صرح المحلل السياسي التركي والنائب البرلماني السابق رسول طوسون بأن العداء للإسلام وكل ما يمثله حيلة جديدة يقوم بها الساسة الأوروبيون لجلب أصوات الناخبين لأحزابهم وما هذه المواقف المتطرفة والتصعيدية من قبل الدول ضد تركيا يستهدفون بها جمع أصوات لأحزابهم داخل دولهم أكثر منها مناوئة حقيقية لتركيا فلا يهم أوروبا الداخل التركي بل مصالحهم هم بالدرجة الأولى لذلك على العالم الإسلامي أن يتحد وعلينا أن نعتمد على أنفسنا، لأن الاعتماد على أوروبا وأمريكا هو بلا شك خسارة كبيرة، وقطعًا لن يحلوا مشاكلنا بل قد يزيدونها بلة. وشن "رسول"، جاء ذلك في لقاء له مع الإعلامي عبدالعزيز قاسم في برنامج ملفات خليجية عبر قناة فور شباب، هجومًا حادًا على أوروبا، مدافعًا به عن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بأنه ليس من بدأ هذه المشكلة، بل هولندا هي من بدأت وهي الظالمة والتصعيد بدأ عندما منعت ألمانيا وزيرين تركيين من لقائهما بمواطنين أتراك في ألمانيا وأردوغان لم يصعد إنما انتقد واستهجن التصرفات التي قامت بها ألمانيا تجاه المواطنين الأتراك . و في تعليق ل"طوسون" على تصريحات أردوغان ضد أوروبا قال نعم ما تقوم به ألمانيا تجاه تركيا فاشية، أليس الهجوم على المواطنين الأتراك بالعصي وضربهم والاعتداء عليهم دون ذنب فاشية؟! فالكراهية تنتشر في أوروبا وكان هناك أكثر من ألفين اعتداء على اللاجئين و ما قاله أردوغان هو رد فعل على هذه الكراهية، و أضاف الأستاذ رسول أن لأوروبا الحق في منع أي عمل سياسي لكن هناك ازدواجية وذبذبة في المعايير لدى فكيف يسمحون للإرهابيين بالاجتماعات وتنفيذ برامجهم ويُمنع مسئولين رسميين من لقاء مواطنيهم أليس هذا إرهابا فاشياً؟ وكشف رسول أن السبب الحقيقي لتضامن أوربا مع هولندا هو الإسلاموفوبيا وليس العثمانوفوبيا فالعداء هنا ليس لتركيا بل هو أبعد من ذلك لأنهم بهذه التصرفات يبدون ما في صدورهم من غل وحقد على الإسلام و المسلمين، ولا شك أن أردوغان - عن غير قصد - استفاد من الإسلاموفوبيا وتصاعده في أوروبا لصالحه، فالاعتداءات على المواطنين الأتراك، ودعم الهولنديين الإعلام الأوروبي والصحف الأوروبية الكبرى تصدر بعناوين باللغة التركية تحض الناخب التركي لقول لا، كلها أفعال حمست المشاعر التركية مع أردوغان وهذه حقيقة فاتت على الساسة الأوروبيين. ونبه إلى أن الأوروبيين لن يقبلوا تركيا كعضو في الاتحاد الأوروبي بالرغم من أنها منذ 60 سنة وهي تحاول أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي مع العلم بأنها اليوم أقوى بعشرات المرات من بعض الدول الأعضاء فهي منتعشة اقتصاديا وهذا يعني أن تركيا القوية هي التي تخيف أوروبا، وهناك محاولات حثيثة لعرقلة انتقال تركيا من نظام برلماني إلى نظام رئاسي لذلك تحاول بعض الدول الأوروبية حث الناخبين الأتراك بقول لا لأنها لو انضمت للاتحاد الأوروبي ستشكل قوة كبيرة فلديها 80 مليون مواطن مع خوف من أن تلعب تركيا دوراً هاماً في المنطقة و هذا التخوف الأوروبي من الصعود التركي بات حقيقة واضحة. وبين سول أن من يدعي بأن أردوغان يبحث عن توترات قبل الاستحقاقات الديمقراطية ليزيد من شعبيته وتعاطف الناخبين معه إنما هو ادعاء باطل وغير صحيح لأن أردوغان اثبت