انقسمت القوى السياسية والإسلامية والثورية ما بين مشارك في مليونية "حقن الدماء" بميدان التحرير ومليونية الزحف إلى وزارة الدفاع اليوم، ففيما أكد بعضها المشاركة في المليونية الأولى رفضت قوى أخرى التوجه إلى وزارة الدفاع للتظاهر باعتبار ذلك منافيا للطابع السلمى للثورة والراغب بقوة فى تمرير الفترة المتبقية دون إدخال مصر إلى نفق الفوضى والاضطراب. وقال الدكتور جمال حشمت القيادى الإخوانى البارز، إن الجماعة ستشارك فى مليونية اليوم رفضا لسياسات المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومساعيه لمد أجل الفترة الانتقالية ولأى محاولات لتأجيل الانتخابات الرئاسية، فضلا عن العمل وبقوة لحقن دماء المصريين التى سالت على يد بلطجية النظام السابق بأموال فلول النظام الحالى. وتابع: نرفض كل عمليات القتل والإجرام ونطالب بوقفة فورا وإجراء تحقيق مستقل فى هذه الأحداث مشددا على ضرورة إقالة حكومة الدكتور كمال الجنزورى بوصفها المسئولة عما آلت إليه الأوضاع فى مصر. من جانبه، قال الدكتور محمد البلتاجى القيادي بحزب "الحرية والعدالة"، "إن الجميع سيقف للتصدى للمؤامرة ويفضحون من وراءها, وسينضم ميدان العباسية إلى ميدان التحرير لينال معه شرف الكرامة". كما أعلنت "الجماعة الإسلامية" مشاركتها بقوة فى فعاليات جمعة اليوم حقنًا للدماء. وأكد الدكتور طارق الزمر المتحدث الرسمى باسم الجماعة مشاركتها بفعالية فى مليونية "لا لحقن الدماء" فى القاهرة والمحافظات، وذلك حقنا للدماء وحفاظا على منجزات الثورة والمطالبة بعدم الحياد عن تسليم السلطة فى موعدها والالتزام بالجدول الزمنى المتفق عليه وإجراء الانتخابات فى موعدها المحدد ونفى الزمر بشدة مشاركة الجماعة في "مليونية الزحف" إلى وزارة الدفاع، مشيرًا إلى أن هذا الأمر ينافى الطابع السلمى للثورة رغم إدانته الواضحة لعمليات القتل الإجرامية فى صفوف المتظاهرين وتقاعس أجهزة الأمن عن إنقاذ المعتصمين السلميين من بين أنياب المجرمين والبلطجية. فى السياق ذاته، أكد الدكتور صالح جاهين، القيادى الجهادى البارز مشاركة الجهاديين فى مختلف أنحاء الجمهورية فى هذه المليونية وذلك لإبلاغ المجلس الأعلى للقوات المسلحة برفض جميع القوى السياسية رفضهم لأى تلاعب فى الاستحقاقات السياسية المقررة حسب استفتاء مارس، لافتًا إلى أن الجرائم التى ارتكبت فى ميدان العباسية لا يمكن الصمت حيالها وهو ما سيسعى أخوة الجهاد لتوصيله عبر هذه المليونية. كما أعلن الدكتور خالد سعيد الأمين العام للجبهة السلفية مشاركة الجبهة فى المليونية وذلك للحفاظ على أهداف الثورة ورفض الاعتداءات التى تمت ضد معتصمى العباسية، كاشفا أن منتسبى الجبهة سينظمون مسيرة من ميدان التحرير إلى العباسية للمناصرة. وأعلن الدكتور محمد إمام رئيس مجلس "أمناء السلفية"، مشاركة المجلس وبشكل قوى فى مليونية التحرير والوقفات الاحتجاجية التى ستنظم فى مختلف أنحاء الجمهورية فى إدانة واضحة لسياسات الإجرام الممنهج ضد المعتصمين السلميين، فضلا عن الرفض التام لأى محاولات للعبث بالاستحقاقات السياسية مثل الانتخابات الرئاسية. ودعت جماعة "أهل السنة والجماعة" جميع أبناء الشعب المصرى من جميع المحافظات إلى الحشد بقوة فى ميدان التحرير فى مليونية 4 مايو, حفاظًا على دماء الأحرار ولمواجهة المخطط الإجرامى لقتل الثوار فى العباسية. وأكدت أن مشاركتها بهذه المليونية هدفها تقرير مصير مصر فى العقود القادمة, خوفًا من الدخول فى حلقات الاستبداد والقهر والفساد والحرمان والفقر والجهل والتبعية لعقود طويلة. وأكد هشام