رفض عدد كبير من القوى السياسية والثورية المبادرة التى أطلقتها حركة "شباب 6 إبريل" للخروج من المأزق السياسى الحالى باختيار رئيس توافقى مؤقت لمدة عام، ووضع الدستور خلالها ثم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة، بناءً على الدستور الجيد بالإضافة إلى تشكيل حكومة ائتلافية برئاسة الأغلبية البرلمانية ممثلة لكل القوى، حيث أكدت أن هذه المبادرة من شأنها تعطيل انتقال السلطة لجهة مدنية منتخبة. وقال محمود غزلان، المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان، إن هذا الكلام غير دستورى وهو مجرد اجتهاد فردى، مشيرًا إلى أن الإعلان الدستورى يحدد إجراءات واضحة لنقل السلطة ومواعيدها وأى إهدار للمواعيد هو إهدار للدستور. كما اعتبر ياسر عبد التواب، المسئول الإعلامى بحزب "النور"، أن هذه المبادرة هى مجرد طرح عام ليس أكثر وليس هناك وقت ليتم إهداره، مشددًا على أهمية أن تجرى الأمور بطبيعتها، مؤكدًا عدم وجود أى مشكلة فى كتابة الدستور تحت حكم العسكرى. وبدوره قال مجدى أحمد حسين، رئيس حزب العمل الجديد، إنه مع الالتزام الكامل بخارطة طريق نقل السلطة لرئيس منتخب يمضى وقته الرئاسى سواء 4 سنوات أو 5، مؤكدًا أنه لا داعى لاقتراحات جديدة قد تؤدى إلى إطالة الحكم العسكرى للبلاد. وأشار إلى أن الرئيس القادم سيعمل بالإعلان الدستورى الذى أقره العسكرى بعد استفتاء، لافتًا إلى أنه من الأهم الآن الاتفاق على عدم وجود وضعية خاصة للقوات المسلحة فى التأسيسية،على ألا يفرض العسكرى وصايته على اللجنة. فيما أشار حمادة الكاشف، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، إلى أن المبادرة تحتاج لدراسة جيدة، مشددًا على ضرورة التوافق بين القوى السياسية لاختيار رئيس بعيدًا عن القوى الإسلامية. من جانبه أوضح محمد عبد اللطيف، أمين عام حزب "الوسط"، أن طلبات تشكيل حكومة ائتلافية ما هى إلا "تضييع الوقت " لأن حكومة الجنزورى ستنتهى بعد انتخاب رئيس بالفعل، لتشكل الأغلبية البرلمانية الحكومة القادمة، معربًا عن خشيته من الدخول فى مهاترات بين القوى السياسية لا داعى لها. وفى نفس السياق قال السعيد كامل، رئيس حزب "الجبهة الديمقراطية"، إن الجبهة طالبت فى وقت سابق بمثل هذه المبادرة لحين الانتهاء من وضع الدستور فى غير وجود حكم العسكر، وأشار إلى أن هناك نوعًا من عدم الاتفاق بين مختلف القوى والأحزاب السياسية حول المبادرات التى تخرج بسبب عدم وجود مظلة سياسية واضحة من قبل جميع القوى للاتفاق من ناحية، ولعدم احترام المجلس العسكرى للأحزاب والقوى السياسية من ناحية أخرى وتوقع العودة إلى نقطة الصفر فى المشهد السياسى المصرى. وفى المقابل قال محمد عبد العزيز، منسق شباب حركة كفاية، إن المبادرة ممكن أن تكون حل للورطة التى تعيشها مصر حاليًا ونوه إلى أنها تحتاج لدراسة جيدة حتى نصل إلى القرار الأمثل. كما أبدى أحمد عز العرب، نائب رئيس حزب "الوفد"، تقبله لفكرة الرئيس الانتقالى لكن شريطة أن يتم التوافق عليه وأكد أن موقف الحزب سيعلن عقب اجتماع الهيئة.