بعنوان "لا يوجد شريك"، قال تسيبي برئيل الكاتب والصحفي الإسرائيلي إنَّ صدى الصراع بين محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ومحمد دحلان القيادي السابق بحركة فتح وصل إلى مخيم اللاجئين الأكبر في لبنان "عين الحلوة"، لافتًا إلى أنَّ هذا الصراع يؤثر على العلاقات بين القاهرة وحركة المقاومة الإسلامية "حماس". وقال برئيل -في مقال له بصحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين-: "النيران وصواريخ الآر بي جي التي يتم إطلاقها في مخيم عين الحلوة لم تنطلق من هنا، بل بدأت قصها في كل من رام اللهوغزةوالقاهرة منذ أسبوع، والمخيم يعاني ويشهد حالة من التوتر، وذلك بعد أن جرت مواجهات مسلحة مؤخرًا قتل فيها على الأقل شخص واحد، وتمَّ هدم منازل ومحال تجارية وتوقفت حركة المرور في المخيم الذي يسكن به نحو 80 ألف فلسطيني". وأضاف: "السبب المباشر لهذا الاشتعال الذي وقع مؤخرًا غير واضح، والبعض يرى أنَّ الأمر بدأ بشجار بين امرأتين، تطوَّر لمواجهات بين الرجال، لكن عددًا من الوقائع والأحداث التي سبقت الأمر يشير إلى أمر آخر، فالمخيم يضم نحو 20 فصيلًا، أهمها فتح وحماس والقوات الإسلامية، وهناك لجنة مشتركة من جميع الفصائل تدير الشؤون الأمنية بالمخيم، تحت قيادة منير المقداح نائب قائد القوة الوطنية الفلسطينية في لبنان". وتابع: "المقداح هو أحد الموالين للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ويلقى دعمًا ماليًّا قدره 250 ألف دولار تقريبًا في الشهر، وذلك لتمويل عمليات قوات الفتح في مجلس القوات الفلسطينيةبلبنان، وفي بداية يناير الماضي قررت السلطة الفلسطينية تجميد التمويل بسبب انتقادات تتعلق بنقص فعالية المقدام، الخطوة التي في أعقابها أعلن الأخير انفصال فتح من لجنة الأمن المشتركة". وذكر الكاتب: "يبدو أنَّ قرار عباس بتجميد المساعدات ينبع في الأساس من فشل المقدام في كبح نشاط مؤيدي دحلان، الخصم اللدود لرئيس السلطة الفلسطينية"، والخصومة بين دحلان وعباس ليست بالجديدة وتطورت إلى حرب على خلافة كرسي الحكم، وهو المشهد الذي يتضمَّن كلا من مصر والسعودية والإمارات والأردن". واستطرد: "الأربع دول السابقة حاولت في سبتمبر الماضي اقتراح صيغة تصالح بين المعسكرين الفلسطينيين -عباس ودحلان- بهدف إعادة دحلان للمجال السياسي بحركة فتح والذي خلع منه على يد عباس في يونيو 2011، على خلفية محاولات دحلان لإسقاطه.. عباس رفض المبادرة الرباعية وأغضب مصر التي تعمل لتعزيز مركز دحلان، من أجل فرضه على ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، ومن جانبهما تجاهلت كل من السعودية والأردن رئيس السلطة وأصبحت زياراته للأخيرتين نادرة جدا". وجاء في مقال الكاتب: "مؤخرًا زار عباس لبنان وذلك للتنسيق مع السلطات في تعزيز الأمن بمخيمات اللاجئين وتحسين وضع اللاجئين الفلسطينيين، إلا أنَّ هذه الزيارة تسبَّبت في مواجهة جديدة مع دحلان ومؤيديه، الذين سارعوا باتهام عباس على أنَّه وجد وقتًا لمقابلة المطربة أحلام ونجوم البرنامج الغنائي آراب آيدول، ولم يجد وقتًا لتفقد مخيمات اللاجئين". وأضاف: "عشية مغادرته لبنان، وصلت جليلة دحلان زوجة القيادي الفتحاوي السابق ومعها مساعدات، وهاجم مؤيدو عباس في المخيم موكبها بالأحجار، وتدهورت الأوضاع بالأخير ووصلت لدرجة الاشتباك العنيف". وذكر برئيل: "عباس نسب هذا الحدث للدعم الذي تمنحه القاهرة لدحلان، ويرى أنَّ توطيد العلاقات بين حماس والقاهرة لا يعتمد فقط على الاتفاق في محاربة الحركات السلفية بقطاع غزة وقطع علاقات التنظيم مع داعش سيناء، وإنَّما أيضًا على التزام حماس بدعم دحلان كوريث لعباس، رغم أنَّ الحركة الفلسطينية لم تعلن هذا". واختتم الكاتب الإسرائيلي: "مصر تنضم في هذا الموقف لإسرائيل، فتل أبيب لا ترى في عباس شريكًا، وبينما لا تنظر إسرائيل إلى رئيس السلطة الفلسطينية كشريك في المسار السياسي لعملية السلام، فكذلك لا ترى فيه القاهرة شريكًا لتحقيق مطامحها السياسية في فلسطين".