قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية, إن اليمين المتطرف استغل كالعادة الهجوم الذي استهدف البرلمان البريطاني الأربعاء 22 مارس, لتأجيج الكراهية ضد الأجانب, خاصة المسلمين. وأضافت الصحيفة في تعليق لها في 23 مارس, أن اليمين المتطرف بدا كأنه كان على أهبة الاستعداد لهذا الهجوم، لأن المخاوف التي كان يحاول إثارتها قد أصبحت حقيقية، وكان الأمر بالنسبة له مجرد فرصة, غير عابئ بمأساة الضحايا. وتابعت الصحيفة " رغم أن حملات الكراهية تزداد في مثل هذه الهجمات, لكن لندن لن تسمح للكراهية بأن يكون لها موطئ قدم فيها, لأن نسيجها الاجتماعي غني يرفض الخطاب التحريضي الساذج". وكان شخص يدعى خالد مسعود (52 عاما) , وهو بريطاني المولد, دهس الأربعاء 22 مارس بسيارته المستأجرة عددا من المارة فوق جسر وستمنستر، ثم صدم السياج الحديدي حول مبنى البرلمان البريطاني وسط لندن، قبل أن يطعن شرطيا يحرس البرلمان عشر طعنات فقتله، ثم أطلق شرطي آخر النار على المهاجم فأصابه بجروح قاتلة. وبلغ عدد قتلى الهجوم خمسة بينهم منفذه، بينما بلغ عدد الجرحى خمسين على الأقل تطلّبت حالات 31 منهم المعالجة في المستشفى. وتبنى تنظيم الدولة الهجوم، وقالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم إن المنفذ "جندي للدولة الإسلامية"، وأضافت أنه نفذ الهجوم تلبية لدعوات سابقة أطلقها التنظيم لاستهداف رعايا دول التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وقالت الشرطة البريطانية إن خالد مسعود، كان يعرف بعدة أسماء منها: خالد شودري، وأدريان ألمز، وأدريان راسل، وإن له سجلا إجراميا. ومن جانبها, ذكرت "الجزيرة" أن أجهزة الأمن لم تتأكد إن كان مسعود يتحرك منفردا أم له معاونون، بينما ألقت الشرطة القبض على شخصين وصفا بالمهمين. وبحسب الشرطة البريطانية, فإن مسعود بات ليلة العملية في مدينة برايتون الساحلية وتوجه إلى لندن في الصباح بسيارة استأجرها من مدينة برمنغهام الشمالية. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فقد فتشت الشرطة 16 مكاناً، ولا تزال تنفذ خمس مداهمات أخرى معظمها في لندن وبرمنغهام التي تردد أن المهاجم عاش فيها واستأجر السيارة التي استخدمها في الهجوم من بلدة على مشارف المدينة. ونقلت الوكالة عن مسؤول مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية مارك راولي قوله إن مسعود كان له العديد من "الأسماء المستعارة"، ولديه سجل بارتكاب مخالفات عنيفة، ولكن لم يحكم عليه مسبقا في قضايا تتعلق بالإرهاب. ومسعود مواطن بريطاني ولد في كنت جنوب شرقي إنجلترا، وأدين بين عامي 1983 و2003 بتهم، بينها الاعتداء وحيازة أسلحة. وطبقا لصحيفة "صن" البريطانية فقد كان مسعود متزوجا من امرأة مسلمة عام 2004، وانتقل في 2005 إلى السعودية لممارسة التعليم وعاد في العام 2009.