رأى "تسفي برئيل"، محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الخصومة بين محمد دحلان، القيادى المفصول من حركة "فتح" والرئيس محمود عباس ليست جديدة، وتطورت إلى حرب على الخلافة، تتورط فيها مصر وثلاث دول عربية أخرى، حسب قوله، حيث حاولت الدول الأربعة في سبتمبر الماضي طرح صيغ مصالحة بين المعسكرين الفلسطينيين بهدف إعادة دحلان للعمل السياسي في حركة فتح، التي طرد منها على يد عباس في يونيو 2011، على خلفية محاولات دحلان إسقاطه. وأضاف "برئيل"، فى مقال له بالصحيفة العبرية: "رفض عباس المبادرة وأثار سخط مصر، التي تعمل على تعزيز مكانة دحلان، بهدف التأثير من خلاله على مجريات الأمور في الضفة وقطاع غزة، استعدادا لإمكانية اختفاء عباس من الساحة السياسية". وأكد أن الجفاء المصري وصل ذروته الأسبوع الماضي، ففي خطوة غير مسبوقة منعت دخول جبريل الرجوب أمين سر حركة فتح المقرب من عباس أراضيها، بعد دعوته رسميا للمشاركة في مؤتمر عن التنمية الاجتماعية والإرهاب، عقد في شرم الشيخ. واعتبر أن مصر تنضم بذلك لإسرائيل، التي لا تعتبر عباس شريكا. لكن بينما ترى إسرائيل أن عباس ليس شريكا في عملية السلام، لا تعتبر مصر عباس شريكا في تحقيق طموحاتها السياسية في فلسطين. وأوضح أنه في الظروف السياسية التي لا يبدي فيها عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو استعدادا للتحاور فيما بينهما، تسعى مصر على الأقل لتحقيق مكاسب، لافتًا إلى أن هذه المكاسب موجودة الآن في غزة، التي تحظى فيها مصر بنفوذ سواء بفضل سيطرتها على ممر الدخول والخروج، في معبر رفح، أو من خلال قدرتها على تعزيز أو إضعاف حماس بفضل سيطرتها على المعبر.