مصطفى رئيس حزب "الإصلاح" أن الحزب يحاول التواصل مع الأحزاب الأخرى التى أعلنت مشاركتها فى مليونية اليوم فى محاولة منه لتوحيد الصف حتى يتم الاتفاق على مطلب واحد. بدوره، أكد أحمد الكردى المتحدث الإعلامى لحزب "التوحيد العربى" أن الحزب قام بالتنسيق مع حزب "الفضيلة" وتم الاتفاق على المشاركة وتأييد المعتصمين بقوة فى مليونية اليوم للمطالبة بتسليم المجلس العسكرى السلطة فى الموعد المحدد, وتعديل المادة 28 لضمان أن تكون الانتخابات نزيهة. ودعت حركة "شباب 6 إبريل" جميع القوى الثورية والسياسية إلى المشاركة فى جمعة الزحف إلى وزارة الدفاع واعتبرت ما يحدث هو محاولة لاستكمال مسلسل تصفية الثوار. وأكد عبد الغفار شكر وكيل مؤسسى حزب "التحالف الاشتراكى" مشاركة الحزب فى مليونية اليوم للتعبير عن استنكارهم الشديد لاستباحة دماء المصريين وعدم تحقيق الأمن للمعتصمين السلميين. وقال إن اعتصام الحزب سيكون داخل ميدان التحرير، ولن يتحرك منه إلى ميدان العباسية معتبرًا الاعتصام عند وزارة الدفاع إجراء غير حكيم بالمرة ويتسبب فى الكثير من الفوضى. كما أكدت "الجبهة الحرة للتغيير السلمى" مشاركتها بالمليونية داعية كل القوى للالتفاف حول مطالبها وهى تأسيس مجلس انتقالى يدير شئون البلاد، وتكون مهمته الإشراف على وضع الدستور، وتشكيل لجنة قضائية حقوقية للتحقيق فى قضايا قتل المتظاهرين منذ أحداث 25 يناير 2011 وحتى الآن. فى سياق مخالف، أعلن حزب "النور" مقاطعته لهذه المليونية فى ظل عدم وضوح أهدافها وافتقادها التنظيم الجيد، بحسب محمد نور المتحدث الرسمى للحزب، الذى أكد عدم وجود المساس بأهداف الثورة لاسيما بعد إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة عدم تأجيل الانتخابات الرئاسية. وحول إزهاق الأرواح فى ميدان العباسية، قال نور، إن هناك طرقا عديدة لاستعادة هذه الحقوق وليس من بينها بالطبع حشد المواطين فى ميدان التحرير والعودة فى نهاية اليوم بعد تحميلهم بأعباء شديدة وإرهاق رهيب. من ناحيته، نفى محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، مشاركة الحزب فى مليونية اليوم أمام وزارة الدفاع, مؤكدًا أن ما يحدث الآن "عبث" ويدفع البلاد إلى مزيد من الاحتقان والتوتر، وتساءل ما هو الغرض من الاعتصام والتظاهر أمام وزارة الدفاع فى ظل الاشتباكات وتزايد أعداد الضحايا والمصابين، بالإضافة إلى أنه لا توجد هناك أى مستجدات على الساحة تدعو إلى التظاهر أو الاعتصام. وأكد سامى أنه فى حال وجود أى مظاهر للاحتجاج أو التظاهر فى ميدان التحرير فإن الحزب سيشارك للتأكيد على مطالب الثورة وتسليم السلطة فى موعدها. وقال توحيد البنهاوى، الأمين العام للحزب الناصرى، إن الحزب لم يتخذ قرارًا بالمشاركة أو عدم المشاركة فى مليونية الزحف الثورى إلى وزارة الدفاع، التى دعت إليها بعض القوى السياسية، أو التظاهر فى ميدان التحرير، مضيفًا أن الحزب يترك لأعضائه حرية المشاركة من عدمها. واعتبر أن مليونية التحرير لها أهداف غير معلنة وليست واضحة ويستغلها تيار الإسلام السياسى لمواجهة المجلس العسكرى، مشيرًا إلى أن الحزب "الناصرى" لا يشارك فى أى فعاليات إلا إذا كان هدفها واضح ومحدد ومتفق عليه بين الجميع من أجل مصلحة الوطن. ووصف البنهاوى التظاهر والاعتصام أمام وزارة الدفاع بأنه استعراض للقوى فى مواجهة الدولة، وأنه مرتبط فى بدايته بأولاد أبو إسماعيل بهدف الضغط على الدولة لكى تقبل اللجنة العليا للانتخابات ترشيح حازم أبو إسماعيل لرئاسة الجمهورية، منتقدًا دفع "أبو إسماعيل" بأنصاره للتظاهر والاعتصام.