جدارته، فعندما استلم الحكم كانت تركيا منهارة اقتصاديا وسياسيا و عسكرياً وكانت لا تستطيع دفع رواتب العمال واليوم تركيا في مصاف الدول العالمية الكبرى في شتى المجالات و الناخب التركي ذكي ينظر إلى الإنجازات على ارض الواقع ومن الصعب خداعه. و رد "طوسون" على من يقول بأن أردوغان يسعى لأن يكون دكتاتورًا بالاستفتاء القادم فهو يقوم بدعاية فارغة، لأن الدستور القائم في تركيا الآن تعسفي وضعه الانقلابين وهو معرقل للحكومة حيث يحتضن نظام وصاية والاستفتاء القادم سيلغيه نهائيًا وهو مما سيعطي مزيدًا من الصلاحيات للرئيس المنتخب و هذا ما لا يعجب الأوروبيين فأردوغان حين وصل إلى سدة الحكم غيّر عدة قوانين من النظام الوصائي الذي انتهى وانهار قبل 7 سنوات مما سمح للحكومة بالتحرك بحرية أم الدستور الجديد فهو يفتح الباب للسلطة التشريعية بمحاسبة الرئيس ومساءلته على كل خطوة ، لأن الدستور القائم حالياً يجعل الرئيس كالملك المقدس لا يمكن محاسبته. وأضاف أن أردوغان لم يقل بأن العلمانية أفضل من الشريعة فهو رجل تقي وملتزم بل إنه انتقد العلمانية التي مارستها الإدارة التركية السابقة بأنها كانت متوحشة ، فالتعليمات والتطبيقات التي شهدناها منذ 80 سنة كانت تمنع الإسلام وكل ما يمت له بصلة فقد كان المسلم التركي يعاقب إذا أدى والده فريضة الحج ،وكذلك لو وجدت سجادة صلاة في مقر عمله وكانت تلغى شهادة كل من تخرج من جامعة تحوي كلية شريعة إسلامية وهذه إحدى صور الفاشية العلمانية المتوحشة في تركيا سابقاً لقد كانت العلمانية آلية لعداء الإسلام تحت شعار التغريب . وقسم "رسول" العلمانية إلى قسمين علمانية شرسة متوحشة وعلمانية منفتحة وأضاف أن التشخيص الصحيح للقيم الأوروبية أنها لا تريد القيم الديمقراطية على أراضي الآخرين إنما تريدها في دولها فقط فهي قيم أوروبية مزدوجة منافقة ، فإذا أُعتدي على حيوان في أوروبا تقوم الدنيا و لا تقعد لكن أين هذه الأنظمة الأوروبية المنادية بحقوق الإنسان من ملايين المسلمين الذين يقتلون في كل مكان ، حياة كلب في أوروبا اهم لديهم من مليون إنسان خارجها لذلك على الجميع تطبيق مفهوم الحرية وهي التي دعى لها أردوغان ،والشعب التركي لن ينتخب يسارياً سينتخب إسلاميا كأردوغان. و في مداخلة هاتفية للأستاذ أنور مالك المفكر السياسي المعروف قال إن رعب اوروبا من صعود تركيا موجود ومعلن وسببه تراجع العلمانية في تركيا وعودتها إلى حضنها الإسلامي بالإضافة إلى أن هناك خوف وخشية من الجاليات التركية بإعدادها الكبيرة قابله تصاعد للشعبوية في أوروبا . و أضاف "أنور" أن هناك معطيات لدى أردوغان دعته لاستحضار التاريخ الأوروبي و لا يمكن ان تقدم للشعب والجماهير لأنها قد توحي بدور أوروبي لتقويض تركيا و من لا يملك المعطيات الحقيقية سوف يرى بأن الرد التركي مبالغ فيه و مما لا شك فيه أن هذا التصعيد لم يأتي اعتباطيا أو فوضوياً بل هي تراكمات وترسبات قديمة فالازدواجية الأوروبية حاضرة منذ مدة ،والغرب يريد قيم الديمقراطية حصرًا في بلدانه فقط لا في بلدان الآخرين ، فبشار الأسد مثلاً قتل شعبه بمئات الآلاف و لم يتعرضوا له بشي بينما يحاربون أردوغان الذي ينهض بشعبه وبتركيا . شاهد الفيديو.. https://www.youtube.com/watch?v=gI-LfOgtKeY&feature=youtu.be