا لانين "تقي" وأنفاسها التي كانت تطلقها أثناء نومها ولم يسمعها بعد، كلما دخل والداها الغرفة يبكيان فراقًا عليها، فكل ما بداخل الغرفة يذكرهما بابنتهما، فهنا كانوا يتحدثون، وهنا يضحكون، ويتذكرون كل ضحكة خرجت من فم هذه الصبية في لحظة مرح ودمعة نزلت من أعين تلك الفتاة حزنًا على حدوث موقف معين أثر على وجدانها".. هذا كل ماشاهدته عدسة "المصريون" عندما قامت بأخذ بعض اللقطات الحية من غرفت "عروس بنها". وقال ناجي ذكي والد تقي وعينه تذرف بالدموع والحزن يخيم على وجه: "دى الأوضة اللي كانت تقي بتنام فيها وده سريرها اللي كانت بتنام عليه كانت أوقات كتير بتنام في حضني أنا وماماتها منهم لله حرموني منها ومن حنيتها عليا أنا ووالدتها". واستكمل حديثه باكيًا: "دولابها مليان بلبسها اللي مش هتلبسوا تاني وشبكتها كمان موجودة جواه وردد عيني عليكي يابنتي اتحرمتي من كل حاجة في عز شبابك".