قال وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، إن لبلاده هدفًا واحدًا في قضية «جوليو ريجنيي» هو معرفة الحقيقة، مطالبًا نظيره سامح شكري، بتسليم كافة الوثائق المتعلقة بالطالب الذي عثر على جثته بالقرب من طريق الإسكندرية الصحراوي العام الماضي، وعليها آثار تعذيب. وأوضح «ألفانو» متحدثا للتلفزيون الإيطالي، عقب لقائه «شكري» على هامش قمة أمريكية بواشنطن لمكافحة الإرهاب: «لدينا فقط هدف واحد، الحقيقة». ونقلت وكالة «أنسا»، عن النيابة الإيطالية قولها في وقت سابق من هذا الشهر، إن: «عناصر الشرطة التي تعقبت ريجيني منذ 8 ديسمبر 2015 إلى 22 يناير 2016 أدلت بتفسيرات خاطئة ومتحفظة حول أنشطتها». بدورها ذكرت نيابة روما، انها حصلت على 5 شهادات مرتبطة بعملية التنصت على «ريجيني»، وتقدمت بطلب للحصول على الشهادات الخمس الأخرى. وذكر محققون إيطاليون أن تحقيقاتهم امتدت إلى أعضاء من أحد الأجهزة العامة وبشكل خاص الأفراد الذين كانوا يمتلكون أماكن يستطيعون إخفاء «ريجيني» لمدة أسبوع على الأقل، وهي بالتأكيد ليست منازل لكنها أماكن آمنة، يستطيعون فيها ممارسة التعذيب بعيدا عن أعين المتطفلين. وفي اجتماع مع «ألفانو» في وقت سابق من شهر مارس الجاري، أكد «شكري» أن القاهرة ستبذل كافة جهودها للوصول إلى الحقيقة بشأن «ريجيني». وأخبر «شكري» نظيره الإيطالي أن القاهرة ترغب في استئناف الروابط الكاملة مع روما، في إشارة لاستمرار غياب السفير الإيطالي بعد أن اتخذت روما قرارا بسحبه بدعوى عدم التعاون في قضية تعذيب ومقتل ريجيني. ومنذ مقتل «ريجيني»، طلبت روما من القاهرة، عدة مطالب أبرزها استرجاع بيانات كاميرات مراقبة، وتسجيلات مكالمات هاتفية، والاطلاع على التحقيقات، وسط شد وجذب أحيانا بين البلدين أسفر عن استدعاء روما سفيرها حتى الآن. وفي إبريل من العام الماضي، قرر وزير الخارجية الإيطالي (آنذاك) «باولو جينتيلوني»، سحب سفير بلاده من القاهرة «ماوريتسيو ماساري» في أعقاب فشل أول لقاء بين المحققين المصريين والإيطاليين حول مقتل «ريجيني» الذي عثر على جثته في فبراير من 2016. وفي 11 من مايو الماضي، أعلنت روما اختيار، «جامباولو كانتيني»، سفيرًا جديدًا لدى مصر، لكنه لم يتوجه إلى القاهرة حتى الآن. وفي تصريحات له الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الإيطالي «أنجيلينو ألفانو» إن الاستمرار بمستوى معين من العلاقات مع القاهرة يعتمد على تعاون السلطات القضائية فيها في قضية «ريجيني». وكان «ريجيني»، طالب الدكتوراه في جامعة كامبريدج، تواجد في القاهرة منذ سبتمبر 2015، لتحضير أطروحته حول الاقتصاد المصري، ثم اختفى مساء 25 من يناير 2016، في حي الدقي. وفي 3 فبراير من العام الماضي عثر على جثته بالقرب من طريق الإسكندرية وعليها آثار تعذيب. واتهمت وسائل إعلام إيطالية أجهزة الأمن المصري بالتورط في قتله، وهو ما تنفيه الأخيرة بشدة.