مخطئ بشدة من لا يجيد قراءة الإشارات المتتالية القادمة من الجار الشرقى المزعج، والتى تسارعت وتيرتها خلال الأيام الماضية، ربما مع تصاعد منحنى العنف والدماء المصرية، التى تسيل فى «العباسية» والتى أصبحنا نعيشها جميعا! ..ويبدو أن اقتراب لحظات تحديد المصير الحاسمة فى تاريخ مصر، واختيار رئيس منتخب للمحروسة، وتسليم المجلس العسكرى السلطة إلى سلطات مدنية، وتشكيل حكومة جديدة، ووضع أقدامنا على بداية طريق الألف ميل، يبدو أن ذلك أزعج «أبناء العم» وجعلهم يبحثون عن ذريعة لإعادة مصر إلى المربع رقم صفر، بسيناريو خبيث، يطيح بكل أحلام الديمقراطية التى نعيشها، ويجعل بقاء الأمر فى يد المجلس العسكرى حتميا، مع شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»!. ..عن أى معركة أتحدث؟.. أقول لكم أولا ما هى الإشارات القادمة من «الشرق»: 1- وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرلمان يقول إن الوضع فى مصر يقلقه أكثر من الخطر النووى الإيرانى، وأنه يخشى تصاعد حالة اليأس داخل المجتمع المصرى، وحذر رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو من المشكلة الإستراتيجية التى ستنشأ فى مصر عقب الثورة. 2- وزير الدفاع الإسرائيلى السابق، وعضو الكنيست الحالى بنيامين بن اليعازر يدعو لضرورة الاستعداد لمواجهة محتملة مع مصر، ويصفها بأنها «حتمية، وأصبحت وشيكة، وعلى الجيش الاستعداد لها، ويدعى وجود مصانع لصنع الصواريخ ومستودعات ضخمة للسلاح فى سيناء، ويزعم أن «أرض الفيروز» أصبحت جزءا من استقرار المنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط، وتحديداً تنظيم «القاعدة»! 3- لجنة الخارجية والأمن فى الكنيست وافقت على السماح باستدعاء الآلاف من جنود الاحتياط الذين يخدمون فى 22 كتيبة إلى الخدمة العسكرية بصورة استثنائية، والسبب «تصاعد التوتر على الحدود الإسرائيلية – المصرية»، وذلك مع «نشاط الخلايا والتنظيمات المسلحة فى سيناء، وعدم سيطرة الجيش المصرى على المنطقة».!! 4- استعداد إسرائيل لعملية عسكرية جديدة فى غزة وتواصل توغل الجرافات والآليات العسكرية داخل المناطق الحدودية، مع إطلاق نار كثيف على منازل المواطنين، وإشعال النار فى أراضيهم الزراعية 5- طلقات (آر بى جى) أطلقت على الجانب المصرى، وقال التليفزيون الرسمى: إن مصر طلبت من حركة المقاومة «الإسلامية» الفلسطينية (حماس) ضبط حركة المرور والأمن بين قطاع غزة ومصر، بعد الهجوم «المتكرر» على بعض القوات والمنشآت المصرية فى سيناء، أما آخر حادث فهو مصرع الجندى محمود صبرى محمد – 24 عاماً – وإصابة اثنين فى الهجوم على نقطة الماسورة فى الطريق الدولى العريش/ رفح، وطبعاً الفاعل «ملثم» فى سيارة بدون لوحات!! هل الصورة واضحة أم تحتاج لتوضيح أكثر؟! هل هذا هو الوقت المناسب لجر «مصر» إلى حرب فى توقيت ليس هناك أسوأ منه؟ هل المطلوب أن ننسى الانتخابات الرئاسية، وأحلام الديمقراطية، وسراب «النهضة المقادمة».. ونقف وقفة رجل واحد خلف «المجلس العسكرى» هاتفين «بالروح.. بالدم نفديك يا (.....)!! ولا حول ولا قوة إلا بالله وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. [email protected]