ارتفعت نسبة العنوسة في مصر لنحو 13.5 مليون نسمة ممن تجاوزت أعمارهم 30 عامًا، منهم 2.5 مليون شاب و11 مليون فتاة، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وفي يوليو 2013، كشفت منظمة هولندية عن أول إحصائية لارتفاع العنوسة في الوطن العربي وعلى رأسها مصر؛ حيث بلغ عدد العوانس 8 ملايين في مصر بنسبة 40% من مجموع الفتيات في سن الزواج، وتشير المنظمة إلى أن هذا الرقم مرشح للارتفاع؛ بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعيشها مصر في ظل التوتر السياسي. وحذر خبراء من ارتفاع نسبة العنوسة لمستويات تاريخية في مصر؛ بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية وتراجع مستوى الدخل في ظل ارتفاع معدلات التضخم لمستويات غير مسبوقة، ما يدفع الشباب للإحجام عن الزواج، بل وتطور الأمر إلى ارتفاع حالات الطلاق لتصل إلى 240 حالة طلاق يوميًا، بمعدل حالة طلاق كل 6دقائق، ليصل إجمالي عدد المطلقات إلى 2.5 مليون مطلقة. وأشارت التقارير إلى أن ارتفاع من فاتهم قطار الزواج تسبب في وجود ظواهر كثيرة غير مقبولة اجتماعيًا أو دينيًا في البلاد، مثل ظاهرة الزواج السري والعرفي بين الشباب في الجامعات، والشذوذ الجنسي بين الفتيات، والإصابة بأمراض نفسية أدت إلى الإقبال على الانتحار، كما دفعت بعض الشباب والفتيات إلى إدمان المخدرات من أجل النسيان، وهو ما يؤدي بحياة الكثير منهم إلى الموت. وقالت الدكتورة سميرة الشريف، الخبيرة التربوية ل "المصريون": "الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها مصر، كفيلة بارتفاع نسبة العنوسة وعدم التفكير في الزواج أساسًا، فضلًا عن العادات والتقاليد السيئة في التباهي بالمهور والمغالاة فيها، والتفاخر بتجهيز شقق الزوجية التي ساهمت في نشوء هذه المشكلة". وأوضحت أن الكثير من الشباب يعيشون وضعًا ماديًا صعبًا، واصفة العنوسة بأنها شبح مخيف يلاحق الكثير من الأسر المصرية حاليًا. في نفس السياق، رأت أمل فؤاد، مدير مركز البحوث الاجتماعية، أن معظم حالات الطلاق هي نتيجة للخيانة أو السجن، لكنها الآن تزايدت نتيجة أن الأزواج يواجهون صعوبات كبيرة في إعالة أسرهم"، مضيفة: "الظروف الاقتصادية هي السبب الرئيسي للطلاق حاليًا". وقال المستشار أحمد الخزيم، الخبير الاقتصادي، إن "الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر حاليًا، وارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات تاريخية؛ نتيجة زيادة الأسعار بصورة مبالغة لعدم وجود رقابة، ما دفع الشباب للعزوف عن الزواج، وتزايد معدلات الطلاق".. وأضاف الخزيم ل"المصريون": "العنوسة صنعتها الحكومة بقوانينها وتشريعاتها الظالمة، والتي خلقت العديد من المشاكل والأزمات أمام الشباب، وفى مقدمتها البطالة التي أدخلت الشباب في عزوبية إجبارية". وتابع: "تخلي الدولة عن سياسة التعيين للخريجين وعدم إجبار رجال المال والأعمال على القيام بدورهم الاجتماعي تجاه هؤلاء الشباب، جعلتهم يفضلون الهجرة ولو بالانتحار عن طريق قوارب الموت والهجرة غير الشرعية". وطالب الخبير الاقتصادي، جميع القطاعات الحكومية والأهلية بالتعاون من أجل حل مشكلة العنوسة، "والتي حتمًا ستتضاعف في ظل الظروف الراهنة حالية"، متوقعًا أن ترتفع نسبة العنوسة إلى 20مليون عانس في مصر خلال العام القادم.