دخل المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، في إضراب مفتوح عن الطعام بمحبسه الانفرادي بسجن العقرب. ومؤخرا، عاقب مسؤولو سجن العقرب، الحداد، بوضعه في زنازين التأديب بالسجن ذاته، على إثر نشر مقالة باسمه في صحيفة نيويورك تايمز. وقالت منى إمام، والدة الحداد، في تصريح مطول لها، إنه "دخل في إضراب مفتوح عن الطعام من ما يزيد عن 10 أيام". والحداد، وفق ما كان يصل إلى والدته عنه من أخبار الزيارات، مغلق عليه تماما في زنزانته الانفرادية في عنبر 2 جناح 3. وأضافت "حتى النظارة (الفتحة الوحيدة في الباب لإدخال الطعام) مغلقة من الخارج، وممنوع من التريض اليومي فلا يخرج أبدا من زنزانته، وممنوع من الكانتين ولا يدخل له إلا التعيين (طعام السجن)". وأشارت إلى أن طعام الكانتين "تأنف منه حتى قطط السجن وهو بكمية قليلة جدا"، لافته إلى أنه "ممنوع الحداد من الأدوية خاصة الحديد الذي كان يتناوله للأنيميا التي أصيب بها جراء التجويع". واتهمت منى إمام، إدارة السجن، ب"الاستيلاء على كل متعلقاته الشخصية حتى البطاطين وتركوه فعليا على البلاط وتتم معاملته بطريقة سيئة جدا من يوم نشر مقالة باسمه بصحيفة أمريكية الأربعاء 22 فبراير"، وفق قولها. وتابعت "15 يوما كاملة قضاها ابني في هذا القبر في فراغ تام معزولا عن كل مظاهر الحياة، لا يسمع حتى صوت زملائه في العنبر ولا يعرف أحد عنه أي شيء لأن صوته لا يصل إليهم بعد غلق النظارة، وكلما سألنا أي زيارة للأسر عنه كانت الإجابة دائما واحدة: مغلق عليه تماما منذ المقالة". وتساءلت مستنكرة: "من يستطيع أن يتحمل هذه الخنقة 15 يوما متواصلة في زنزانة متناهية الصغر لو مددت ذراعيك تلمس جدرانها العفنة أخذوا منه الساعة وأصبح لا يعرف حتى ليله من نهاره لأن الشمس لا تدخلها وقد حرموه من زيارة أولاده وأسرته منذ سبتمبر الماضي حتى والده في العنبر الذي بجواره لا يعلم عنه شيئاً". ومضت بالقول: "ولم يكتفوا بهذا، بل تواصلت الاستفزازات والمضايقات اليومية له بكل وسيلة ممكنة في محاولة لخلق أي فرصة لإهانته وإذلاله وتحطيمه بكل صورة النتيجة الوحيدة المتوقعة هي انهياره نفسيا وجسديا". وأوضحت أن "الوسيلة الوحيدة المتاحة أمامه للاستمرار على قيد الحياة هي الإضراب مهما كانت آلامه ومخاطره خاصة بعد تجويعه الفترة السابقة". وذكرت منى إمام "لقد بدأ جهاد إضرابه منذ 27 فبراير (الماضي) ورفض استلام طعام السجن (التعيين) وهو الطعام الوحيد المتاح له، وليس هناك أي عصائر أو سوائل يستعين بها على الإضراب سوى ماء الصنبور البني اللون ذو الرائحة الكريهة بعد منع ماء الشرب عنه". وقالت "لقد تركوه ملقى في زنزانته وهم يعلمون أنه من الممكن أن يفقد وعيه في أية لحظة نتيجة الإضراب كما حدث له سابقا ولا يجد حتى من يسمع صوته، بل لقد استمرت المضايقات اليومية ومنعه من أبسط حقوقه ومحاولات كسره بكل الطرق، وبعد أيام من الإضراب أقصى ما فعلوه هو أنهم فتحوا النظارة عليه". وأضافت "أليس الإضراب هو الحل الوحيد لمواجهة بطشهم؟ مهما كانت مخاطره فهو أفضل من هذه الخنقة فى قبورهم الأسمنتية، ما بلغنا اليوم هو أنه سيقوم بتصعيد إضرابه رفضا لدفنه حيا في هذا القبر". وذكرت "لقد أثبتوا في العقرب صدق هذا الشعار Dying to live =الإضراب حتى الموت؛ كوسيلة وحيدة للبقاء على قيد الحياة". وحملت منى إمام، المنظمات الحقوقية خاصة المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي قالت إنهم قدموا له شكوى مفصلة بما يتم مع زوجها (عصام الحداد) وابنها (جهاد) في العقرب، معتبرة أن إدارة سجن العقرب ومصلحة السجون ووزارة الداخلية مسؤولة تماما عن حياتهما. وقبل أيام، نشرت الصحيفة الأمريكية رسالة مسربة من سجن العقرب، كتبها الحداد، ومعنونة ب"أنا عضو في جماعة الإخوان المسلمين ولست إرهابيا". وكانت منظمات حقوقية قد رصدت منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، انتهاكات عديدة بالسجون بحق معارضين للنظام، كان على رأسها سجن العقرب، الذي مات فيه 6 من أبرز القيادات الإسلامية، الصيف الماضي. وسجن العقرب هو أحد السجون السياسية الشهيرة التي بينت في تسعينات القرن الماضي، وتكون الزيارة فيه عبر المحادثة بالهاتف من خلف حائل زجاجي وتقبع فيه أعداد كبيرة من رموز سياسية إسلامية معارضة. ولم يتسن ل"المصريون" التواصل مع وزارة الداخلية للرد والتأكد من صحة ما جاء بالخبر.